الدول العربية, أخبار تحليلية

إعدام 47 مداناً بـ "الإرهاب" بالسعودية...الأسباب والكيفية وردود الفعل

???? ??????  | 02.01.2016 - محدث : 03.01.2016
إعدام 47 مداناً بـ "الإرهاب" بالسعودية...الأسباب والكيفية وردود الفعل

Suudi Arabistan

أحمد المصري/الأناضول

أعلنت وزارة الداخلية السعودية، اليوم السبت، تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 ممن ينتمون إلى "التنظيمات الإرهابية"، بينهم "نمر باقر النمر" (رجل الدين الشيعي)، و"فارس آل شويل" (منظر شرعي سابق لتنظيم القاعدة).

وتضمن البيان، الذي أصدرته وزارة الداخلية، أسماء 47 شخصًا، من 3 جنسيات هم 45 سعوديًا، ومصري واحد، وآخر تشادي، قالت إنهم أعدموا في 12 منطقة بالمملكة، فيما عدا جازان.

وجاء تنفيذ الإعدام بعد أن " صدقت الأحكام من محكمة الاستئناف المختصة ومن المحكمة العليا وصدر أمر ملكي بتنفذها".

وفي أعقاب الإعلان توالت ردود الفعل ما بين مؤيدة لتنفيذ أحكام الإعدام، ومدينة لها، وفي التقرير التالي ترصد وكالة "الأناضول"، أسباب الحكم وأبرز الجرائم التي أُدين بارتكابها من تم إعدامهم، وأبرز من تم إعدامهم، وكيفية إعدامهم، وأبرز ردود الأفعال الصادرة حتى مساء اليوم، والذي يتوقع ن تتزايد خلال الساعات القادمة:

أسباب الحكم:

أسباب الحكم حددها بيان وزارة الداخلية الصادر اليوم والذي جاء فيه أن التحقيق مع المدانين أسفر عن إدانتهم بالمسؤولية عن عدد من الجرائم من أبرزها:

-      "اعتناق المنهج التكفيري المشتمل على عقائد الخوارج، المخالف للكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة؛ ونشره بأساليب مضللة، والترويج له بوسائل متنوعة، والانتماء لتنظيمات إرهابية، وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية".

-      "قتل وإصابة العديد من المواطنين ورجال الأم، والعديد من المقيمين، والتمثيل بجثثهم، والشروع في استهداف عدد من المجمعات السكنية في أنحاء المملكة بالتفجير، وفي تسميم المياه العامة، وخطف عدد من المقيمين بهدف قتلهم والتمثيل بجثثهم، وتصنيع المتفجرات وتهريبها إلى المملكة، وحيازة أسلحة وقنابل مصنعة محلياً ومستوردة، وحيازة مواد متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية وشديدة، وحيازة قذائف وصواريخ متنوعة".

-      "استهداف مقارّ الأجهزة الأمنية والعسكرية".

-      "سعيهم لضرب الاقتصاد الوطني، والإضرار بمكانة المملكة وعلاقاتها ومصالحها مع الدول الشقيقة والصديقة".

أبرز الجرائم الإرهابية التي أدينوا بارتكابها:

فصل البيان بذكر جرائم بعينها تم ارتكابها من قبل المدانين وهي كما يلي:

-       تفجير "مجمع الحمراء السكني"، وتفجير "مجمع فينيل السكني"، وتفجير "مجمع أشبيلية السكني"؛ شرقي مدينة الرياض بتاريخ 12 أيار/مايو 2003؛ واقتحام مجمع "الشركة العربية للاستثمارات البترولية (أي بي كورب)"، و"شركة (بتروليوم سنتر)"، و"مجمع الواحة السكني" بمحافظة الخبر بالمنطقة الشرقية بتاريخ 30 مايو 2004؛ باستخدام القنابل اليدوية، والأسلحة النارية المختلفة.

-      تفجير "مبنى الإدارة العامة للمرور" بمدينة الرياض في 30 نيسان/إبريل 2004، والتفجيرين اللذين استهدفا مقرّ "وزارة الداخلية"، ومقرّ "قوات الطوارئ" بتاريخ 29 كانون أول/ديسمبر 2004 , مما أدى إلى: استشهاد عدد من رجال الأمن والمواطنين.

-      الشروع في استهداف "قاعدة الملك خالد الجوية" بمحافظة خميس مشيط، والشروع في استهداف "قاعدة الأمير سلطان الجوية" بمحافظة الخرج، والشروع في استهداف " المطار المدني" بمحافظة عرعر، والشروع في العديد من عمليات الخطف والقتل لرجال الأمن، والتحريض على مواجهة رجال الأمن بالسلاح، وإطلاق النار، وإلقاء قنابل المولوتوف عليهم أثناء تأديتهم لواجباتهم في حفظ أمن المجتمع، وحماية مصالحه؛ مع دعم وتشجيع أعمال التخريب المسلّح في الطرقات والأماكن العامة.

