الدول العربية, مصر

العلامة الشافعي يشيد بدور العلماء العثمانيين في تأسيس علوم أهل السنة

خلال محاضرة ألقاها بجامع السلطان ياووز سليم في إسطنبول تحت عنوان "جهود العلماء العثمانيين في علم الكلام"

Muhammed Yusuf  | 27.06.2025 - محدث : 27.06.2025
العلامة الشافعي يشيد بدور العلماء العثمانيين في تأسيس علوم أهل السنة

İstanbul

​​​​​​​​​​​​​​إسطنبول / محمد شيخ يوسف / الأناضول

قال العلامة المصري الشيخ حسن الشافعي، الجمعة، إن العلماء العثمانيين "أسهموا بشكل بارز" في تأسيس علوم أهل السنة والجماعة، لا سيما في مجال علم الكلام الذي يُعرف أيضا بـ"علم الفقه الأكبر".

جاء ذلك في محاضرة ألقاها بجامع السلطان ياووز سليم في إسطنبول، تحت عنوان "جهود العلماء العثمانيين في علم الكلام"، بتنظيم من وقف إسماعيل آغا التركي.

وأوضح الشافعي أن تطور الدراسات العربية والإسلامية والعلوم العقلية، وعلى رأسها علم الكلام، مر بعدة مراحل بدأت مع الأتراك السلاجقة الذين اتخذوا من قونيا عاصمة لهم، حيث ظهرت مدارس تهتم بتدريس الفقه وأصوله، وعلم الكلام، والتصوف، وانتقل هذا الإرث لاحقا إلى العهد العثماني.

وأضاف أن المرحلة التأسيسية تميزت بإسهام علماء قدموا من وسط آسيا إلى الأناضول هربا من الغزو المغولي، وكان لهم دور بارز في إحياء العلوم الإسلامية وتزكية النشاط العقلي في قونيا وما حولها من بلاد الأناضول.

وأشار إلى أن المرحلة التالية امتدت خلال الفترة العثمانية ما بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر الميلاديين، وتأسس خلالها النشاط العقلي، وشهدت ظهور علماء بارزين.

وتابع أن المرحلة التي تلت ذلك هي مرحلة الازدهار والتوسع في الدراسات الإسلامية وعلم الكلام في عهد السلطان محمد الفاتح خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، ثم تأتي المرحلة الأخيرة التي تمتد من عهدي السلطانين سليم الأول وسليمان القانوني حتى أواخر عهد الدولة العثمانية.

وتطرق الشافعي إلى أبرز الملامح التي ميزت الفترة العثمانية، ومنها تأثير العلماء الوافدين من وسط آسيا، وفي مقدمتهم العالم الفناري، الذي عُرف بتميزه العقلي وبراعته الفكرية، وترك بصمته من خلال شروحه القيمة على الكتب التقليدية في العقيدة والفقه.

وتحدث بصفة خاصة عن 4 ملامح رئيسية، أولها الاحتفاء بالتقاليد الحنفية الماتريدية الأصل، والتي أسست لعلوم أهل السنة والجماعة في الدولة العثمانية.

وأضاف أن الملمح الثاني هو الاستفادة من مؤلفات الأشاعرة رغم تبني الاتجاه الحنفي، حيث تم شرح كتب العقائد والمقاصد على أيدي علماء دمجوا بين علم الكلام والتصوف.

وأكمل أن الملمح الثالث هو العناية بمؤلفات علماء بلاد ما وراء النهر من الأشاعرة، ومزج التصوف بعلم الكلام.

والملح الرابع، وفق الشافعي، هو الاهتمام بموقف الإسلام من الأديان الأخرى، وبيان العقيدة الإسلامية والرد على الشبهات، ما أسس لعلم مقارنة الأديان في العهد العثماني، خصوصا في عصر السلطان الفاتح.

وأكد أن هذه الملامح الأربعة لم تجتمع في مؤلفات العلماء إلا في التجربة التركية، حيث امتاز علماء الدولة العثمانية بمزج المذاهب السنية والاستفادة من التراث الأشعري، وربط علم الكلام بالتصوف والرد على الأديان الأخرى.

وأوضح أن السلطان محمد الفاتح لم يكتف بجلب العلماء من وسط آسيا إلى إسطنبول، بل كلفهم بالتأليف في موضوعات محددة، كما دعا علماء من اليهود والنصارى للتأليف وطلب من علماء المسلمين الرد عليهم.

وأشار إلى أن العهد الذي تلا ذلك، والذي بدأ بالسلطان سليم الأول وبلغ أوجه في عهد السلطان سليمان القانوني، شهد ظهور علماء بارزين مثل خوجة زاده، وكمال باشا، وطاش كبري زاده.

وأضاف أن أواخر العهد العثماني شهدت بعض الانحرافات عن منهج أهل السنة، وظهرت فيها دعوات إلى "علم كلام جديد" يستند إلى الفلسفة الأوروبية الحديثة.

وفي ختام المحاضرة، أجاب الشيخ الشافعي عن عدد من أسئلة الحاضرين، وسط تفاعل كبير، حيث استُقبل وودع بحفاوة لافتة من محبيه وطلبة العلم في إسطنبول.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın