الدول العربية

الأفراح الشعبية بمصر .. الدعوة عامة والسعادة للجميع (صور)

يحتفظ المصريون في حفلات زفافهم بخصوصية نادرة توارثوها جيل بعد جيل وهي "أفراح الشوارع" حيث الدعوة عامة والسعادة للجميع.

24.05.2013 - محدث : 24.05.2013
الأفراح الشعبية بمصر .. الدعوة عامة والسعادة للجميع (صور)

القاهرة/ الأناضول/ أحمد زكريا- يحتفظ المصريون في حفلات زفافهم بخصوصية نادرة توارثوها جيل بعد جيل وهي "أفراح الشوارع" حيث الدعوة عامة والسعادة للجميع.

ورغم انتشار المئات من قاعات الزفاف بالفنادق والأندية الكبرى بأسعار متباينة، لكنها لم تنه ظاهرة "أفراح الشوارع" التي تنتشر بشكل لافت في القرى والأحياء الشعبية بالمدن.

وبالطبع تختلف حفلات زفاف التي تقام بالشوارع عن تلك التي تكون داخل القاعات المغلقة، ومن أبرز مظاهر الاختلاف أن النوع الأول يمنح الفرصة للجميع للمشاركة فيه سواء كان من أهل العروسين أو الجيران، وربما المارة الذين يتصادف وجودهم بالمكان بعكس النوع الثاني الذي يكون فيه الحضور بالدعوات.

في اليوم الموعود بالأحياء الشعبية يتم نصب المسرح الذي سيستضيف العروسين والفرقة الموسيقية، مع تجهيز الإضاءة الباعثة على الفرحة والبهجة، والتي تحول الشارع إلى كتلة من الألوان تعكس سعادة أهل العروسين والسكان.

ويتسابق المدعون وأهل العروسين على الصعود إلى خشبة المسرح لتقديم وصلات من الرقص الشعبي تعبيرا عن الفرحة.

يقول فارس عبد المنعم، أحد المتزوجين حديثــًا، والذي أقام حفل زفافه بالشارع إن "العُرس في وسط الأهل والأصدقاء بالشارع عادة أصيلة، فمنذ الصغر ونحن نرى الأفراح الشعبية وتعودنا على المشاركة فيها، وعندما جاء موعد زفافي لم أجد أفضل من اتباع الطريقة نفسها".

فارس (تاجر حديد)، الذي حضر أكثر من حفل زفاف داخل قاعات مغلقة، يرى أن الأفراج الشعبية يبقى لها "مذاقها الخاص" الذي يجعلها مختلفة وتبعث على البهجة بدرجة أكبر.

الإعداد لحفل الزفاف الشعبي يستمر عدة أيام، فالأمر لا يقتصر على اليوم الذي يشهد حفل الزفاف، بل بأيام تسبقه، فالعروس وسط جيرانها تتباهى يوم نقل أثاث منزلها الجديد حيث تعرضه أمام سكان الشارع قبل إدخاله إلى بيت الزوجية.

ويطل الجيران في هذا اليوم من شرفات منازلهم ترتسم على وجوههم ملامح البهجة التي يتشاركونها مع أهل العروس، وسط صيحات التهنئة والدعاء للعروسين.

وللأطفال نصيب كبير في هذا الفرح العبي، فهم يجدون في مثل هذه المناسبات فرصة ذهبية للهو، كما أنهم يكونون عونا كبيرا لأهل العروسين في نقل مقتنيات المنزل الجديد؛ وهو ما يضيف إلى الصغار خبرة جديدة في عالم له سحره الخاص.

أما العريس فيختال وسط أصدقائه الذين يتوافدون لتهنئته يوم نقل أثاثه، ويمثلون العون والسند له في هذا اليوم الطويل، ويتسابقون في إظهار صديقهم في أبهى حلة.

كما تشتهر الأفراح الشعبية كذلك بما يمسى "النُــقطة"، وهي مبلغ من المال يهديه الأقارب والأصدقاء للعروسين كنوع من الدعم، ورغم أنها مجرد عُرف لكنها تأخذ طابع الفرض الذي يصعب المناص منه، لأن عدم أداء هذه العادة يقع في قائمة العيب أو ما يصيب المرء بالخجل بين أهله ومعارفه.

وعادة ما يرد العروسين الهدية النقدية بنفس القيمة أو أكثر مع أول حادث سعيد يمر به الأهل والأصدقاء سواء كان بالزواج أو الإنجاب.

ولا يكتمل اليوم إلا بموائد الطعام العامرة، سواء يوم نقل الأثاث أو الزفاف، فيتعين على أهل العروسين تقديم الطعام للضيوف الذين يساعدونهم ويشاركونهم الفرحة.

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın