الثقافة والفن, الدول العربية

في جربة التونسية.. الفن في خدمة البسطاء

أصبحت وظيفة الفن "تخدم البسطاء وضعفاء الحال"

21.03.2017 - محدث : 21.03.2017
في جربة التونسية.. الفن في خدمة البسطاء

Tunisia

جربة (تونس) / هيثم المحضي / الأناضول

كثيرا ما ارتبط الفن التشكيلي بمعارض يرتادها الأثرياء لشراء لوحات باهظة الثمن، لكن الأمر بدا مغايرا في جزيرة "جربة" الواقعة بالجنوب الشّرقي التونسي؛ إذ أصبحت وظيفة الفن "تخدم البسطاء وضعفاء الحال".

الفنان التشكيلي، أشرف عبد العظيم، حوّل محطات انتظار المسافرين إلى ما يشبه معرضا للوحاته الفنية التي ُتحاكي قصصا متعددة من يوميات المواطن في جربة.

عبد العظيم، ذو الـ30 ربيعا وهو من خريجي المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس، قام بتزيين 5 محطات كاملة لانتظار المسافرين على الطريق المؤدية إلى المنطقة السياحية بالجزيرة؛ فأوجد معرضا تشكيليا مفتوحا للعموم مجانا.

وفي لقاء مع "الأناضول" يقول عبد العظيم إنه "أراد من خلال ذلك توظيف الفن في خدمة عامة الشعب".

ويضيف الفنان التّشكيلي: "لا نجد في محطة نقل المسافرين من لديه سيارة، بل في الغالب ذلك المواطن البسيط الذّي ينتمي إلى عامة الشعب ممن لا يتمكنون من ارتياد المعارض واقتناء لوحات باهظة".

وتحكي كل محطة، من بين الـ5 الموجودة، قصة أو واقع الجهة الموجودة فيها، فهنا تحضر المرأة "الجربية" بلباسها التقليدي المعروف بالفوطة، وهنا يتماهى الواقع بخيال الفنان الذي حاول دمج لوحته مع مشهد البحر الموجود في الخلف.

ويشرح عبد العظيم ذلك موضحا أن "كل محطة تنقل خاصية القرية الموجودة فيها؛ فمثلا في محطة "فاتو" (تبعد قرابة 3 كلم عن مركز الجزيرة) قمت برسم مشهد تشخيصي للعم محمد خشة، وهو منهمك بأداء عمله وهو أصيل هذه المنطقة ومشهور بصناعة الحصير".

ويتابع: "وفي محطة (غيزن) وبحكم أن هذه المنطقة تُعرف بالعائلات المحافظة، أردت رسم مشهد النساء الجربيات اللاّتي يلبسن الفوطة الجريبة وهي لباس تلف به المرأة كامل جسدها".

"وفي كل لوحة يحضر الخط العربي بشكل كبير في دلالة على أصول هذه المنطقة"، حسب الفنان التونسي الذي استوحى ألوان لوحاته من البحر واللباس الجربي في مراوحة بين اللونين الأبيض والأحمر.

وتعتبر مبادرة إنشاء المحطات الخمس بالأساس انطلاقا من حاجة الأهالي في جربة إلى أماكن انتظار الحافلة؛ فكانت البداية بإنشاء محطة أولى في منطقة "غيزن" (تبعد قرابة 6 كلم عن مركز الجزيرة) ببادرة تطوعية من المواطن "سمير بن يعقوب ".

وفي حديثه للأناضول، يقول بن يعقوب: "البداية كانت بتكفلي مع بقية المواطنين بإنشاء محطة أولى في منطقة غيزن واستدعيت الفنان أشرف عبد العظيم لتزيينها، وبعد أن لقيت المبادرة استحسان عدد كبير من المواطنين لجماليتها طلب منا الأهالي إنشاء محطات أخرى قريبة من مناطق سكنهم".

ولاقت هذه المبادرة قبولا واستحسانا لدى أغلب مواطني جزيرة جربة وأصبحت مزارا لعدد كبير من السياح، حسب عدد من المواطنين. 

وفي هذا السياق، يقول فوزي بن يخلف، من ساكني جزيرة جربة، للأناضول، إنه "في الوقت الذي غابت فيه السلطات عن تأدية واجبها في بناء محطات الانتظار، حضرت المبادرة الشعبية، وبأفضل حلة، نحن سعداء بهذا العمل الذي تجاوز وظيفته إلى أبعاد جمالية كبرى".

ويضيف المواطن سمير بن يعقوب، في حديثه للأناضول: "اتصل بنا مسؤول من الشركة التونسية للنقل (حكوميّة) وشكرنا على المبادرة ووجهنا مطلبا بإنشاء محطات أخرى ولكننا إلى الآن ننتظر الموافقة على مطلبنا".

وتهدف هذه المبادرة إلى خلق تصور آخر للسياحة التونسية أو إيجاد مسلك سياحي مختلف عن سابقيه في انتظار دعم السلطات التونسية لتركيز مزيد المحطات الأخرى في الجزيرة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın