تركيا, الدول العربية, قطاع غزة

أردوغان: المساعدات الإنسانية مسألة ضمير تتجاوز السياسة

**الرئيس أردوغان في مقال بصحيفة "إل باييس" الإسبانية بمناسبة "اليوم العالمي للعمل الإنساني": - أكثر من 300 مليون إنسان محرومون من أبسط احتياجاتهم الإنسانية الأساسية

Yılmaz Öztürk, Mohammad Kara Maryam  | 19.08.2025 - محدث : 19.08.2025
أردوغان: المساعدات الإنسانية مسألة ضمير تتجاوز السياسة

Istanbul

إسطنبول/ الأناضول

**الرئيس أردوغان في مقال بصحيفة "إل باييس" الإسبانية بمناسبة "اليوم العالمي للعمل الإنساني":
- أكثر من 300 مليون إنسان محرومون من أبسط احتياجاتهم الإنسانية الأساسية
- هذا المشهد يمثل حقيقة تهز ضمير الإنسانية وتدعو العالم بأسره إلى تحمّل المسؤولية
- تركيا تُعَدّ من أكثر دول العالم سخاء في تقديم المساعدات مقارنة بحجم ناتجها المحلي الإجمالي
- يد العون التركية تمتد إلى محيطها القريب وإلى أبعد من ذلك عبر مساعدات إغاثية ومشاريع تنموية
- تركيا ستستمر في تواجدها الميداني بكل إمكانياتها لضمان مستقبل حر وكريم ومزدهر للشعب الفلسطيني
- تركيا وإسبانيا صديقان وحليفان قويان وملتزمتان بالقيم العالمية

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تقديم المساعدات الإنسانية "مسألة ضمير تتجاوز السياسة"، مؤكدا أن تركيا تُعَدّ من أكثر دول العالم سخاء في تقديم المساعدات مقارنة بحجم ناتجها المحلي الإجمالي.

جاء ذلك في مقال له بصحيفة "إل باييس" الإسبانية، بمناسبة "اليوم العالمي للعمل الإنساني" الذي يحييه العالم يوم 19 أغسطس/ آب من كل عام.

وسلط الرئيس أردوغان الضوء على جهود بلاده في مجال المساعدات الإنسانية، والواقع العالمي في هذا المجال، تزامنا مع مآس إنسانية وحروب تشهدها العديد من مناطق العالم، وعلى رأسها قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية إسرائيلية.

وأكد أردوغان في مقاله الذي جاء بعنوان "رحمة تتجاوز الحدود: تحالف الحضارات والدبلوماسية الإنسانية"، أن "السلام والأمن والازدهار المشترك لا يمكن تحقيقها إلا من خلال فهمٍ للتعاون قائم على الاحترام المتبادل والعدالة والإخلاص بين الشعوب".

- العلاقات التركية الإسبانية

وأضاف أن تركيا وإسبانيا باعتبارهما بلدين "صديقين عريقين ينتميان إلى حضارتين عريقتين، تتقاسمان نفس المبادئ وتدعمان نفس الأهداف" في هذا الإطار.

وأشار إلى أن تركيا وإسبانيا حققتا زخما في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة وصناعة الدفاع، إضافة إلى العلاقات الثنائية، مشيدا بالأهمية الاستراتيجية لذلك بالنسبة لمنطقتي أوروبا وحوض البحر المتوسط.

وشدد على أن إسبانيا واحدة من أكثر الحلفاء الموثوقين بالنسبة لتركيا ضمن صفوف حلف شمال الأطلسي "ناتو"، مستشهدا على ذلك بإبقاء مدريد منظومتها الدفاعية "باتريوت" في ولاية أضنة، جنوبي البلاد.

وأشاد بـ "الدعم الصادق" الذي تقدمه إسبانيا لجهود انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.

ومضى قائلا: "عازمون على تتويج هذه الشراكة الاستراتيجية بخطوات قوية سنطورها معا في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية."

