تركيا, الثقافة والفن, التقارير

مؤرخ هولندي: إسطنبول أنسب عواصم أوروبا لمفاوضات روسيا وأوكرانيا (تقرير)

هوبرت سميتس قال للأناضول: تركيا عضو في الناتو لكن هذا ليس سببا كافيا للحكومة الروسية لاعتبار تركيا عدوا بالطريقة نفسها التي تنظر بها إلى أوروبا. تركيا ليست قوة نووية عظمى، لكنها قوة عسكرية وصناعية جدية..

Selman Aksünger, Muhammed Kılıç  | 14.05.2025 - محدث : 14.05.2025
مؤرخ هولندي: إسطنبول أنسب عواصم أوروبا لمفاوضات روسيا وأوكرانيا (تقرير)

Netherlands

أمستردام/ الأناضول

قال المؤرخ الهولندي وخبير الشؤون الروسية هوبرت سميتس إن مدينة إسطنبول هي الأنسب بين العواصم الأوروبية لعقد المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.

وفي حديث للأناضول، أشاد سميتس بالوساطة التركية في مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا التي ستعقد في إسطنبول غدا الخميس.

وذكر سميتس، الذي عمل صحفيا في موسكو وكييف لسنوات طويلة، أن تركيا يمكن أن تلعب دورا حاسما في مفاوضات السلام بسبب علاقاتها مع روسيا.

وأشار إلى أن تركيا تمتلك ورقة رابحة مهمة على الطاولة الدبلوماسية، قائلا: "إذا أغلقت تركيا المضائق أمام البحرية الروسية، فقد يُشكل ذلك مشكلة خطيرة للروس. أعتقد أن الحكومة التركية لم تستخدم هذه الورقة الرابحة قط".

وخلال مؤتمر صحفي، السبت الماضي، اقترح الرئيس فلاديمير بوتين، استئناف المحادثات المباشرة مع أوكرانيا "دون شروط مسبقة"، غدا الخميس في إسطنبول، بعد توقفها عام 2022.

فيما ذكرت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية عبر بيان، الأحد، أن الرئيس رجب طيب أردوغان أعرب لنظيره الروسي، عن استعداد تركيا لاستضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا.

الدلالة الرمزية الكبيرة في قدوم بوتين لإسطنبول

وذكر سميتس بأنه غير متأكد من مشاركة الرئيس الروسي بوتين شخصيا في المفاوضات المزمع عقدها في إسطنبول.

وقال: "توقعاتي بأن يكون بوتين نفسه في إسطنبول ويشارك في المفاوضات، ضئيلة جدا. لا يرغب بوتين في المشاركة في المفاوضات، لأن ذلك سيمنحه المساحة السياسية التي يريدها لرفض النتائج الأولية التي ستُعلن في إسطنبول".

وأضاف: "إذا جاء بوتين إلى إسطنبول، فسيكون لذلك دلالة رمزية كبيرة. إذ سيُظهر حينئذ استعداده للتحدث مع شخص لا يعترف به رئيسا شرعيا لأوكرانيا".

وفي تقييمه لوقف إطلاق النار المحتمل بين روسيا وأوكرانيا، أردف: "إذا جاء بوتين إلى إسطنبول وجرت مفاوضات بين الوفدين (الأوكراني والروسي)، فإن التوقعات بشأن وقف إطلاق النار ستزداد بصورة كبيرة".

لا سلام بأوروبا بدون روسيا

وأكد الخبير الهولندي أن إسطنبول هي المكان الأنسب لمفاوضات السلام، من العواصم الأوروبية.

وأوضح أن أوروبا تعد عدوا لروسيا، وأنه يمكن تلخيص السياسة الخارجية الروسية في أمر واحد وهو أنه: لن يكون هناك سلام في أوروبا بدون روسيا.

ولفت إلى أن روسيا تنظر إلى تركيا بشكل مختلف عن أوروبا ولا تراها تهديدا.

وأردف: "تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لكن هذا ليس سببا كافيا للحكومة الروسية لاعتبار تركيا عدوا بالطريقة نفسها التي تنظر بها إلى أوروبا. تركيا ليست قوة نووية عظمى، لكنها قوة عسكرية وصناعية جدية".

أوكرانيا تريد علاقات جيدة مع تركيا

وعن أهمية عقد المفاوضات في إسطنبول، أكد سميتس أن اجتماع الوفدين في إسطنبول يعطي المزيد من الفرص للمفاوضات التي يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار.

وأشار المؤرخ الهولندي إلى أن أوكرانيا تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع تركيا.

وتابع: "أوكرانيا حريصة جدا على بناء علاقات جيدة مع تركيا، ويعود ذلك أيضا إلى أهمية المضائق. فالبحر الأسود أهم لأوكرانيا عسكريا وتجاريا، منه لروسيا. فهو المنفذ البحري الوحيد لأوكرانيا".

المفاوضات في أبريل 2022

وذكَّر سميتس بالمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا التي عُقدت في إسطنبول عام 2022.

وقال: "على مدى 3 سنوات، دأب بوتين والحكومة الروسية على الادعاء بأنه كان هناك اتفاق وشيك في إسطنبول في أبريل 2022. ومع ذلك، لم يتم الاتفاق على أي وثيقة آنذاك".

وأشار إلى وجود خلافات خطيرة بين الوفدين الأوكراني والروسي بشأن قضيتين رئيسيتين خلال المفاوضات في إسطنبول عام 2022.

واستطرد: "أولا، تعلق الأمر بالقوى التي ستراقب وتتحكم في وقف إطلاق النار. على سبيل المثال، كان أحد شروط أوكرانيا أن تكون تركيا ضامنة لوقف إطلاق النار. رفضت روسيا هذا الأمر رفضا قاطعا، وقدمت بيلاروسيا كضامن بديل لتركيا".

وتابع: "أما القضية الثانية التي ظلت عالقة في مفاوضات إسطنبول عام 2022، فكانت منطقة حظر الطيران".

وأوضح أن وضع أوكرانيا في مفاوضات عام 2022 كان أضعف مما هو عليه اليوم.

وأضاف: "عام 2022، وخلال مفاوضات إسطنبول، كانت أوكرانيا على شفا كارثة. دافعت بنجاح عن كييف، لكن الجيش الأوكراني لم يكن لديه أي تصور لما سيحدث لاحقا. وانتشرت خلال المفاوضات أنباء عن جرائم حرب في بوتشا (الأوكرانية)، مما أثر بشكل كبير على الأجواء في كييف".

يشار إلى أنه في مارس/ آذار 2022، استضافت إسطنبول عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.

ووقع البلدان اتفاقية بإسطنبول في يوليو/ تموز 2022، بوساطة تركيا والأمم المتحدة لشحن الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وللمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، ومددت الاتفاقية 3 مرات قبل أن تعلق موسكو العمل بها في 17 يوليو/ تموز 2023.

ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.