الدول العربية, التقارير

مؤتمر ليبيا.. دعم دولي وحفتر يتقدم والسراج يحذر من العسكرة (مقدمة)

المجتمع الدولي يلقي بثقله لإنجاح مؤتمر الحوار بغدامس

04.04.2019 - محدث : 04.04.2019
مؤتمر ليبيا.. دعم دولي وحفتر يتقدم والسراج يحذر من العسكرة (مقدمة)

Libyan

مصطفى دالع / الأناضول

- المجتمع الدولي يلقي بثقله لإنجاح مؤتمر الحوار بغدامس.
- حفتر متفائل بتشكيل حكومة موحدة. 
- السراج قلق من احتمال سيطرة حفتر على طرابلس عبر اقتحامها أو من خلال مخرجات المؤتمر. 
- السراج يرفض عسكرة الدولة.

مع اقتراب عقد المؤتمر الوطني الليبي للحوار، يرتفع منسوب التفاؤل بإمكانية التوافق حول حكومة موحدة، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وإنهاء الحرب المزمنة بالبلاد، رغم تهديد قوات خليفة حفتر، بدخول العاصمة طرابلس، من بوابتها الجنوبية.

وتأتي زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، إلى ليبيا، لتمنح مؤتمر الحوار ثقلا دوليا أكبر، من شأنه أن يدفع المشاركين في المؤتمر، نحو الخروج بقرارات توافقية قابلة للتنفيذ.

وينعقد مؤتمر الحوار، تحت إشراف أممي، في مدينة غدامس، الواقعة بالقرب من المثلث الحدودي بين ليبيا والجزائر وتونس، وذلك في الفترة بين 14 و16 أبريل / نيسان الجاري، وينتظر أن يحضره ممثلون عن مختلف أطراف النزاع، ليخرج بخارطة طريق للمرحلة الانتقالية.

وحتى الآن، لم تُعلن بعد قائمة المدعوين للمؤتمر، ولا عددهم، لكن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، أشار إلى أن عددهم يتراوح بين 120 إلى 150 شخصا، وأنّ البعثة تقوم بإبلاغ المشاركين تباعًا، غير أنه حذر من وجود 7 قوائم للمشاركين "مزيفة"، لكن لديه قائمة واحدة "صحيحة".

** زخم دولي

قبل 10 أيام من انطلاق مؤتمر الحوار، تسارعت اللقاءات والاجتماعات الدولية بهدف إنجاح هذا المؤتمر، حيث زار غوتيريش ليبيا، الأربعاء، للقاء مختلف الأطراف، وحثها على إنجاح المؤتمر الوطني الجامع.

كما اجتمعت اللجنة الرباعية الراعية للملف الليبي، ممثلة في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي، السبت بتونس، واتفقت على عقد المؤتمر الجامع، الذي يضم كل الأطراف، وعقد "مؤتمر للمصالحة"، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في يوليو / تموز المقبل، برعاية الاتحاد الإفريقي.

وفي 26 مارس / آذار الماضي، أجرى 14 سفيرا أوروبيا مباحثات مع قائد قوات شرقي ليبيا، خليفة حفتر، وممثلين عن مجلس النواب، في مدينة بنغازي (شرق).

واستهدفت الزيارة "حث جميع الأطراف على الالتفاف وراء هذه الجهود، لضمان نجاح الملتقى الوطني الليبي الجامع".

وأوضحت البعثة أن الوفد الأوروبي "أكد لحفتر ومجلس النواب (الليبي) دعم الاتحاد الأوروبي لجهود سلامة، للتوسط في التوصل إلى اتفاق سياسي بين أطراف النزاع، لإنهاء المرحلة الانتقالية السياسية".

** تفاؤل حفتر وحذر السراج

وفي هذا السياق، توقع حفتر، السبت، خلال ملتقى للشباب بمدينة بنغازي، أن تكون هناك "حكومة جديدة خلال الأسابيع القليلة المقبلة".

ويعتبر هذا التصريح الأكثر تفاؤلا للرجل المسيطر على شرقي البلاد وجنوبها، لكن بالمقابل، شدد رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، على أن حل الأزمة "لا يأتي بتقاسم السلطة أو إقصاء أحد الأطراف".

وخلال كلمته بالقمة العربية، الأحد، قال السراج، "نتطلع لعقد مؤتمر الحوار الوطني في أبريل، آملين الوصول لصيغة تفاهمية تضمن العمل على توحيد المؤسسات، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية دستورية صحيحة، تتيح للشعب أن يقول كلمته".

وحذر السراج، من أن "عسكرة الدولة خط أحمر، لن نسمح له أن يحدث".

وفي الواقع، فإن تفاؤل حفتر وتحذير السراج نابع من حقيقة أن الأول بات يملك أكثر من ورقة لإشهارها أمام المشاركين في المؤتمر الوطني، فقواته تسيطر على كامل إقليمي برقة (شرق) وفزان (جنوب)، وتتواجد في نقاط حساسة بالمنطقة الغربية، وآخرها استعراضها القوة بمنطقة الأصابعة، قرب مدينة غريان، (80 كلم جنوب طرابلس)، والتي لا يفصلها عن العاصمة سوى منطقة ورشفانة.