وأفاد بأن النهج القائم في العلاقات التركية الإسبانية يوجّه "رسالة أمل وتضامن للشعوب المظلومة، في هذه المرحلة التي يشهد فيها العالم أزمات عابرة".

- "الإنسانية تقف أمام أصعب اختبار في تاريخها"

وعلى صعيد آخر، قال الرئيس التركي إن الحروب والمجاعة والهجرة غير النظامية وكوارث المناخ وضعت الإنسانية أمام "أصعب اختبار" في تاريخها.

ولفت إلى وجود "حقيقة مُرّة" تبرز مجددا بمناسبة "يوم العمل الإنساني العالمي"، وتتمثل في أن أكثر من 300 مليون إنسان محرومون من أبسط احتياجاتهم الإنسانية الأساسية.

وأردف: هذا المشهد يمثل حقيقة تهز ضمير الإنسانية وتدعو العالم بأسره إلى تحمّل المسؤولية.

وبشأن الموقف التركي أمام هذه المجريات، قال أردوغان إنه "من خلال تقاليدنا العريقة في العمل الإنساني الممتدة عبر تاريخنا؛ فإن يد العون التي نمدّها في كل بقعة من العالم، من دون النظر إلى هوية المظلوم أو معتقده، تمثل أقوى دليل على إرادتنا في الدفاع عن كرامة الإنسان وإسماع صوت ضميرنا".

وتطرق كذلك إلى "الشراكة القوية" القائمة بين أنقرة ومدريد في مجال المساعدات الإنسانية أيضا.

أردوغان جدد تعبيره عن امتنانه لإسبانيا بسبب كوادر البحث والإنقاذ التي أرسلتها إلى تركيا عقب زلزال 6 فبراير/ شباط 2023، إضافة إلى الفرق الطبية والفنية ممن عملوا ميدانيا على تضميد جراح منكوبي الزلزال.

ونوّه أن تركيا وانطلاقا من مفهوم "ألمُ أحدِنا هو صرخة مشتركة تتردد في ضميرنا جميعًا"، تُعَدّ من أكثر دول العالم سخاء في تقديم المساعدات الإنسانية مقارنة بحجم ناتجها المحلي الإجمالي.

وأضاف أن تركيا عززت مكانتها العالمية في مجال المساعدات الإنسانية، لافتا إلى أن انعقاد مؤتمر القمة العالمي للعمل الإنساني لأول مرة في تاريخه بمدينة إسطنبول عام 2016، شكل "محطةً فارقة" في هذا الخصوص.

كما استشهد أردوغان بالجهود الإغاثية التي تقدمها مؤسسات حكومية تركية مثل إدارة الكوارث والطوارئ "آفاد"، والوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا"، والهلال الأحمر التركي، ووقف الديانة التركي، فضلا عما تقدمه أعداد كبيرة من منظمات المجتمع المدني في البلاد.

واستطرد: لا نمد يد العون في أوقات الأزمات فحسب، بل نصل أيضا إلى ملايين البشر عبر مشاريع تنموية وتضامنية طويلة الأمد.

وشدد على أن يد العون التركية لا تصل إلى محيطها القريب فقط مثل غزة وسوريا ولبنان، بل تمتد إلى مساحة واسعة من آسيا إلى إفريقيا، ومن الشرق الأوسط إلى البلقان وأمريكا اللاتينية، وذلك عبر تنفيذ أنشطة إنسانية بتنسيق وتعاون مع المؤسسات الدولية.

- وقوف تركيا إلى جانب القارة الإفريقية

وبشأن المساعدات إلى القارة السمراء قال الرئيس أردوغان: "بلادنا لم تكن أبدا غير مبالية بالأزمات الإنسانية في القارة الإفريقية. ولاقت زيارتنا إلى مقديشو عام 2011 صدى واسعا لدى المجتمع الدولي لتسليطنا الضوء على الجفاف الشديد في الصومال وإظهار تضامنا مع الشعب الصومالي".

وأضاف: "بعد ذلك مباشرة أطلقنا حملة مساعدات إنسانية بالتعاون مع مؤسساتنا العامة ومنظمات المجتمع المدني ووفرنا حلولا مستدامة للتنمية من خلال أنظمة الري التي انشأناها".

