الدول العربية, التقارير, سوريا

معاناة أب سوري في معتقلات "واي بي جي" الإرهابي (مقابلة)

" يكذبون حين يدعون أنهم أنصار الديمقراطية وهم حقيقة أعداء الشعب"، هكذا وصف الشاب السوري أحمد محمد الحسن تنظيم "واي بي جي - بي كي كي" الإرهابي بعد أن تعرض للتعذيب في سجون التنظيم لمدة 4 سنوات لرفضه التعاون مع عناصره.

Mohamad Misto  | 19.07.2023 - محدث : 20.07.2023
معاناة أب سوري في معتقلات "واي بي جي" الإرهابي (مقابلة) معاناة أب سوري في معتقلات "واي بي جي" الإرهابي

Raqqa

الرقة، تل أبيض/ أشرف موسى/ الأناضول

أحمد محمد الحسن المعتقل السوري السابق بسجون "واي بي جي" الإرهابي في مقابلة مع الأناضول:
- رفضت التعاون مع التنظيم الإرهابي فقضيت 4 سنوات من التعذيب في سجونهم.
- كنا نتعرض للاستجواب والتعذيب يوميا على مدار عامين بسجن أبو غزالة سيئ الصيت.
- كنت شاهدا على قتل التنظيم 21 معتقلا بسبب عصيان وتركت جثثهم بساحة السجن يوما كاملا.
- بعد إطلاق سراحي والسماح لي بالدخول إلى تل أبيض شعرت حينها كأني ولدت من جديد.
- كنا 120 سجينا نقبع في حجرة لا تتجاوز 36 مترا مربعا وكنا ننام بالتناوب.
- التنظيم الإرهابي يدعي الديمقراطية ويمارس الظلم ضد سكان شمال شرقي سوريا.

" يكذبون حين يدعون أنهم أنصار الديمقراطية وهم حقيقة أعداء الشعب"، هكذا وصف الشاب السوري أحمد محمد الحسن تنظيم "واي بي جي - بي كي كي" الإرهابي بعد أن تعرض للتعذيب في سجون التنظيم لمدة 4 سنوات لرفضه التعاون مع عناصره.

واعتقل التنظيم الحسن وهو أب لطفلين في مايو/ أيار 2019 بمدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة شمالي سوريا، بعد رفضه التعاون مع التنظيم، وبقي بمبنى في تل أبيض لفترة قصيرة ليتم نقله بعدها إلى بلدة عين عيسى في المحافظة ذاتها حيث قضى 4 أشهر.

وبعد عملية "نبع السلام" التي نفذها الجيش التركي في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 وحرر خلالها مدينتي تل أبيض ورأس العين، نقل الحسن وغيره من المعتقلين إلى مدينة الطبقة بمحافظة الرقة وبقي فيها 24 شهرا، وبعدها انتقل إلى سجن الرقة المركزي وقضى فيه 20 شهرا.

الحسن البالغ من العمر 25 عاما، فقد خلال فترة اعتقاله والده الذي فارق الحياة في تل أبيض، وكان شاهدا على انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها التنظيم ضد المعتقلين الذين كانوا يعيشون ظروفا صعبة في سجونه.

وفي مايو 2023، أطلق سراح الحسن وعاد إلى قريته الدروبية بريف تل أبيض حيث يعمل في تربية الحيوانات لتأمين قوت عائلته.

تحقيقات تحت التعذيب

قال الحسن للأناضول إنه تعرض للابتزاز من عناصر تنظيم "واي بي جي - بي كي كي" الإرهابي لدفعه للتعاون معهم، وجرى تهديده بتهجير عائلته في حال لم يتجاوب، لكنه رفض ذلك الأمر الذي كلفه السجن طيلة 4 سنوات.

وأشار إلى أنه أثناء عملية "نبع السلام" التركية، جرى نقله مع 900 معتقل آخر من بلدة عين عيسى إلى سجن أبو غزالة في مدينة الطبقة، "وهو سجن سيء الصيت بسبب عمليات التعذيب التي يمارسها التنظيم فيه ضد المعتقلين".

وروى الحسن ما عاشه في ذلك السجن قائلاً: "كنا نتعرض للتعذيب في هذا السجن يوميا على مدار عامين، ويجري التحقيق معنا بوتيرة يومية، حيث نتعرض للتعذيب خلال الاستجواب".

وأضاف: "كانوا يضعون المنشفة في فمي ويصبون الماء علي، وخلالها كنت أضرب بالعصا، وانتشر في السجن مرض الجرب ومرض البواسير، وكان الطعام سيئاً للغاية، ووضعنا الصحي كان مترديا، وبقينا 4 أشهر نأكل المربى فقط، وبعضنا فقد كل أسنانه".

قتلوا 21 سجينا بسبب عصيان

ذكر الحسن أنهم حاولوا القيام بعصيان في السجن بسبب الظروف السيئة فيه، فقامت عناصر التنظيم بقمعهم.

وأضاف المعتقل السابق: "جاء بعد هذه المحاولة إرهابي يدعى غيربوز ونادى على قائمة أسماء وعددهم 21 شخصا وقام بقتلهم فردا فردا".

وتابع بأسى: "تركت جثث المعتقلين مكومة في ساحة السجن مغطاة ببطانيات على مدار يوم كامل".

ولفت الحسن إلى أنه بعد العصيان "استفحلت ظروف السجن سوءا، وزادت معاملة الحراس قسوة، وتدهورت مخصصات الطعام المنخفضة أصلا إلى النصف كعقاب للسجناء".

120 سجينا في 36 مترا مربعا

وأوضح الحسن أنهم كانوا "120 سجيناً في حجرة لا تتجاوز 36 مترا مربعا"، ما اضطرهم للتناوب على النوم و"كان من لا ينام يقضي الليل واقفا على قدميه، وأما الحمامات فقد كانت متسخة دائماً ومزدحمة".

وأشار إلى أنه بعد قضاء نحو عامين بسجن الطبقة تم نقله إلى سجن الرقة المركزي، وهناك "واصلت عناصر التنظيم عمليات التعذيب ضدنا حيث كنا نتعرض طول النهار للتعذيب، وفي الليل يقومون بهجمات علينا بضربنا بكل قسوة".

وذكر أنه صادف أحد أقربائه في سجن الرقة وكان هو الآخر سجينا، ولم يتمكن قريبه من التعرف عليه لسوء ما تعرض له، مضيفا: "أرسلت خبرا إلى عائلتي عن مكان وجودي عبر شخص أطلق سراحه، وعندما جاءت عائلته لزيارته لم يتعرفوا عليه في بداية الأمر لتغير شكله".

الشعور بالولادة من جديد

وشدد الحسن على أن التنظيم الإرهابي يمارس الظلم ضد سكان المناطق التي يسيطرون عليها، وأن "ادعاءات هؤلاء الإرهابين بالديمقراطية باطلة بل هم أعداء سكان المنطقة".

ويسيطر التنظيم الإرهابي على مساحات واسعة شمال شرقي سوريا تبلغ نحو ثلث مساحة البلاد (شرق الفرات)، حيث توجد معظم موارد النفط والغاز.

وبعد عامين قضاها في سجن الرقة المركزي، أطلق سراح الحسن بعد رحلة شاقة من الأسر والمعاناة.

وعند خروجه لم يكن يعرف إلى أن يتوجه فاستعان بمهربين أوصلوه إلى حدود منطقة تل أبيض، وهناك تحدث إلى الجنود الأتراك الذين اهتموا به واستضافوه.

ويحكي الحسن عن تلك اللحظات قائلا: "بعدها اغتسلت وتوضأت وأديت الصلاة وقام الجنود الأتراك بتقديم الطعام والشاي لي، وسألوني عن أولادي فبكيت ثم أجروا معي تحقيقا أمنيا وسمحوا لي بدخول تل أبيض وشعرت حينها كأني ولدت من جديد".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.