الثقافة والفن

اختتام مهرجان "كناوة" للموسيقا الأفريقية بالصويرة المغربية

بساحة مولاي الحسن، داخل أسوار مدينة الصويرة العتيقة

Mohammed Tahiri  | 16.05.2016 - محدث : 16.05.2016
اختتام مهرجان "كناوة" للموسيقا الأفريقية بالصويرة المغربية

Morocco
الصويرة (المغرب)/ محمد الطاهري/ الأناضول
اختتمت، مساء أمس الأحد، بالصويرة (وسط) المغربية، فعاليات مهرجان "كناوة.. موسيقى العالم"، في دورته 19، بعد أربعة أيام، قدمت فيها عروضا موسيقية عالمية تمتح من الجذور الإفريقية.

وشهدت سهرة الاختتام، بالمنصة الرئيسية للمهرجان، بساحة مولاي الحسن، داخل أسوار مدينة الصويرة العتيقة، تكريم أحد أبزر رموز المسرح المغربي، الطيب الصديقي، ابن مدينة الصويرة، الذي توفي في فبراير/ شباط الماضي، عن سن يناهز 79 عاما.

وتم تكريم الصديقي، من طرف مؤسسي مجموعات "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة"، و"المشاهب"، المجموعات الشعبية "الأسطورية"، التي أحدثت ثورة في الموسيقى المغربية، في سبعينيات القرن الماضي.

بداية سهرة الاختتام كانت مع لمعلم الكناوي مصطقى باقبو، الذي بدأ مساره الفني مع مجموعة "جيل جيلالة"، فبعزفه على "الكمبري" (ألة وترية)، مصحوبا بأعضاء فرقته الذي عزفوا على "القراقب"، قدم عرضا موسيقيا مسكونا بروح كناوة ونغماتها ذات الجذور الإفريقية.

قبل أن يلتحق بالمنصة محمد الدرهم أحد مؤسسي مجموعة "جيل جيلالة"، وعمر السيد رئيس مجموعة "ناس الغيوان" الشهيرة، والموسيقي نبيل الخالدي، ليقدموا مع "باقبو" مزجا موسيقيا فريدا غنوا فيه أشهر أغاني مجموعات السبعينات، كـ"الحال"، و"يوم ملقاك"، و"الساكن" (السر المكنون)، و"دندنة"، لقي تجاوبا كبيرا من جمهور المهرجان.

وشهدت فعاليات الدورة 19 من مهرجان "كناوة.. موسيقى العالم"، التي استمرت على مدى أربعة أيام، عروضا موسيقية متنوعة لفنانين معروفين في عالم الموسيقى ذات الجذور الإفريقية، كـ"كناوة" و"الجاز" و"البلوز"، بينهم "لمعلمين" (قائد فرقة لموسيقى كناوة) محمد كويو، وعبد السلام عليكان، وحميد القصري، وحسن بوسو، وعبد الكبير مرشان، مصطفى باقبو، وعازفو الجاز جيف بلارتريو، وراندي وانسطون، وجمال الدين طاكوما من الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى فرقة "سونغوي بلوز" من مالي.

وتميزت هذه الدورة من المهرجان بالاحتفاء بذكرى، رمزين من رموز الموسيقى الإفريقية، رحلا في أغسطس/ آب الماضي، هما "لمعلم" الكناوي المغربي "محمود غينيا"، وعازف الطبل الإفريقي "دودو نداي روز"، السنغالي.

كما شهدت أيام المهرجان تنظيم منتدى للنقاش حول "الدياسبورا" (الشتات) الإفريقية، ناقش فيه عدد من الباحثين الاسهامات التي قدمها "الشتات" لفائدة إفريقيا والتحولات الجديدة المترتبة عليها، خصوصا التحولات الثقافية والفنية وتلك المرتبطة بالمرأة والشباب.

وسعت دورة هذه السنة من المهرجان إلى أن تكون عنوانا لإحياء الذاكرة والتقاليد والاحتفاء بالشباب وكناوة والجاز، كما مزجت بين ألوان موسيقية عالمية مختلفة.

وتحتفي مدينة الصويرة المصنفة ثراتا عالميا من قبل منظمة اليونسكو، سنويا بموسيقى كناوة، التي تؤرخ لمعاناة العبيد السود الذين تم استقدامهم من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء للعمل في القصور الملكية، قبل أن يعتنقوا الإسلام، ويؤسسوا طريقتهم الصوفية الخاصة بهم المتأثرة بالطقوس الإفريقية القديمة والعادات الإسلامية المنتشرة حينها في المغرب.

وتحكي أغاني كناوة "قصة أقلية تمتل تراثا فريدا في العالم"، هي معاناة "العبد" أثناء رحلته من بلده ومعاناته، والتي من خلالها تحاكي الايقاعات الاحتفالية للقبائل الأفريقية، كما تروي حكاية تعايش العربي والأمازيغي والإفريقي المسلم على أرض المغرب.
وتقوم عروض فرق كناوة على الرقص على نغمات "الكنبري" (آلة عزف وترية) والطبول والقراقب (آلات عزف نحاسية)، فيما يرتدون ألبسة بألوان فاقعة، وقبعات مرصعة بالأحجار.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.