السياسة, الدول العربية, التقارير

"عزبة أبو آدم" بالضفة الغربية.. شوكة فلسطينية بحلق الاستيطان (تقرير)

03.05.2018 - محدث : 03.05.2018
"عزبة أبو آدم" بالضفة الغربية.. شوكة فلسطينية بحلق الاستيطان (تقرير)

Ramallah

سلفيت/ قيس أبو سمرة/ الأناضول

يواصل الفلسطيني عبد الرؤوف صلاح (66 عاما)، إعادة تأهيل كهف يجاور منزله، ليتخذه منزلا لعائلته في "عزبة أبو آدم" (قرية صغيرة)، بمحافظة سلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة.

ويعيش صلاح وأسرته في "العزبة" وسط تجمع استيطاني إسرائيلي سرق جل أراضيه، ويمنعه من بناء منازل جديدة أو إقامة مشاريع زراعية جديدة، بدعوى أنها مناطق مصنفة "ج"، حسب اتفاق "أوسلو".

ويُمنع الفلسطينيون من البناء في المناطق المصنفة "ج"، حسب اتفاق أوسلو، الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في 1993.

والمنطقة "ج"، بحسب الاتفاق، تشمل المناطق الخاضعة للسيطرة الكاملة للحكومة الإسرائيلية، وتشكل نحو 60 بالمائة من المساحة الكلية للضفة الغربية.

وتعد "عزبة أبو آدم" أصغر تجمع سكاني فلسطيني، بحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني.

وأظهرت نتائج التعداد العام للسكان الفلسطيني الذي نشرت نتائجه في نيسان/ أبريل 2018، أن عدد سكان "العزبة" يبلغ سبعة أفراد يشكّلون عائلة صلاح.

** "إسرائيل تريد تهجيري"

وولد صلاح وإخوته في العزبة، حيث سكنها والده قبل نحو مائة عام بحسب قوله، ولم يعد يسكنها سواه.

ويقول صلاح للأناضول، وهو منكب على عمله في إعادة تأهيل كهف ولد فيه: "نعيش وسط تجمع استيطاني، ويتم منعنا من تشييد المنازل أو بناء حظائر لتربية الأغنام والطيور.

وأضاف أن "السلطات الإسرائيلية تسعى لتهجيري من الموقع، للسيطرة عليه لصالح مشاريع استيطانية".

ويملك صلاح نحو 150 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع)، غالبيتها مزروعة بأشجار الزيتون، سرق الاستيطان منها نحو 50 دونما".

وتابع صلاح، مشيرا بابهامه نحو شارع عام، قائلا: "يربط هذا الشارع الذي يسمى 'عابر السامرة'، تل أبيب بغور الأردن، وقد سرق نحو 50 دونما زراعيا".

وإلى الشرق من "العزبة"، شيد مستوطنون منطقة صناعية يطلق عليها اسم "بَرّكان"، وبجاورها مستوطنة "بَرّكان" السكنية، وقبالتها تقع منطقة "أريئيل" الصناعية، وإلى الجنوب الغربي مستوطنة "بروخين".

ولـ"صلاح" 16 ابنا، يسعى جاهدا لإبقاء عدد منهم في العزبة، بعد أن تزوجت بناته الإناث، وأقام ثلاثة من أبنائه الذكور في بلدة "سرطة" القريبة، بسبب عدم السماح لهم بتشييد منازل جديدة في العزبة.

** "متمسّك بالأرض"

ويملك الفلسطيني منزلا متواضعا بمساحة 70 مترا مربعا، كان قد شيده قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، ولا يسمح له بتشييد أي منزل آخر.

وعن ذلك يقول: "أعمل على إعادة تأهيل الكهف، لكي أسكنه وأفسح المجال لأحد أبنائي بالزواج والسكن في البيت، حتى يبقى أحدهم هنا".

صلاح أعرب عن تمسّكه بأرضه، قائلا إن "عددا من المستوطنين حاولوا شراء أو عقد اتفاقية تأجير لأجزاء من الأرض، لكني رفضت".

وأشار إلى الأرض، مستطردا: "أمضيت عمري هنا، ولم أعمل عند أي شخص، عشت من هذا الأرض، ومن خيراتها، وسأموت وأنا محافظ على ترابها".

وطالب صلاح دعم صموده من خلال بناء مساكن جديدة لأبنائه، قبل أن ينكب من جديد على دق حجارة في كهفه.

وبابتسامة نضحت فخرا، أردف: "بعد بضعة أشهر سيصبح (الكهف) جاهزا للسكن، سأسكنه وأبنائي.. فيه ولدت، وفيه سأمضي ما تبقى من عمري".

وفيما يواصل "صلاح العمل في الكهف، تعتني زوجته بطيور الدجاج وبعض الحيوانات الأليفة، قبل أن تتفرغ لصناعة الخبز على موقد حطب.

وتتلقى "العزبة" خدماتها من قرية "سرطة"، إلى الغرب من سلفيت.

** خط دفاع أوّل

رئيس مجلس قرية "سرطة"، إبراهيم سلامة، قال للأناضول، إن سكان "عزبة أبو آدم" يشكل خط الدفاع الأول على مئات الدونمات الزراعية.

وأَشار سلامة إلى أن السكان يعيشون حياة بدائية بدون مقومات، ومؤخرا تم تعبيد شارع يصل العزبة بقرية سرطة، ومد خط كهرباء ومياه.

ولفت إلى أن السلطات الإسرائيلية ترفض السماح للسكان بتشييد أي منازل جديدة، الأمر الذي يهدد التجمع السكاني.

تقييد قال إنه قد ينتهي بـ"صلاح" وحيدا وزوجته، في حال تزوج كافة أبنائه وشيدوا منازل خارج العزبة، وهو ما تسعى إليه السلطات الإسرائيلية التي تخطط لإفراغ العزبة من السكان، للسيطرة على الأراضي الزراعية.

ودعا سلامة المؤسسات الدولية لتقديم مساعدات للعائلة، من خلال تزويدهم ببيوت متنقلة "كرفانات" للعيش فيها، والضغط على السلطات الإسرائيلية للسماح لهم بتشييد منازل جديدة.

ووفق المصدر نفسه، فإن مستوطنات شيدت قبالة "العزبة" قبل عدة سنوات، وباتت اليوم مدنا، بينما أسست العزبة قبل الاحتلال الإسرائيلي بنصف قرن أو أكثر، ولا يسمح لأصحابها بالبناء".

وتضم محافظة سلفيت نحو 19 تجمعا سكانيا فلسطينيا، مقابل نحو 21 مستوطنة إسرائيلية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.