-      اقتحام "القنصلية الأمريكية" في محافظة جدة بتاريخ 6 ديسمبر 2004, مما أدى إلى استشهاد أربعة من رجال الأمن.

-      استهداف "مصفاة بقيق" بمحافظة بقيق بتاريخ 24 فبراير/ شباط 2006  ونجم عنه استشهاد رجليّ أمن؛ والشروع في استهداف عدد من السفارات والقنصليات الأجنبية

-      الشروع في تفجير "شركة أرامكو السعودية" وعدد من المنشآت النفطية، وتنفيذ عدد من عمليات السطو المسلّح على مصارف ومحالّ تجارية, وجرائم نصب واحتيال, نتج عنها: جمع أموال بمبالغ ضخمة وتوظيفها داخليّاً وخارجياً لغسلها، ولتمويل الإرهاب والعمليات الإرهابية، والدعوة لإشاعة الفوضى والتحريض على أعمال العنف والتخريب، وإثارة الفتنة وإذكائها، وإيغال الصدور بالكذب والبهتان، والتلبيس على الناس، وتشجيع الأعمال الإرهابية في دولةٍ شقيقة، وتأييدها علناً، والتحريض عليها مع إثارة الشغب والفوضى، والإخلال بالنظام العام.

كيفية تنفيذ حكم الإعدام:

كشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء "منصور التركي" بأن إعدام 47 مدانا بالإرهاب اليوم تم " بالسيف والرمي بالرصاص".

وقال "التركي" في مؤتمر صحفي اليوم :"تنفيذ القتل تم في بعض المناطق بالسيف وفي بعض المناطق رميا بالراصاص، كلا الأداتين معتمدتين في المملكة لتنفيذ أحكام القتل، ومسألة الاختيار يعتمد على الجاهزية في كل موقع من تلك المواقع"، مشيرا إلى ان "4 مواقع تم التنفيذ فيها رميا بالرصاص وبقية المواقع تم التنفيذ بالسيف".

أبرز المدانين

من بين الأسماء التي وردت في بيان وزارة الداخلية والذي تم تنفيذ حكم الإعدام في حقهم اليوم ، 4  من المنظرين الأساسيين لتنظيم القاعدة في السعودية، ومسئول إعلامي بها، إضافة إلى رجل الدين الشيعي "نمر باقر النمر"

"نمر النمر":  (56 عاما) يعد أحد أشد منتقدي العائلة الحاكمة في السعودية، كان من أهم شخصيات الاحتجاجات في شرق المملكة حيث تعيش غالبية الأقلية الشيعية في 2011.

ولد "نمر باقر النمر" عام 1959 في منطقة العوامية في محافظة القطيف بالسعودية، درس في مسقط رأسه العوامية، ثم هاجر بعد ذلك إلى إيران حيث التحق بالحوزة العلمية، وبقي هناك ما يقارب عشر سنوات قبل أن يتجه إلى سوريا.

اشتهر "النمر" بإطلاقه العديد من التصريحات المعارضة للنظام السعودي، ففي مارس/آذار 2009 وجّه انتقادات عنيفة للحكومة وهدد السلطات "بانفصال القطيف والإحساء وإعادتهما إلى البحرين لتشكيل إقليم واحد كما كانت سابقا".

وكانت محكمة الاستئناف الجزائية والمحكمة العليا، في المملكة قد أيدت في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2015، الحكم الابتدائي الصادر بإعدام "النمر"، في تشرين أول/أكتوبر 2014، لإدانته بـ"إشعال الفتنة الطائفية، والخروج على ولي الأمر في السعودية".

وأدين "النمر" الذي وصفته المحكمة، في حيثيات حكمها في أكتوبر 2014، بأنه "داعية إلى الفتنة"، وبأن "شره لا ينقطع إلا بقتله"، بعدة تهم من بينها "الخروج على إمام المملكة والحاكم فيها خادم الحرمين الشريفين لقصد تفريق الأمة وإشاعة الفوضى وإسقاط الدولة".

   و كانت محاكمة النمر بدأت في مارس/ آذار 2013؛ وقد ألقي القبض على النمر، في 8 يوليو/ تموز 2012، ووصفه بيان وزارة الداخلية آنذاك بأنه "أحد مثيري الفتنة"، وجاء اعتقاله على خلفية اتهماه بالتحريض على مظاهرات شهدتها القطيف شرقي البلاد، تزامنا مع احتجاجات البحرين في شباط/ فبراير2011، وزادت حدتها في عام 2012.

