أرمن سوريا بعد سقوط النظام.. تفاؤل متجدد وعودة للحياة الطبيعية
ـ تافي توفانسيان: رأينا تغيرات ملموسة مقارنة بالسنوات السابقة
Halab
حلب/ الأناضول
ـ نازاريت أستارجيان: لا أحد يؤذينا، ونؤدي عباداتنا بكل راحة
ـ فاسكين ساركيسيان: جميعنا سنعمل من أجل وطننا سوريا
يرى أتباع الطائفة الأرمنية في سوريا أن القرارات التي اتخذتها الإدارة الجديدة بعد إسقاط نظام بشار الأسد، ولا سيما ما يتعلق بضمان حقوق الأقليات وحرية التعبير والعبادة، تبعث على الأمل والتفاؤل تجاه مستقبل البلاد.
وتستضيف سوريا، وخاصة مدن حلب ودمشق واللاذقية، منذ أكثر من قرن مجتمعًا أرمنيًا متجذرًا في النسيج الاجتماعي للبلاد.
وقبل اندلاع الثورة السورية، كان عدد الأرمن يُقدَّر بنحو 100 ألف نسمة، إلا أن الغالبية العظمى منهم اضطرت لمغادرة البلاد مع بداية الصراع.
وعقب انهيار نظام حزب البعث المستمر منذ 61 عامًا، اتخذت الحكومة الجديدة، التي شُكّلت بقيادة أحمد الشرع، خطوات لافتة في ما يتعلق بضمان حرية التعبير والعبادة للأقليات.
وفي هذا الإطار، نُفّذت إجراءات أمنية إضافية حول أحياء وكنائس الأرمن في حلب ودمشق، وكذلك في مناطق سكن الدروز بمحافظة إدلب.
وفي الذكرى السنوية الأولى لتحرر البلاد من النظام السابق، التقت وكالة الأناضول عددًا من أفراد المجتمع الأرمني في مدينة حلب.
فاسكين ساركيسيان قال إن الأجواء العامة بين السكان تتسم بالتفاؤل حيال عملية إعادة إعمار المدينة.
وأضاف: "نحن جميعًا سعداء جدًا ونرى حولنا أشياء جميلة. إن شاء الله يستمر الوضع على هذا النحو من الآن فصاعدًا".
وتطرق ساركيسيان إلى العلاقات بين تركيا وسوريا، مؤكدًا متانتها، مشيرًا إلى أن علاقات سوريا مع الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية آخذة في التطور.
وفي ما يتعلق بالانسجام الاجتماعي في المدينة، قال: "لا نميّز هنا بين عربي وتركي، أو سوري وأرمني. جميعنا سنعمل من أجل وطننا سوريا".
من جانبه، أوضح تافي توفانسيان أن الحياة اليومية عادت إلى طبيعتها، وأنهم لم يتعرضوا لأي ضغوط في ممارستهم الدينية.
وأشار إلى تغيّرات ملموسة مقارنة بالسنوات السابقة، لافتًا إلى تحسن خدمات الكهرباء، وتسهيل الحصول على الوقود، وازدياد فرص العمل.
أما أبو آغوب، فأكد أنه خلال عام واحد شهدت المدينة تطورات إيجابية في مجالي الأمن والخدمات.
وأوضح عدم وجود أي تضييق في الحياة اليومية، وأن أبناء الكنيسة يؤدون عباداتهم بأمان، مشيرًا إلى تلاشي المخاوف التي كانت سائدة في الماضي مع الإدارة الجديدة.
وتحدثت نازاريت أستارجيان، وهي من سكان حلب أيضًا، عن تحسن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية عقب سقوط النظام.
وقالت: "لا أحد يؤذينا، ونؤدي عباداتنا بكل راحة".
يُذكر أنه في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000–2024)، الذي ورث الحكم عن والده حافظ الأسد (1970–2000).
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
