دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

خلال جولة ترامب.. إسرائيل تقتل 118 فلسطينيا وتقصف مستشفيين و9 مراكز إيواء (إطار)

وتنذر بإخلاء مناطق غرب غزة تشمل مستشفى الشفاء وعدة مراكز إيواء يقطنها مئات آلاف الفلسطينيين

Jomaa Younis  | 15.05.2025 - محدث : 16.05.2025
خلال جولة ترامب.. إسرائيل تقتل 118 فلسطينيا وتقصف مستشفيين و9 مراكز إيواء (إطار)

Gazze

غزة / الأناضول

منذ بدء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، قتل الجيش الإسرائيلي 118 فلسطينيا في قطاع غزة، بينهم أطفال ونساء وصحفي، فيما قصف مستشفيين بشكل مباشر، إلى جانب 6 مدارس و3 مراكز تؤوي نازحين، في تصعيد وُصف بـ"الأعنف" منذ أسابيع.

وترافقت الزيارة مع دعوات أمريكية متكررة لـ"تحقيق تهدئة"، إلا أن الواقع الميداني في غزة كان معاكساً، حيث ارتكبت إسرائيل عدة مجازر داخل مستشفيات ومراكز إيواء.

وقتل منذ بدء زيارة ترامب للمنطقة والتي بدأها بالسعودية الثلاثاء، 118 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء وصحفي، إضافة إلى عشرات الجرحى والمفقودين، وفق مصادر طبية فلسطينية.

وخلال هذه الهجمات، تم استهداف مستشفيين في مدينة خان يونس جنوب القطاع أحدهما مستشفى غزة الأوروبي الذي تعرض لقصف مرتين خلال أقل من 24 ساعة، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص داخله، و28 آخرين في منزل ملاصق له.

والثلاثاء فجراً، استهدف الجيش الإسرائيلي مجمع ناصر الطبي في خان يونس وهو أكبر مستشفيات قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الفلسطينيين الذين كانوا يتلقون العلاج داخله بينهم الصحفي حسن اصليح، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

في الوقت ذاته، استهدفت الغارات الإسرائيلية ما لا يقل عن 6 مدارس ومراكز تعليمية، إلى جانب 3 مراكز تؤوي نازحين، ما أدى إلى سقوط مزيد من الضحايا، وزيادة موجات النزوح داخل القطاع الذي يعاني أصلًا من نقص حاد في الغذاء والدواء وانهيار الخدمات الأساسية.

وتأتي هذه المجازر عقب تصريح الرئيس ترامب، بأن الشعب الفلسطيني في غزة "يستحق مستقبلا أفضل".

وترددت ادعاءات ثبت زيفها في وسائل الإعلام العبرية بشأن تخفيف حدة حرب الإبادة الجماعية خلال جولة ترامب الخليجية التي بدأت الثلاثاء بزيارة السعودية وتستمر حتى الخميس بزيارة قطر والإمارات.

وحسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة صدر في 8 مايو/ أيار الجاري، فإن 38 مستشفى و81 مركزا صحيا و164 مؤسسة صحية تعرضت للتدمير أو الحرق أو الإخراج عن الخدمة خلال حرب الإبادة.

** إخلاء مناطق مدنية

وفي تصعيد جديد تزامن مع زيارة ترامب للمنطقة، وجّه الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، إنذارات بإخلاء مناطق غرب مدينة غزة تمهيدًا لاستهدافها.

وشمل إنذار الإخلاء مناطق حيوية، أبرزها مستشفى الشفاء ومراكز إيواء كبرى، في خطوة تهدد حياة مئات آلاف النازحين الفلسطينيين الذين لا يجدون ملاذا آمنا في القطاع المحاصر.

وتنتشر المواقع المنذرة بالإخلاء على امتداد الشريط الغربي لمدينة غزة، من مخيم الشاطئ شمالًا إلى محيط تل الهوى جنوبًا، وهي مناطق باتت تؤوي مئات آلاف النازحين، وسط دمار واسع للبنية التحتية.

ونشر الجيش الإسرائيلي خريطة أوضح فيها المناطق المنذرة بالإخلاء وبينها مستشفى الشفاء الذي يوجد فيه آلاف المرضى، حيث بات المستشفى الرئيسي في مدينة غزة، بعد استهداف إسرائيل المستشفى المعمداني وسط المدينة.

كما تشمل مراكز الإيواء في الجامعة الإسلامية، ومجمع المدارس في الشاطئ، ومدرسة الكرمل، ومدرسة مصطفى حافظ، ومجمع مدارس الفرقان.

وتقول تقارير أممية، إن أكثر من 90 بالمئة من فلسطينيي القطاع اضطروا إلى مغادرة منازلهم بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل وإنذارات الإخلاء القسري.

ويعيش معظم هؤلاء النازحين في مراكز إيواء مكتظة أو خيام مؤقتة أو حتى في العراء، وسط أوضاع صحية متدهورة وغياب للخدمات الأساسية، ما أدى إلى تفشي الأمراض والأوبئة، خاصة بين الأطفال وكبار السن.

وتكرّر نزوح العديد من العائلات أكثر من مرة، بسبب استهداف متكرر للمناطق التي لجأوا إليها، ما فاقم معاناتهم النفسية والجسدية.

ومع هذا التصعيد الإسرائيلي يواجه السكان الفلسطينيون أوضاعاً كارثية، إذ لا أماكن آمنة يمكنهم اللجوء إليها وسط الدمار الواسع الذي شمل معظم أحياء مدينة غزة، واستمرار فرض الجيش الإسرائيلي مناطق عازلة واسعة بمحيط المدينة، وهو ما يفاقم مأساة مئات آلاف النازحين الذين يواجهون خطر الموت في حال بقائهم، ولا يجدون بديلاً آمناً للهروب.

وفي أول رد فلسطيني، قالت وزارة الداخلية في غزة إن "الإنذارات الإسرائيلية مزاعم كاذبة لتبرير جريمة التهجير القسري"، مؤكدة أن الاحتلال يتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة المخالفة للقانون الدولي.

وأضافت الوزارة في بيان، أن "الاحتلال يتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة التي تُخالف قواعد القانون الدولي".

ودعت المواطنين إلى "التروي في استقاء الأخبار وتجنّب الشائعات"، مشيرة إلى أن عليهم الانتقال فقط في حال الشعور بالخطر إلى أقرب مكان آمن، مع التأكد من المعلومات عبر مصادر رسمية ومعروفة.

يأتي هذا التصعيد وسط أوضاع إنسانية كارثية، إذ حذر تقرير دولي الاثنين، من أن كل الفلسطينيين بقطاع غزة يواجهون خطر مجاعة جماعية، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 470 ألف شخص في غزة سيواجهون "جوعا كارثيا" (المرحلة الخامسة من التصنيف) بين مايو/ أيار الحالي وسبتمبر/ أيلول المقبل، بزيادة 250 بالمئة عن التقديرات السابقة في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع المجاعة جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.