دولي, التقارير

على وقع تهديدات ترامب.. غرينلاند تتجه إلى صناديق الاقتراع (تقرير)

- تشهد غرينلاند، الثلاثاء، انتخابات برلمانية تخيم عليها تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب المستمرة بشأن "الاستحواذ" على الجزيرة

Melike Pala, Muhammed Kılıç  | 10.03.2025 - محدث : 11.03.2025
على وقع تهديدات ترامب.. غرينلاند تتجه إلى صناديق الاقتراع (تقرير)

Ankara

أنقرة/ الأناضول

- تشهد غرينلاند، الثلاثاء، انتخابات برلمانية تخيم عليها تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب المستمرة بشأن "الاستحواذ" على الجزيرة
**ليل راستاد بيورست الأستاذة بجامعة كوبنهاغن الدنماركية:
-  تصريحات ترامب أصبحت على قائمة أجندة الأحزاب السياسية المتنافسة في الانتخابات
- معظم الأحزاب السياسية متفقة على أن غرينلاند ستصبح مستقلة في مرحلة ما خلال السنوات القادمة
- الجيل الشاب يريد الاستقلال عن الدنمارك، فيما يفضل الجيل الأكبر سنا الحفاظ على الوضع الراهن
** أولريك برام غاد، الباحث في المعهد الدنماركي للدراسات الدولية:
- معظم الشعب في غرينلاند يتفقون على الاستقلال والمناقشات تدور حول ما سيكون عليه الاستقلال
- لن تتمكن الدنمارك ولا غرينلاند من مقاومة الاستيلاء العسكري على غرينلاند، لكن كل هذه المناقشات سخيفة
- ضم الجزيرة إلى الاتحاد الأوروبي لن يكون له معنى في مواجهة تهديدات ترامب "بالاستيلاء عليها بالقوة"

تشهد غرينلاند، غدا الثلاثاء، انتخابات برلمانية وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستمرة بشأن "الاستحواذ" على الجزيرة.

وتتمتع غرينلاند، أكبر جزيرة في العالم، بموقع مركزي في منطقة القطب الشمالي التي تكتسب أهمية متزايدة نظرا لذوبان الجليد بسبب أزمة المناخ وفتح طرق تجارية جديدة.

وتُعد الجزيرة بما تحتويه من احتياطيات أرضية غنية "ميزة استراتيجية" لواشنطن، لا سيما في سياق المنافسة المتزايدة مع روسيا والصين، وذلك بسبب قربها من الولايات المتحدة وموقعها على الطرق البحرية الرئيسية.

دوافع ترامب للاستحواذ على غرينلاند

نفذت الولايات المتحدة التي لم تخف اهتمامها بغرينلاند استثمارات كبيرة في الجزيرة، لا سيما خلال الحرب الباردة، وعززت وجودها في المنطقة من خلال إنشاء قاعدة "ثولي" الجوية.

ويساعد الموقع الاستراتيجي للقاعدة على ضمان الأمن القومي للولايات المتحدة بالسماح لها بمراقبة الأنشطة في القطب الشمالي والمحيط الأطلسي.

وبعيدا عن المخاوف العسكرية، فإن ثروة غرينلاند من الموارد الطبيعية، بما في ذلك المعادن والمعادن النادرة واحتياطيات النفط، تجعل الجزيرة جذابة للولايات المتحدة.

وتضم الجزيرة معادن ضرورية للتكنولوجيات المتقدمة، وخاصة تلك المستخدمة في الإلكترونيات والطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية.

وتتمتع غرينلاند باحتياطيات كبيرة من اليورانيوم والذهب والزنك ومواد حيوية أخرى، في وقت تريد الولايات المتحدة تقليل اعتمادها على الصين في الحصول على المعادن الأرضية النادرة.

وكان ترامب قد أبدى رغبته في شراء الجزيرة من الدنمارك خلال فترة ولايته الأولى (2017-2021)، لكن رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن رفضت هذا العرض عام 2019 ووصفته بأنه "سخيف".

والأحد، خاطب ترامب شعب الجزيرة عبر منصة "سوشيال تروث" قائلاً: "سنستمر في حمايتكم كما نفعل منذ الحرب العالمية الثانية. نحن مستعدون لاستثمار مليارات الدولارات لخلق فرص عمل جديدة وجعلكم أثرياء".

ومنذ عودته إلى الإدارة الأمريكية مجدداً، يعرب ترامب مراراً عن رغبته في الاستحواذ على جزيرة غرينلاند.

في 23 ديسمبر/كانون الأول 2024، قال ترامب، إن غرينلاند يجب أن تكون تحت سيطرة بلاده.

ورداً على ذلك، قال رئيس وزراء غرينلاند، موتي بوروب إيجيدي: "غرينلاند ملك للشعب الغرينلاندي. نحن لسنا للبيع ولن نكون كذلك أبدًا. لن نخسر نضالنا الطويل من أجل الحرية".

وتقع غرينلاند، إحدى المنطقتين المتمتعتين بالحكم الذاتي في مملكة الدنمارك، إضافة إلى جزر فارو، على بعد 2900 كيلومتر من الدنمارك.

المشهد الانتخابي

ستحدد انتخابات الثلاثاء تشكيلة برلمان غرينلاند المكون من 31 مقعدا.

