الدول العربية, التقارير

مقهى "الشناوي" بالعقبة الأردنية.. طابع مصري ونكهة تركية (تقرير)

في أقصى جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، وعلى بعد 330 كيلو مترا عن العاصمة عمان، تقع مدينة العقبة، عروس البحر الأحمر، وفق التسمية المحلية لسكانها.

20.03.2020 - محدث : 20.03.2020
مقهى "الشناوي" بالعقبة الأردنية.. طابع مصري ونكهة تركية (تقرير) تأسس مقهى الشناوي في أربعينيات القرن الماضي وتنقل في أماكن متعددة داخل المدينة الأردنية

Jordan

العقبة/ ليث الجنيدي/ الأناضول

- المقهى تأسس في أربعينيات القرن الماضي وتنقل في أماكن متعددة داخل المدينة الأردنية
- مقصد الراغبين في تذوق أطيب وأشهى المأكولات العربية والعالمية، وفي مقدمتها التركية
- تزين موائده بأوانِ تراثية قديمة، ومفارش براقة نسجت من تراث عاشه كثيرون عنوانا ويرنوا له آخرون ممن زار المدينة لتاريخها
- يبعث في نفوس مرتادي المقهى لوعة الاشتياق إلى حقبة مضت وعصور ما زال في النفس لها اشتياق

في أقصى جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، وعلى بعد 330 كيلو مترا عن العاصمة عمان، تقع مدينة العقبة، عروس البحر الأحمر، وفق التسمية المحلية لسكانها.

المنفذ البحري الوحيد للبلاد، تتميز بأجوائها الحارة صيفا والدافئة شتاء، ما جعلها مقصدا للسياح المحليين والأجانب من مختلف أنحاء العالم.

ويسعى أهالي المصيف الجميل في الحفاظ على تراث الأجداد الذي ورثوه أبا عن جدّ، كما هو الحال بالنسبة لـ"عبد الكريم" (42 عاما)، صاحب مقهى "الشناوي"، المكان الأبرز لمرتادي وزوار العقبة.

"الشناوي"، وهو اسم عائلة مالك المقهى الذي ينحدر من أصول مصرية، عنوان معروف لمرتادي العقبة من عائلات وسياح، إذ يعود تاريخ تأسيسه إلى أربعينيات القرن الماضي.

ورغم تنقل المقهى وتغيير مكانه ضمن حدود المدينة، إلا أنه ما زال مقصد الراغبين في تذوق أطيب وأشهى المأكولات العربية والعالمية، وفي مقدمتها التركية.

ولم تبرز فكرة تأسيس المقهى من فراغ، فقد كان جدّ عبد الكريم، المؤسس الأول له، من أشهر الطباخين، والذي عرف من خلال عمله في العديد من سفارات الدول العربية.

مقاعد وطاولات وسقف مميز، أبرز ما يلفت انتباه زائر المقهى، فقد صنعت كلها من سعف النخيل؛ لتحاكي تاريخ أهالي المدينة العريق، لرمزيته في البناء العتيق طيلة قرون وأجيال.

عبد الكريم، يتغنى بتراث الأجداد، فحرص على تزيين موائده بأوانِ تراثية قديمة، ومفارش براقة نسجت من تراث عاشه كثيرون عنوانا ويرنوا له آخرون ممن زار المدينة لشهرتها وتاريخها، ما يبعث في نفوس مرتادي مقهاه لوعة الاشتياق إلى حقبة مضت وعصور ما زال في النفس لها اشتياق.

وفي حديث مع الأناضول، يقول صاحب المقهى: "هذا المكان مقصد لأهل الأردن والسياح والمسؤولين الزائرين للعقبة، فالكل يحرص على تناول أزكى وأشهى المأكولات فيه".

ويوضح "الفخارية التركية من أكثر أطباقنا تميزا، وفي مقدمة رغبات زوارنا، فإعدادها يتم بطريقة تركية أصيلة، يشعر متذوقوها بتواجدهم في أعرق مطاعم إسطنبول".

محمد الدلابيح، أمين عام نقابة ملاحة الأردن، أحد زوار المقهى، الذين التقتهم الأناضول، قال "نحن من رواد العقبة ونحبها كثيرا، ومقهى الشناوي يعني لنا الكثير، الذي يذكر بأيام العقبة القديمة، والمقاهي التي كانت تعمل على البحر".

وزاد "حتى عندما تنظر إلى أثاث المقهى تجده نفس الأثاث الذي كان موجودا في الزمن القديم، وهو يعيدني لثلاثين عاما مضت، وبالنسبة لي، عندما أزور العقبة أحب الجلوس فيه لما يتميز به من جو عقباوي أصيل".

"نيكولا" و"إما"، سائحتان بريطانيتان، أكدتا في حديثهما للأناضول أن المقهى يتميز بـ"أطعمة مختلفة المذاق، وطريقة الترحيب من العاملين فيه، وعلى الجميع زيارته عندما يأتون إلى الأردن".

وأكدتا أن الجلوس في المقهى له معنى خاص، فمقاعده "المصنوعة من سعف النخيل كما أخبرنا صاحب المقهى مريحة جدا، إضافة إلى التصميم المميز الذي يتمتع به، وسنخبر أصدقاءنا لزيارته عندما يأتون إلى هنا".

من جهته، مفوض السياحة والاستثمار شرحبيل ماضي، قال للأناضول: "العقبة أصبحت مدينة السياحة الأردنية، وهي إحدى الأضلاع الرئيسية للمثلث السياحي الذهبي (العقبة والبتراء ووادي رم)".

وأضاف "سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة تقدم كافة التسهيلات لأبناء المجتمع المحلي؛ لإقامة المشاريع التي تخدم القطاع السياحي وتشجع الأعمال الريادية".

وأكد ماضي أن "مقهى الشناوي يعتبر قصة نجاح لشاب أردني عقباوي، أراد أن يحيي تراث الأباء والأجداد، بأسلوب عريق وحديث ممتع قريب".

ولفت إلى أن "صاحب المقهى عمل على استقطاب عدد من أبناء المجتمع المحلي، بالتنسيق مع سلطة العقبة؛ للتدرب على الأعمال الخاصة بخدمة هذا المشروع، وبذلك حقق ما تصبو إليه السلطة من التنمية المستدامة وانعكاسه على الزائر والمجتمع المحلي".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.