وذكر أنه تم دعم السودان أيضا بالغذاء والدواء والإمدادات الطبية ومعدات مكافحة الحرائق في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أكثر من 30 مليون شخص وفق بيانات الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن المستشفى التركي السوداني للتدريب والبحث العلمي في نيالا الذي افتتح بدعم من الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" يعد أبرز مؤسسات الرعاية الصحية في المنطقة.

ولفت الرئيس التركي أن الأنشطة التنموية لتركيا في مجال الزراعة المستدامة تتواصل في السودان أيضا.

- مسلمو الروهينغيا وأفغانستان

وحول مسلمي الروهينغيا في ميانمار، ذكر الرئيس التركي أن تركيا تواصل تقديم المساعدات الإنسانية لأكثر من مليون من الروهينغيا الذين لجأوا إلى بنغلاديش بسبب النزاع في ميانمار.

وأشار إلى أن تركيا تقدم خدمات الرعاية الصحية من خلال المستشفى الميداني التركي في مدينة "كوكس بازار" البنغالية الذي تديره رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد).

كما ذكر أن المساعدات التركية متواصلة في أفغانستان من الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية تحت شعار قوافل "قطارات الخير".

ولفت إلى أن المساعدات الإنسانية التركية امتدت إلى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، من خلال المشاريع الزراعية والدعم الطبي خلال جائحة كورونا أحد أبرز الأمثلة الملموسة على التضامن العالمي.

وإلى جانب المساعدات الإنسانية والتنموية، توفر تركيا منحا دراسية لآلاف الطلاب من الدول النامية، أكد الرئيس أردوغان.

- "إسرائيل تضع ضمير الإنسانية تحت أقدامها"

وحول الوضع في قطاع غزة، قال الرئيس أردوغان إن سياسات الحصار والتجويع والعقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل لا تنتهك القانون الدولي فحسب، بل تضع ضمير الإنسانية تحت أقدامها.

وأضاف أنه منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023، فقد أكثر من 61 ألف شخص بريء حياته وشرد أكثر من مليوني شخص وحرموا من أبسط احتياجاتهم الأساسية.

وأوضح أن تركيا قدمت أكثر من 101 ألف طن من المساعدات الإنسانية، ودعمت الأونروا بأكثر من 40 مليون دولار لصالح غزة.

وأكد أن تركيا ستستمر في تواجدها الميداني بكل إمكانياتها لضمان مستقبل حر وكريم ومزدهر للشعب الفلسطيني.

وذكر أن الأزمات العالمية والتوترات الجيوسياسية والصراعات التي يواجهها العالم تعقد الجهود التركية في مجال المساعدات الإنسانية لكنها لن تتخلى عنها أبدا أينما دعت الحاجة، "فالمساعدات الإنسانية هي مسألة ضمير تتجاوز السياسة".

وأردف: "المساعدات الإنسانية أسمى أشكال الدبلوماسية وتنبع من تعاطف عميق ووعي إنساني".

- تركيا وإسبانيا صديقان وحليفان قويان

وأكد أن تركيا وإسبانيا اللتين تقعا على ضفّتي أقدم أحواض الحضارات في العالم، هما صديقان وحليفان قويان وملتزمتان بالكامل بالقيم العالمية.

وأضاف أن تدريبات مواجهة الكوارث التي تجريها أنقرة ومدريد تحت مظلمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" والمساعدات الإنسانية المقدمة للمهاجرين غير النظاميين والدعم المقدم لبعضهما البعض، دليل ملموس على الأخوة بينهما.

وختم قائلا: "إن روح التضامن تنقل الشعبين إلى وحدة وجدانية قوية تتجاوز الجغرافيا. ومن خلال هذه المبادئ المشتركة، نؤمن بصدق أننا، بتكاتفنا يداً بيد، سنبني عالماً أكثر عدلاً يتمحور حول الإنسان والقيم الإنسانية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın