لقاح كورونا.. اللاجئون في لبنان بين مرحب ومتوجس (تقرير)
انقسمت آراء اللاجئين في لبنان بين مرحبين بتلقي اللقاح ومتوجسين يفضلون انتظار معرفة فعاليته أولا، مع تأكيد السلطات المساوة بين المواطن واللاجئ في الحصول على اللقاح..

Lebanon
بيروت/ ريا شرتوني/ الأناضول
تتجه الأنظار صوب موعد وصول الدفعة الأولى من لقاح كورونا إلى لبنان، وسط تباين آراء اللاجئين هناك بين مرحبين بتلقي اللقاح ومتوجسين يفضلون انتظار معرفة فعاليته أولا.
وفي 17 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت الصحة اللبنانية، التعاقد لشراء مليونين و100 ألف جرعة من لقاح "بيونتيك-فايزر" الألماني الأمريكي.
وقالت الوزارة، في بيان، أن هذه الكمية من اللقاحات ستصل إلى البلاد على مراحل، بدايةً من منتصف فبراير الجاري.
ووفق آخر حصيلة رسمية، بلغت إصابات كورونا في لبنان، 321,980، منها 3,677 وفاة.
* لا فرق بين المواطن واللاجئ
وبعد إعلان وزارة الصحة اللبنانية عن استراتيجية التطعيم، شهدت البلاد ردود متباينة حول مسألة توفير اللقاح إلى غير اللبنانيين باعتبار "أبناء البلد هم الأحق به"، مقابل من يطالب بعدم التمييز بين اللبناني والأجنبي المقيم بأراضي البلاد.
وقد أكد وزير الصحة اللبناني، حمد حسن في يناير الماضي، أن الخطة الوطنية للتطعيم ضد كورونا ستشمل اللاجئين بالمخيمات والتجمعات.
بدوره، أكد مصدر بوزارة الصحة اللبنانية للأناضول، مفضلا عدم نشر اسمه، أن "اللاجئ في لبنان سيُعامل كاللبناني ولن يكون هناك أي استثناء فيما يخص التطعيم".
وشدد المصدر، على أن الوزارة ستتعامل في هذا الصدد "ضمن الأولويات والشروط التي وضعتها منظمة الصحة العالمية".
وأردف: "كل من يعيش ضمن الأراضي اللبنانية سيتلقى اللقاح، وفق الأولويات من الكبار في السن إلى باقي الفئات العمرية الأصغر".
ويعاني اللاجئون في لبنان، من ظروف صعبة، جراء تأثير الأزمات التي تضرب البلاد، حيث تخيم عليه أقسى أزمة اقتصادية واجتماعية منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990).
وفي ظل هذا الوضع، يعيش هؤلاء اللاجئين (أغلبهم سوريون وفلسطينيون)، مخاطر إنسانية وصحية حقيقية.
* آراء اللاجئين
وجالت وكالة الأناضول، في مخيم "مار إلياس" (للاجئين الفلسطينيين)، غربي العاصمة بيروت، والتقت بعدد من اللاجئين لتستطلع عن آرائهم حول تلقي لقاح كورونا.
بدون تردد، أكد فؤاد بكر (30 عاما)، أنه سيتلقى اللقاح، مردفا "للحد من عدد الإصابات خصوصا أننا نعيش بين مسنين، وحفاظا على الصحة".
على خلاف بكر، قال محمد (50 عاما): "لن أتلاقه (اللقاح) ولست مقتنع به نهائيا".
أما عبد الرحمن (40 عاما)، فقال "طبعا سأخضع للتلقيح، كما أنني مع تطعيم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه الجائحة".
بدورها، أفادت أم حسين (60 عاما): "حسب علمي ستكون أولوية التطعيم للبنانيين، لكني لا أستطيع أن أقول نعم ولا كلا، سأنتظر كيف ستكون فعاليته على الآخرين وأقرر حينها".
فيما قال لؤي بياري (45 عاما): "لن أتلاقاه، فأنا لا أعلم أصله وفصله وليس هناك أي ضمانة على أنه فعال كما أنه تحت التجربة".
من جهته، ذكر أحمد عيسى (60 عاما): "صحتي جيدة وأستطيع مقاومة هذه الجائحة. ليس لدي أي معلومة عن اللقاح كي أتلقاه".
ويعيش 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا، في 12 مخيما و156 تجمعا بعموم لبنان، بحسب أحدث إحصاء لإدارة الإحصاء المركزي اللبنانية لعام 2017.
** خطوات التطعيم
وفي حديث للأناضول، أكدت هدى السمرا، المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، إن التطعيم ضد كورونا سيشمل اللاجئين المقيمين بالبلاد.
وأضافت السمرا: "اللاجئين الفلسطينيين بقرار من وزارة الصحة اللبنانية، سيتاح لهم تسجيل أسمائهم لتلقي اللقاح عبر المنصة الخاصة بذلك كباقي اللبنانيين".
وأردفت: "التسجيل لن يكون عند الوكالة، حيث سيكون تلقي اللقاح في المراكز المحددة لذلك من قبل وزارة الصحة".
وحول أولوية التطعيم، أوضحت السمرا: "الأولوية ستكون للعاملين بالقطاع الصحي والأشخاص فوق سن الـ75، والذين يعانون من وضع صحي دقيق".
وتابعت: "منذ بداية الجائحة وضعنا خطط صحية للاستجابة للجائحة (..) كما اتخذنا الإجراءات كافة على صعيد المراكز الطبية التابعة للوكالة، البالغ عددها 27 بلبنان".
وزادت أن "الوكالة عمدت لتوعية اللاجئين وتنبيههم إلى مخاطر هذه الجائحة، حيث نسقت مع منظمات غير حكومية، لتعقيم شوارع المخيمات وتوزيع مساعدات غذائية داخلها.
ولفت السمرا إلى أن الوكالة "أنشأت مركزا للحجر الصحي في منطقة سبلين بجبل لبنان، لتوفير العناية الطبية المطلوبة (للاجئين) بشكل مجاني".
وتابعت: "منذ فبراير (شباط) 2020، أُصيب بالفيروس، 4738 شخصا داخل مخيمات اللاجئين، فيما توفي 165 مريضا آخر".