عاصمة روحية.. تركستان محطة تاريخية وسياحية بكازاخستان (تقرير)
أرن آق دنيز، المحاضر بقسم التاريخ بجامعة أحمد يسوي الدولية: تستحوذ مدينة تركستان على أهمية فكرية وتاريخية تشمل العالم التركي

Kazakhstan
تركستان / عائشة حميرا أق كون / الأناضول
** أرن آق دنيز، المحاضر بقسم التاريخ بجامعة أحمد يسوي الدولية:- تستحوذ مدينة تركستان على أهمية فكرية وتاريخية تشمل العالم التركي
- خوجة أحمد يسوي، المعروف باسم "شيخ تركستان" من أهم الأعلام الذين عاشوا بالمدينة
- تركستان تقع بمنطقة مهمة جغرافيا وشهدت عبر التاريخ تحولات حضارية كبرى
بثرائها التاريخي والثقافي تحولت مدينة تركستان جنوب كازاخستان إلى نقطة جذب للسياح، خاصة بعد إعلانها "عاصمة روحية للعالم التركي" بقرار من زعماء الدول الأعضاء في منظمة الدول التركية.
ووفقاً للمصادر التاريخية، كانت تركستان تُعرف باسم "يسي" وتمتد بتاريخها إلى ألفي عام، وهي المدينة التي ولد وعاش فيها المتصوف الشاعر التركي الشهير خوجة أحمد يسوي (1093- 1166).
مساهمات تركية
تحتضن تركستان معالم معمارية تجسد أقدم آثار الإسلام في آسيا الوسطى، مثل ضريح أرسلان بابا ومدينة أوترار التي تعرف تاريخيًا باسم فاراب.
ويُعد ضريح يسوي، الذي بُني بأمر من القائد المغولي تيمورلنك في القرن الرابع عشر، وأُدرج في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" كأبرز معلم تاريخي في كازاخستان، وواحداً من أبرز الصروح المعمارية بالمدينة، ورممته تركيا عام 1993.
وفي عام 1992 شهدت مدينة تركستان تأسيسًا لجامعة أحمد يسوي الدولية التركية الكازاخية، والتي تُعد إحدى المؤسسات الأكثر أهمية في المدينة.
وساهم رواد الأعمال الأتراك، بشكل كبير في جهود تحديث وتطوير تركستان، منذ استقلال كازاخستان في 16 ديسمبر/ كانون الأول 1991، بعد تفكك الاتحاد السوفييتي.
وإلى جانب ضريح خوجة أحمد يسوي، رممت الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" العديد من المعالم التاريخية بالمدينة.
ووفقاً لبيانات مديرية الثقافة والسياحة بتركستان، بلغ عدد زوار المدينة خلال العام الماضي 120 ألف و344 زائرا.
وبلغ عدد زوارها خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري 59 ألفًا و248 زائرًا، فيما بلغ عدد زوار ضريح أحمد يسوي خلال الأشهر التسعة الماضية 532 ألفًا و285 زائرًا.
تحولات حضارية كبرى
يقول أرن آق دنيز، المحاضر بقسم التاريخ بجامعة أحمد يسوي الدولية، إن خوجة أحمد يسوي المعروف أيضًا باسم "بيري (شيخ) تركستان" من أهم الأعلام الذين عاشوا بالمدينة.
ويشير آق دنيز في حديثه للأناضول إلى الأهمية الفكرية والتاريخية التي تستحوذ عليها مدينة تركستان بالنسبة للعالم التركي.
ويضيف: "تضم المنطقة مدنًا مهمة مثل ساوران وأتاباي، وكذلك منطقة الجبال السود (قره طاولر) بمدينة تركستان. لا شك أن مدينة تركستان، المهمة من حيث الموقع الجغرافي، شهدت تحولات حضارية كبرى على مر التاريخ وأحداثاً جسام".
يوضح قائلا إن "قبيلة أتراك الأوغوز (التركمان) التي ينتمي إليها معظم الأتراك في تركيا وأذربيجان وإيران، استقرت على طول نهر سرداريا".
ويردف: "نعلم أن هناك العديد من مدن الأوغوز التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا على طول سرداريا وبالقرب من تركستان".
ويلفت إلى وجود نصب "دده قورقوت"، ووفقاً للروايات التاريخية، كان قبره على ضفاف سرداريا، لكنه انجرف بسبب الفيضانات.
ويتابع: "يمكننا القول إن شخصية دده قورقوت شخصية تاريخية يحترمها العالم التركي بأسره وليس أتراك الأوغوز فحسب".
إضافة إلى ما سبق "تُعتبر تركستان منطقة جغرافية ولدت فيها شخصيات مهمة أسهمت بتاريخ وثقافة الأتراك والإنسانية، ومدينة لا بد من زيارتها ولو لمرة في العمر" وفق آق دنيز .
خوجة أحمد يسوي
من جهته، يقول المرشد السياحي إسماعيل عمر علي، إن "خوجة أحمد يسوي المدفون في تركستان، من الشخصيات المهمة والمؤثرة على مستوى العالم التركي".
ويوضح علي للأناضول أن يسوي "أسهم بشكل كبير في تتريك منطقة الأناضول، وأنه تلقى تعليمه منذ طفولته في تركستان، حيث تعلم العلوم الدينية والتصوف ودرّب العديد من الأعلام في مجالات التصوف والعلوم الشرعية والدنيوية".
ويضيف: "ساهم خوجة أحمد يسوي بتوحيد العادات بين أتراك العالم، وعندما بلغ 63 عاما قال: تجاوزت عمر النبي، لا يمكنني العيش فوق الأرض أكثر من النبي".
وتابع علي أن خوجة أحمد يسوي "بنى لنفسه بعد ذلك خلوة، وقيل إنه عاش فيها لمدة 60 عاماً، وأثناء اعتكافه كتب كتابه ديوان الحكمة الذي يعد عملاً مهماً على مستوى العالم".
وأشار علي أيضاً إلى أن ضريح يسوي الحالي بُني بأمرٍ من تيمورلنك مؤسس الإمبراطورية التيمورية، تكريماً له بعد حوالي 200 عام من وفاته.
وأضاف: "يبلغ ارتفاع الضريح 41 متراً، يوجد داخله مطعم ومكتبة ومدرسة، وجميع هذه الأجزاء لا تزال تُستخدم حتى اليوم".