فارس آل شويل: يعد الرجل الثاني في اللجنة الشرعية بتنظيم القاعدة، وقد لمع نجمه إثر توليه المسؤولية التنظيرية، وإصدار الأبحاث والدراسات الداعمة للتنظيم المتطرف، وعملياته، وإكسابها الغطاء الفقهي، قبل أن يتم اعتقاله في أغسطس/آب 2004

عبدالعزيز بن رشيد العنزي .. المسؤول الإعلامي للقاعدة في السعودية

"عبدالعزيز بن رشيد الطويلعي العنزي" هو الذي كان يقود العمل الإعلامي في "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، والذي عرف في منتديات الإنترنت، وفي مطبوعات القاعدة التي كان يصدرها بأسماء مستعارة مثل: "أخو من طاع الله"، و"عبد الله بن ناصر الرشيد"، و"فرحان بن مشهور الرويلي".

وإضافة لعمله الإعلامي في الدعاية لتنظيم القاعدة، فقد شارك العنزي في العديد من المواجهات الأمنية، وساهم في تجنيد عدد من الشبان في التنظيم، وتولى إدارة اللجنة الإعلامية والشرعية في التنظيم.

- عادل بن سعد بن جزا الضبيطى (سعودي) من المنظرين الأساسيين لتنظيم القاعدة في السعودية  وهو أحد معتنقي الفكر الضال وممن شاركوا في الأحداث الإجرامية التي شهدتها السعودية، وأحد الذين قاموا بتجهيز السيارة المستخدمة في حادث الاعتداء الذي وقع في مجمع المحيا السكني في نوفمبر 2003. وساهم في إيصال سيارات مفخخة من القصيم إلى الرياض، والتي تم ضبطها من قبل قوات الأمن.

- حمد بن عبدالله بن إبراهيم الحميدي : يعد أحد منظري الفكر التكفيري، وأفتى بتحريم كثير من الأمور، مثل الالتحاق بالوظائف المدنية والعسكرية، وكذلك عدم إلحاق الأبناء بالتعليم العام. أصبح عضواً في لجنة التنظيم الشرعية المزعومة، وقد كان له نشاط ملحوظ في بث الدعاية المضللة عبر الإنترنت باستخدام كنى وألقاب متعددة، كما عمل على التغرير بعدد من حديثي السن وتجنيدهم لخدمة أهدافهم الدنيئة، وقد شارك فعلياً في مقاومة رجال الأمن، حيث تم القبض عليه بعد إصابته.

- صالح بن عبدالرحمن بن إبراهيم الشمسان: من المنظرين الأساسيين لتنظيم القاعدة في السعودية ، وتلقى تدريبات على استخدام الأسلحة، وأسهم في نقل المطلوبين بين مواقع مختلفة في منطقة القصيم، كما أنه من المشاركين في بث دعاياتهم المضللة عبر الإنترنت والترجمة لهم.

ردود الفعل:

المؤيدة للسعودية:

-      أعلنت دولة الإمارات ومملكة البحرين، "تأييدهما وتضامنها مع السعودية فيما تتخذه من إجراءات رادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف"، مؤكدين أن "تنفيذ الأحكام القضائية بحق المدانين بالإرهاب، هو حق أصيل للمملكة، بعد أن ثبت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم التي ارتكبوها".

واعتبرت الدولتان  أن "قيام السعودية بتنفيذ الأحكام القضائية بحق من ثبت عليهم بالأدلة والبراهين الجرائم المنسوبة إليهم، هي خطوة ضرورية ومهمة للحفاظ على أمن وأمان كافة أبناء الشعب السعودي والمقيمين على أرضها، وردع كل من تسول له نفسه محاولة إثارة الفتن والقلاقل، أو العبث بأمن واستقرار السعودية".

-      أعلن مجلس علماء باكستان وقوفه مع المملكة في كل ما يخدم مصلحة الأمة.

المنتقدة للسعودية:

إيران:  استنکر المتحدث باسم الخارجیة الایرانیة "حسین جابر انصاری" بشدة قيام السلطات السعودیة بإعدام رجل الدین السعودی "نمر باقر النمر"، محذرا إياها من أنها "ستدفع ثمنا باهظا".

العراق: جرت تظاهرة شارك فيها المئات العراقيين الشيعة في مدينة كربلاء ، رفعوا خلالها صور الشيخ النمر ونددوا بالحكم.

لبنان: ندد حزب الله الشيعي باعدام السعودية الشيخ "النمر" بناء على "حجج واهية واحكام فاسدة"، داعيا المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته الى ادانة هذه "الجريمة النكراء".

البحرين: شهدت البحرين احتجاجات من الشيعة معارضة للحكم.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın