غزة.. طبيب بيطري ينشئ مستشفى لقطط مصابة بقصف إسرائيلي (تقرير)
- الطبيب عائد أبو نجم أنشأ مأوى ومستشفى للقطط على سطح منزله بمدينة رفح جنوب قطاع غزة

Gazze
غزة / حسني نديم / الأناضول
- يحاول الطبيب توفير رعاية وعلاج للقطط المصابة بعد أن طالتها تداعيات حرب إسرائيل على غزة
يقف الطبيب البيطري عائد أبو نجم على سطح منزله بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، يداوي قطة أصيبت جراء قصف إسرائيلي على المدينة.
ويتفقد أبو نجم القطط الموجودة داخل مأوى مؤقت أقامه على سطح منزله أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في محاولة لتوفير رعاية لهذه الحيوانات بعد فقدان أصحابها أو عدم قدرتهم على رعايتها.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على القطاع، خلفت حتى الأربعاء "25 ألفا و700 شهيد و63 ألفا و740 مصابا معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
ويقول الطبيب الفلسطيني لمراسل الأناضول: "الحرب الإسرائيلية طالت الحيوانات كما البشر، وتعرضت هذه الحيوانات لأذى كبير ولأسوأ أنواع الظلم".
ويضيف وهو يحمل بين يديه قطة ذات فرو كثيف وأبيض: "كثير من القطط تعرضت لإصابات جراء القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ومنها إصابات بالغة".
ويوضح أبو نجم أن رفح وجهة لمئات آلاف النازحين من مختلف المحافظات، في ظل عدم وجود مكان آمن بالقطاع، ما تسبب بحدوث اكتظاظ سكاني كبير جدًا.
ولم يستطع عدد كبير من مربي القطط النازحين الاستغناء عن حيواناتهم الأليفة، رغم القصف العنيف والتهديدات الجمة التي فرضتها الحرب الإسرائيلية، وتسبب في إحداث نقص حاد في الأطعمة والمعدات والطعوم المخصصة لهم، في ظل عدم وجود امكانيات للتعامل مع هذه الحالات.
مئات آلاف الفلسطينيين نزحوا من شمال ووسط قطاع غزة إلى محافظة رفح، بعد تلقيهم تهديدات من الجيش الإسرائيلي باستهداف مناطق سكنهم، ضمن حربه المتواصلة على غزة.
إجمالي أعداد المتواجدين في رفح تجاوز حتى اللحظة 1.3 مليون نسمة، في حين أن عدد سكان المحافظة الأصلي هو 300 ألف نسمة، وفق بيانات محلية رسمية وأممية.
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فإن عدد النازحين في قطاع غزة بلغ 1.9 مليون شخص وهو ما يزيد عن 85 بالمئة من إجمالي سكان القطاع، يعيشون ظروفًا إنسانية معقدة للغاية.
ويقول الطبيب أبو نجم: "للأسف الطعام الخاص بالقطط كان مفقودًا من السوق، وبصعوبة بالغة كان مربو القطط يوفرونه وفرضت الحاجة الشديدة علينا توفير مأوى للقطط، خاصة أن كثير من الطلبات كانت ترد إلينا بشكل يومي لتوفير الطعام".
ويشير الطبيب البيطري إلى ارتفاع أسعار الطعام في السوق السوداء في حال وجد.
ويهدف إنشاء مأوى القطط وفق أبو نجم، لتوفير مساعدة وإن كانت بسيطة، لهذه الحيوانات الأليفة من حيث رعايتها وتقديم الخدمة العلاجية لها إلى جانب توفير الطعام حسب الامكانيات المتاحة.
ويضيف: "حتى وإن ارتفع سعر الطعام نسعى لتوفيره حتى لا تموت الحيوانات، فهذه مشكلة كبيرة أن تموت جوعًا وهي تحت حمايتنا في المأوى".
ويبدي الطبيب استياءه وامتعاضه مما تتعرض له القطط جراء الحرب، وما يخرج من صور عن الحياة الصعبة التي تعيشها الحيوانات في غزة.
يناشد أبو نجم كافة الأطراف القادرة على إحداث تغيير بالتدخل العاجل لإنقاذ هذه الحيوانات المظلومة، ولا سيما أن مربو القطط هم أشخاص تربطهم علاقة وثيقة بحيواناتهم.
ويقول: "مربو القطط أشخاص متعلقين بشكل كبير بهذه الأرواح ولا يقدرون على الاستغناء عنها إلا في ظروف قهرية، ونحن نحاول أن نمنع حدوث ذلك وأن نأوي هذه القطط على أقل تقدير".