وهذا ما يثير قلق السراج من إمكانية سيطرة حفتر على طرابلس، سواء عبر مخرجات المؤتمر الوطني، أو عبر اقتحام قواته للعاصمة.

فرغم اتفاق الطرفان في أبوظبي، خلال فبراير / شباط الماضي، على تنظيم الانتخابات قبيل نهاية 2019، إلا أن الخلاف الجوهري ظل حول "أولوية السياسي على العسكري"، وإصرار السراج على ضرورة أن يكون الجيش تحت قيادة مدنية، بينما يتمسك حفتر بقيادة الجيش دون تدخل من أي سلطة سياسية.

** طبول الحرب تقرع على أبواب المؤتمر

السراج يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، فمن جهة، هناك قوات حفتر، ومن الجهة الأخرى قوة حماية طرابلس، التي تضم تحالف كتائب مسيطرة على العاصمة، لكنها ترفض الخضوع للسراج شخصيا، وتضع شرطا شبه مستحيل للقبول بقراراته، ويتمثل في اجتماع أعضاء المجلس الرئاسي التسعة، وفقا لما نص عليه الاتفاق السياسي.

لكن أمام تحرك وحدات عسكرية تابعة لحفتر، للسيطرة على المنطقة الغربية التي تضم طرابلس، لم يجد السراج بُدًّا من إعلان النفير العام لقوات الجيش والشرطة التابعة له، رغم أنه تجنب في مرات كثيرة المواجهة العسكرية مع قوات حفتر، رغم خسارة القوات الداعمة له الكثير من محافظات الجنوب وخاصة سبها والجفرة ومنطقة الهلال النفطي.

وأمام الخطر المتصاعد لهجوم قوات حفتر على العاصمة، أعلنت قوة حماية طرابلس، الإثنين، في بيان، "توحيد القوات المسلحة الموجودة بالمنطقة الغربية"، من مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) إلى معبر رأس جدير (170 كلم غرب طرابلس).

ويضم التحالف الجديد، الذي تشكل عقب اجتماع انعقد الأسبوع الماضي، المناطق العسكرية الثلاث في المنطقة الغربية، وهي: المنطقة العسكرية طرابلس، بقيادة اللواء عبد الباسط مروان، والغربية (مركزها الزنتان) بقيادة اللواء أسامة الجويلي، والوسطى (مصراتة) بقيادة اللواء محمد الحداد، بالإضافة إلى وحدات مسلحة تابعة لوزارة الداخلية.

وأرجعت قوة حماية طرابلس، توحيد قواتها مع قوات المناطق العسكرية الثلاث لـ"غياب مؤسسات الدولة وسعيها نحو مصالح شخصية لتقاسم السلطة وثروات هذا البلد، والانفراد بها"، فضلا عن "تحركات بعض الأفراد والمجموعات التي أثارت بعض المشاكل في المنطقة الغربية، ومحاولتها شق الصف"، في إشارة إلى تحركات قوات حفتر، بالمنطقة الغربية.

والجمعة الماضي، نشرت غرفة الإعلام الحربي لقوات حفتر، لقطات مصورة لرتل من المدرعات والعربات المسلحة تتحرك في طريق خارج التجمعات السكانية، ولكنها قالت إنها دخلت مدينة غريان دون قتال.

غير أن عميد بلدية غريان، يوسف بديري، أكد أن هذه الأرتال العسكرية متواجدة خارج المدينة، وأنه تم رصدها بمنطقة القريات، جنوب غريان، وأن هدفها دخول غريان، ومن ثم التوجه إلى العاصمة.

وتمثل غريان، مركز منطقة الجبل الغربي، والتي لا تبعد عن طرابلس سوى نحو 75 كلم، ولا يفصلها عنها سوى مدينة العزيزية بمنطقة ورشفانة، الخاضعة حاليا لقوات أسامة الجويلي، وتمثل الثقل السكاني الأكبر جنوب طرابلس.

ولطالما وقف ثوار غريان، بوجه القوات المتحالفة مع حفتر، بقيادة الجويلي قائد المجلس العسكري للزنتان (2014- 2016)، ورغم تخلي الأخير عن تحالفه مع حفتر، ودعمه لحكومة الوفاق (2016)، وتوليه قيادة المنطقة الغربية بما فيها غريان، إلا أن ثوار المدينة عبروا عن رفضهم له.

ويستغل حفتر الانقسامات بالمنطقة الغربية للتوغل بمدنها دون قتال، وهو ما يضيق الخناق على طرابلس جنوبا وغربا، أما شرقا فقوات حفتر تتحرك حول سرت، لجس نبض القوات المتواجدة بها، أو لمنع كتائب مصراتة القوية من الاشتراك في "معركة طرابلس" المتوقعة.

فحفتر، ورغم عدم اعتراضه على المؤتمر الوطني للحوار، إلا أنه على الأرض لازال يقترب بقواته من طرابلس، ويسيطر على المزيد من المدن والبلدات والمطارات وحقول النفط، ولا يقف أمامه سوى خصوم سياسيون وعسكريون منقسمون ومتصارعون.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın