مالك ياسين.. رضيع فلسطيني حي من رحم أمه "الشهيدة" (تقرير)
ـ الرضيع الفلسطيني مالك ياسين ولد بعملية قيصرية لجثمان والدته التي قتلت في قصف إسرائيلي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة

Gazze
غزة / حسني نديم / الأناضول
ـ الرضيع الفلسطيني مالك ياسين ولد بعملية قيصرية لجثمان والدته التي قتلت في قصف إسرائيلي بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة* جد الرضيع والد أمه عدنان الكرد للأناضول:
- الجيش الإسرائيلي استهدف منزل ابنتي بصاروخ شديد الانفجار تسبب في سقوطها من الطابق الرابع إلى الأرض
- ابنتي التحقت بأشقائها الذين استشهدوا في 19 أكتوبر جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا مجاورا لبيت العائلة
يتلقى الرضيع الفلسطيني مالك ياسين، الرعاية الطبية اللازمة داخل قسم الحضانة بمستشفى "شهداء الأقصى" شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
الرضيع ولد أمس الجمعة، في مستشفى "العودة" غرب مخيم النصيرات (وسط)، في عملية قيصرية أجريت لجثمان والدته الفلسطينية علا الكرد (ياسين)، بعد استشهادها بقصف إسرائيلي على قطاع غزة.
وقتلت الكرد (25 عاما)، وهي حامل في الشهر التاسع، إضافة إلى سيدة أخرى وطفلتها، في غارة شنتها طائرة حربية إسرائيلية على منزل عائلة زوجها بمحيط مدرسة خالد بن الوليد في "مخيم 2" شرق النصيرات وسط القطاع.
** وُلد حيا لكن يتيما
وقال مستشفى "العودة"، في بيان الجمعة: "استقبل قسم الإسعاف والطوارئ شهيدة حاملا في شهرها التاسع، بعد استهداف الاحتلال لمنزلها".
وأضاف: "تم تحويلها فورا إلى قسم العمليات، حيث باشر أطباء النساء والولادة عملية عاجلة لفتح بطن الشهيدة وإخراج الجنين، الذي وُلد حيًا وتم تحويله إلى قسم الحضانة في مستشفى شهداء الأقصى".
وتتابع الطواقم الطبية في قسم الحضانة بالمستشفى الحالة الصحية للرضيع باستمرار، للتأكد من سلامته وعدم وجود أي إشكاليات صحية.
وأكد أحد الأطباء المشرفين على الرضيع، للأناضول، أن حالته الصحية "مستقرة".
** صدمة شديدة
جَدّ الرضيع والد أمه، عدنان الكرد، يقف بجوار حفيده داخل قسم الحضانة، والدموع تنساب على وجنتيه بانتظار خروجه من المستشفى لمرافقته إلى المنزل.
وقال الجد الخمسيني بنبرة حزينة لمراسل الأناضول: "تعرضت لصدمة شديدة عندما تلقيت نبأ استهداف منزل عائلة ياسين في النصيرات".
وأضاف: "لم أتوقع أن تتعرض ابنتي علا الحامل للأذى، خاصة أن العائلة مدنية ولا علاقة لها بأي عمل عسكري".
وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي استهدف المنزل بصاروخ شديد الانفجار، ما تسبب في سقوط علا من الطابق الرابع إلى الأرض، واستشهاد زوجة شقيق زوجها وابنتها على الفور".
وذكر الكرد أنه "بعد القصف الإسرائيلي للمنزل وانتشال ابنتي، تم إدخالها إلى العناية المركزة في مستشفى العودة".
وفور وصولها، تمكنت الطواقم الطبية من إجراء عملية ولادة قيصرية لإخراج الجنين، الذي تم تحويله إلى قسم الحضانة في مستشفى "شهداء الأقصى" لمتابعة حالته والتأكد من سلامته، بحسب الجد.
** في ركاب الشهداء
وقال الكرد إن ابنته علا "التحقت بأشقائها الذين استشهدوا في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في قصف إسرائيلي استهدف منزلا مجاورا لبيت العائلة، وهي رابع أبنائي، ولا يزال أحد أبنائي في غيبوبة كاملة في الجزائر".
الجَدّ يتساءل والدموع تملأ عينيه وصوته بالكاد يُسمع: "ما ذنب هذا الطفل أن يولد دون أم، وأن يعيش يتيما؟! ما الجريمة التي ارتكبتها علا حتى يتم استهدافهم وقتلهم بهذه الطريقة؟!".
وطالب المؤسسات الحقوقية والأممية بـ"التدخل العاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ومحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الأبرياء".
ويعيش في غزة 17 ألف طفل دون والديهم أو دون أحدهما، بسبب القتل أو الاعتقال، وذلك على خلفية الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 10 أشهر.
وتشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أسفرت عن أكثر من 128 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.