السياسة, الدول العربية, قطاع غزة

"جدارية" توثق العدوان الأخير على غزة

رسمها الفنان بلال خالد بعرض 50 متراً وارتفاع بلغ نحو 10 أمتار وعبرت عن جوانب مختلفة من حياة المواطنين في غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير

13.07.2021 - محدث : 13.07.2021
"جدارية" توثق العدوان الأخير على غزة

Gazze

غزة/ محمد أبو دون/ الأناضول-

على مدار 5 أيام من العمل المكثف، تمكّن الفنان الفلسطيني بلال خالد، من رسم جدارية فنية بعرض 50 متراً وارتفاع بلغ نحو 10 أمتار، على حائط يقع بشارع الجامعات، الذي دمرته إسرائيل خلال عدوانها الأخير على غزة.

واستخدم خالد في لوحته ألوانا متعددة، بدلالات تشير إلى جوانب الحياة المختلفة التي يعيشها سكان القطاع.

وحملت اللوحة الضخمة اسم "إللى بتقاتل فينا، هي الروح".

ويقول خالد إن اللوحة "تحمل رسالة وفاء لكل المواطنين الذين عاشوا العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القطاع على مدار 11 يوماً وكانوا يصطفون للقتال من أجل القدس والوطن".

ويضيف لوكالة الأناضول "اخترت منطقة شارع الجامعات لرسم اللوحة الضخمة، كونه تعرض خلال العدوان الإسرائيلي لتدمير جزءاً منه، فكان لابد من وضع إشارة جمال فيه، تحمل رسالة أن كل شيء سيعود أجمل من قبل بهمة المواطنين والمقاتلين لأجل الإنسانية".

وشنت إسرائيل، عدوانا على قطاع غزة، في 10 مايو/أيار الماضي، استمر 11 يوماً، وأسفر عن استشهاد وجرح المئات، وإلحاق دمار واسع في المباني والبنية التحتية.

**نشأة فنية

ولد الفنان بلال خالد، في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، وبرع منذ الطفولة في الرسم وزاد اهتمام به في فترة الشباب، ليبدأ مع نهاية مرحلته الجامعية في تطوير موهبته باستخدام الخطوط العربية والحروف.

ويقول "منذ الصغر تابعت الأعمال الفنية في غزة، وحاولت زيارة المحلات التي تضم لوحات تتحدث عن الخط العربي".

ويلفت ضمن حديثه، إلى أنه كان من بين الفنانين الأوائل في غزة الذين اهتموا في الرسم الجرافيتي وعلى جدران الشوارع.

ومنذ صغره حَلُم خالد بأن "يضع بصمة فنية مختلفة في كل مكان يصل به في هذا العالم، ليتمكن من التعبير عن القضية الفلسطينية وهموم شعبه".

**حرص على "العربية"

ويستخدم خالد في لوحاته الخط العربي بأسلوب خاص تمكن من تطويره عبر السنوات الماضية، بحسب ما يوضح خلال حديثه.

ويضيف "أحب استخدام الخطوط العربية في الرسم لأنها لغتي الأم، ولها سحر خاص في الجمال يعطي اللوحات شكلاً مميزاً وإضافات رائعة صعب وجودها بأي حروف لغة أخرى بالعالم".

ويحكي أيضاً، أن الخط العربي لديه قدرة عالية لإمتاع الناس بالمشاهدة وشد انتباههم، مشيراً إلى أنه يسعى من خلال استعمال العربية لتذكير الناس "بالعودة إلى الكتابة اليدوية وتحسين خطوطهم لأن ذلك من أكثر الأشياء التي تميز الإنسان".

**لوحات بدلالات إنسانية

ويختار الفنان خالد، عبارات مميزة بدلالات إنسانية عالية في كل لوحة يرسمها بأي مكان في العالم، حتى تكون اللوحات ذات قيمة وتحظى باهتمام شعبي.

ويروي أن لديه قدرة على رسم اللوحات "على كل شيء موجود في الحياة وقابل للكتابة عليه، كالجدران والسيارات والوجوه وغيرها من الأسطح"، موضحاً أنه يحرص على إضفاء بصمة خاصة بكل لوحة لتتميز عن الأخريات.

ونفّذ الفنان الفلسطيني خلال السنوات الماضية، لوحات مختلفة في دول مختلفة من العالم خلال جولات قام بها.

ويعقّب "رسمت في كثير من دول العالم الأوروبية والإفريقية خلال الفترة الماضية لوحات وكانت جميعها تعبر عن الحياة".

ومن بين الدول التي رسم بها خالد لوحاته، بلجيكا، والإمارات، ومصر، والصومال، والسودان وغيرها.

وإلى جانب عمله الفني يعمل الفنان الفلسطيني كمصور صحفي دولي، شارك في تغطية العديد من الأحداث الساخنة العالمية في قارات مختلفة خلال السنوات الماضية.

ويشير إلى أن جميع ما ينفذه من أعمال هي عبارة عن مبادرة فردية، لأنه حتى اللحظة لا يوجد جهة رسمية تموّل الفنانين وتدعم أعمالهم بصورة كاملة.

وفي سياق متصل، فقد شارك الفنان الفلسطيني، في عشرات المعارض الفنية الدولية والعربية، وعرض خلالها الكثير من الأعمال التي حازت على إعجاب المنظمين والحضور.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.