غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول

أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الخميس، تلقي رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، دعوة رسمية لزيارة مصر الأسبوع المقبل.

جاء ذلك وفق ما ذكر المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في تصريح للأناضول.

وقال قاسم إن الزيارة "تأتي في إطار التواصل المستمر بين الحركة والقاهرة لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك".

وأوضح أن الزيارة "تهدف إلى وضع مصر في صورة العدوان الإسرائيلي المستمر على المقدّسات الإسلامية والمسيحية والجرائم في الضفة الغربية".

ولم يكشف قاسم عن المزيد من التفاصيل حول الشخصيات التي يعتزم هينة لقاءها، أو مدة هذه الزيارة.

وحول دلالة الزيارة، قال المحلل السياسي مدير عام مؤسسة فيميد للإعلام، إبراهيم المدهون، إنها تأتي في إطار التواصل الدائم بين الحركة ومصر وفي سياق المتابعة المستمرة للقيادة المصرية للملفات الخاصة بالشأن الفلسطيني.

وأضاف في حديث للأناضول: "حماس تعتبر بوابة مصر في عدد من الملفات المرتبطة بالشأن الفلسطيني خاصة في ظل الدور الذي تمارسه الحركة في رسم خريطة الوضع الفلسطيني العام".

ويعتقد المدهون، أن المُستجد الذي طرأ على الساحة الفلسطينية، ودفع مصر لتوجيه دعوتها الرسمية لهنية، يتمثل في "المخاطر والتحديات المترتبة على الحكومة الإسرائيلية الجديدة المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، التي لا تؤمن بأي عملية سلام أو تسوية ولديها مخططات عدوانية على غزة".

وقال: "المعروف أن حماس لها دور في مواجهة تلك الحكومة، فأرادت مصر أن تستمتع لرؤية الحركة حول هذه المواجهة وتنقل أفكارا للحركة إزاء ذلك".

وتابع المدهون: "قيادة حماس لديها استيعاب كامل للرؤية المصرية ويقدّرون دور مصر".

ورجّح أن "حماس" ستتطرق في اللقاء لضرورة "توسعة الدور المصري سواء في مواجهة حكومة بنيامين نتنياهو، أو في الملفات الفلسطينية المختلفة".

كما سيكون لملف "الواقع في غزة مكانا في هذه الزيارة" بحسب المدهون، مشيرا إلى أن مصر "ترعى هذا الملف المهم المرتبط بالعدوان (الإسرائيلي) على غزة وتداعيات ذلك، خصوصا في ظل الاستهدافات العسكرية المتكررة التي شهدها القطاع مؤخرا".

إلى جانب ذلك، يقول المدهون إن الزيارة تأتي وسط الدور الأساسي لمصر في ملف صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، فهي "الراعية للملف وبات لها دور أوسع في إطاره".

ولفت إلى أن "حماس معنية بوجهة نظر مصر في الملف الوطني وبتعزيز دورها للخروج بواقع فلسطيني يخدم الشعب والمقاومة والقدرة على مواجهة مخاطر المشروع الصهيوني".

وختم حديثه قائلا: "عدد من الملفات ستكون مطروحة على الطاولة بما فيها الملف الفلسطيني الداخلي، في توقيت مهم تواجه فيه الأراضي الفلسطينية عدوانا واسعا".

ومساء الأربعاء، أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، أن وفدا من قادتها برئاسة الأمين العام زياد النخالة، سيبدأ زيارة لمصر الأسبوع القادم.

وقال المتحدث باسم الحركة، داود شهاب للأناضول، إن "الزيارة غير مرتبطة بشكل أساسي بالتطورات الأمنية الجارية في الساحة الفلسطينية".

وأوضح أن "الوفد سيلتقي عددا من المسؤولين المصريين، على رأسهم رئيس جهاز المخابرات، وسيناقش قضايا مختلفة مع الأشقاء المصريين وسيبحث التطورات الجارية معهم".

ودأبت مصر على لعب دور الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية لوقف التصعيد في قطاع غزة.

وفي يومي الأربعاء والجمعة الماضيين، أعلنت إسرائيل إطلاق ثلاث قذائف من قطاع غزة تجاه أراضيها وردت بقصف مواقع في القطاع دون وقوع إصابات.

وجاء التصعيد عقب قتل الجيش الإسرائيلي 10 فلسطينيين خلال اقتحامه مخيم جنين (شمال) الخميس، وهو ما أعقبه في اليوم التالي مقتل 7 إسرائيليين في عملية إطلاق نار بالقدس نفذها شاب فلسطيني.