ومن المتوقع أن تحتدم المنافسة في الانتخابات بين حزب إينويت أتاكاتيغيت (مجتمع الشعب)، بزعامة رئيس الوزراء الحالي إيجيدي، وحزب سيوموت المؤيد للاستقلال بزعامة إريك جينسن.

وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن إينويت أتاكاتيغيت يتقدم بنسبة 31 بالمئة، بينما يحتل سيوموت المركز الثاني بنسبة 21.9 بالمئة.

الأحزاب متفقة على الاستقلال

وفي حديث للأناضول، قالت ليل راستاد بيورست، الأستاذة المساعدة لدراسات غرينلاند والقطب الشمالي في جامعة كوبنهاغن الدنماركية، إن تصريحات ترامب أصبحت على قائمة أجندة الأحزاب السياسية المتنافسة في الانتخابات.

وذكَّرت بيورست إلى أن مناقشات الاستقلال في غرينلاند مستمرة منذ سنوات طويلة.

ولفتت إلى أن معظم الأحزاب السياسية متفقة على أن غرينلاند ستصبح مستقلة في مرحلة ما خلال السنوات القادمة.

لكنها أشارت إلى أن الشعب ليس متفقا على موضوع الاستقلال، فالجيل الشاب يريد الاستقلال عن الدنمارك، فيما يفضل الجيل الأكبر سنا الحفاظ على الوضع الراهن.

نية ترامب غير واضحة

وذكرت الأستاذة الجامعية أن نية ترامب بشأن الجزيرة غير واضحة، وأن الجزيرة ليست للبيع وهي جزء من مملكة الدنمارك.

وأضافت: "ليس من الشائع شراء دول أخرى في هذا العصر الذي نعيش فيه. لذلك إذا نظرت إلى بعض تصريحاته، فسترى أنه يتحدث عن الأمن والمعادن النادرة".

وأفادت بأن ترامب "يمكنه في الواقع أن يفعل الكثير من الأشياء التي يتحدث عنها من خلال توسيع التعاون مع غرينلاند ومملكة الدنمارك بأكملها".

مخاوف واشنطن من الاستثمارات الصينية

من جانبه، قال أولريك برام غاد، الباحث في المعهد الدنماركي للدراسات الدولية، إن معظم الشعب في غرينلاند يتفقون على الاستقلال.

وأشار غاد إلى أن المناقشات تدور حول ما سيكون عليه الاستقلال: "كيف سيكون شكل الاستقلال؟ وما نوع العلاقات التي سنحتاج إلى إقامتها مع الدنمارك والولايات المتحدة ودول أخرى بعد الاستقلال؟"

ولفت إلى أن الأحزاب الرئيسية قد تتقدم بمطالب جديدة للدنمارك إثر الانتخابات، مضيفا: "ربما يتمكنون من الحصول على المزيد من حقوق تقرير المصير بخلاف الاستقلال".

وأوضح أنه إذا حصلت غرينلاند على الاستقلال فإن هذا الوضع سيجلب بعض المخاطر للولايات المتحدة.

وأردف: "لا يوجد حاليا أي بنية تحتية أو استثمار صيني كبير في غرينلاند، ولكن الولايات المتحدة قد تشعر بالقلق من أن غرينلاند المستقلة قد تدعو يوما ما للاستثمار الصيني".

ضعف الجزيرة في مواجهة الاستيلاء العسكري

وفي إشارة إلى خطر استيلاء الولايات المتحدة على غرينلاند قال غاد: "لن تتمكن الدنمارك ولا غرينلاند من مقاومة الاستيلاء العسكري على غرينلاند، لكن كل هذه المناقشات سخيفة".

وذكر أن ضم الجزيرة إلى الاتحاد الأوروبي لن يكون له معنى في مواجهة تهديدات ترامب "بالاستيلاء عليها بالقوة".

وأضاف: "بما أنه لا جدوى من الدفاع عن غرينلاند عسكريا وليس لديها جيش، فإن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يفعل الكثير حيال ذلك".

وأوضح أن أي تدخل عسكري من الولايات المتحدة للاستيلاء على غرينلاند سيكون مخالفا للمعاهدة التأسيسية لحلف شمال الأطلسي، وأن مثل هذه الخطوة تعني "نهاية التحالف".

وأكد غاد أن الوجود الروسي والصيني الحالي في غرينلاند واهتمامهما بها لا يشكلان أي خطر.

وتابع: "غرينلاند ليست ساحة معركة. إنها مجرد هدف مزعوم في الوقت الحالي للإمبريالية التوسعية لترامب على غرار القرن العشرين".

وتبلغ مساحة الجزيرة أكثر من مليوني كيلومتر مربع، وكانت تحت الحماية الأميركية أثناء الاحتلال الألماني للدنمارك خلال الحرب العالمية الثانية، ثم أعيدت إلى الدنمارك في عام 1945.

منحت الدنمارك غرينلاند حق الحكم الذاتي عام 1979، وفي عام 2009 تم توسيع نطاق الحكم الذاتي، مما جعل الجزيرة مستقلة في شؤونها الداخلية.

وعلى الرغم من أن غرينلاند أنشأت هيئاتها الحاكمة الخاصة، إلا أن الدنمارك احتفظت بحقها في التدخل في شؤون السياسة الخارجية والدفاع في الجزيرة.

وكانت الدعوات إلى الاستقلال مدرجة على أجندة الجزيرة لعقود من الزمن، كما أن الاستفتاء على الاستقلال عن الدنمارك مدرج أيضا على جدول الأعمال بعد الانتخابات.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın