طلاب فلسطينيون في تركيا.. قلق ولهفة لسماع خبر من ذويهم (تقرير)
-الأناضول التقت طلابا فلسطينيين في الجامعات التركية، واستطلعت آراءهم حول ما تشهده فلسطين حاليا وتأثيره على مجريات حياتهم.

Ankara
أنقرة/ بشرى نور قوجة/ الأناضول
-الأناضول التقت طلابا فلسطينيين في الجامعات التركية، واستطلعت آراءهم حول ما تشهده فلسطين حاليا وتأثيره على مجريات حياتهم.-هبة مسلم، طالبة طب بجامعة أنقرة للأناضول: الهجمات التي تشهدها غزة، لم تطلني بشكل مباشر، إلا أن آلام الناس هناك تؤنب ضميري.
-لم أستطع النوم منذ 7 أكتوبر، وحذفت كل التطبيقات من جوالي.
- الطالبة بجامعة البحر الأسود دينا عقرا أشارت إلى أهمية متابعة الأخبار من مصادرها الموثوقة تجنبا للتضليل.
-مصطفى النتشة طالب الصحافة في جامعة أنقرة أعرب عن فخره بوطنه فلسطين رغم كل الظروف الراهنة.
يترقّب الطلاب الفلسطينيون الذين يواصلون دراستهم في الجامعات التركية، الأخبار القادمة يومياً من بلادهم، وسط قلق على أقربائهم في غزة، في ظل تواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع، وسقوط آلاف القتلى والجرحى.
والتقت الأناضول طلاباً فلسطينيين يدرسون حالياً في الجامعات التركية ضمن برنامج "المنح التركية"، التي تقدمها رئاسة أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى (YTB) الحكومية، حيث استطلعت آراءهم حول ما تشهده فلسطين عموماً وقطاع غزة خصوصاً في الوقت الراهن، وحجم تأثير ذلك على حياتهم الدراسية والشخصية في الغربة.
ويعاني سكان غزة، وهم نحو 2.2 مليون فلسطيني، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
هبة مسلّم، طالبة في كلية الطب في جامعة يلدريم بيازيد بأنقرة، قالت إن سكان قطاع غزة بأمس الحاجة إلى كافة المساعدات الإنسانية.
وأضافت في حديثها للأناضول، أن "حجم المساعدة التي تستطيع تقديمها شخصيا، محدود كونها لا تزال طالبة تواصل دراستها الجامعية".
وأشارت إلى أن آثار الهجمات والاعتداءات التي تشهدها غزة، لم تطلها بشكل مباشر، إلا أن آلام من يتعرضون لتلك الهجمات تطالها وتؤنّب ضميرها، على حد تعبيرها.
وحول الآثار غير المباشرة للصراع الدائر في بلادها عليها، أوضحت الطالبة الفلسطينية أنها لم تعد باستطاعتها النوم، بالقدر الكافي منذ اندلاع الاشتباكات الأخيرة في قطاع غزة، فيما قامت بحذف جميع تطبيقات منصات التواصل الاجتماعي عن هاتفها.
وأردفت "الكثير من الفلسطينيين يعيشون بهذا الشكل، هذه أزمة متواصلة منذ 75 عاما، أي أن هذا النمط من العيش بات طبيعيا لدى الغالبية من أبناء شعبنا".
وقرر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، فرض "حصار شامل" على غزة، قائلا: "لا كهرباء ولا طعام ولا ماء ولا وقود (سيصل للقطاع)"، وفق ما نقلته القناة "13" الإسرائيلية.
** "علينا إيقاف الحرب وبذل ما نستطيع في سبيل ذلك"
من جهتها، قالت دينا عقرا، طالبة الدكتوراه في قسم الهندسة المدنية، بجامعة البحر الأسود التقنية الواقعة في ولاية طرابزون شمالي تركيا، إن الشيء الوحيد الذي تستطيع فعله هذه الأيام، هو متابعة الأخبار لحظة بلحظة، لمعرفة ما يدور في بلادها فلسطين.
وأضافت للأناضول، أنها لا تستطيع مواصلة الحياة بشكل طبيعي في ظل الظروف الراهنة ببلادها.
وأكدت على "أهمية متابعة الأخبار والتطورات من مصادرها الموثوقة في مثل هذه الفترات".
وأشارت إلى قيام الإعلام الغربي والإسرائيلي بنقل ونشر الكثير من "الأخبار الكاذبة" خلال هذه الفترة.
وبالعودة إلى الداخل الفلسطيني، قالت "عقرا" إن غالبية الضحايا من الأطفال والنساء.
وتابعت "علينا إيقاف الحرب، على كلّ واحد منا أن يبذل قدر المستطاع في سبيل ذلك، لأن ما يحدث الآن في فلسطين كان بإمكانه أن يحدث في منطقة أخرى حول العالم".
** فلسطين ستتخلّص مما هي فيه
بدوره، أعرب مصطفى النتشه، طالب قسم الصحافة في جامعة أنقرة، عن ثقته في أن وطنه فلسطين سيتخلّص ذات يوم من جميع هذه الأزمات التي يعيشها في الوقت الراهن.
وأضاف للاناضول، أن الأزمات الحالية "صحيح أن لها آثار سلبية، إلا أننا نشعر بالفخر في الوقت نفسه".
** "رسالتي للمسلمين أن يتضامنوا"
حسام حسن مخيرز، طالب الدكتوراه في هندسة الكمبيوتر بجامعة الغازي في أنقرة، قال إن ما تشهده فلسطين حالياً يؤثّر سلبا على جميع أفراد أسرته بمن فيهم الأطفال.
وأضاف للأناضول، أنه يقضي يومه بمتابعة الأخبار الواردة من بلاده، بل ويقضي الليالي في بعض الأحيان قلقا من سماع خبرا غير سار عن أحد أقربائه أو أصدقائه في فلسطين.
ودعا الطالب الفلسطيني المسلمين حول العالم، إلى لتضامن مع بلاده، سواء على الصعيد المادي أو المعنوي، وعلى الصعيدين الرسمي والشعبي.
ولليوم السادس عشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت نحو 4385 فلسطينيا، بينهم 1756 طفلا و976 سيدة، وأصابت 13561، بحسب وزارة الصحة في غزة. كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.
فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
وتواصل إسرائيل شن غارات مكثفة على غزة مخلفة آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وردا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، أطلقت حركة "حماس" الفلسطينية، وفصائل أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر 2023، اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.