شهادتا ولادة ووفاة معا.. إسرائيل تغتال فرحة غزية بقتل توأميها (تقرير)
-الأم رانيا للأناضول: الولادة كانت مبكرة حيث أنجبتهما بالشهر الثامن نتيجة الخوف الذي مررت به وولدا في بداية الحرب ولقد أنجبت طفليّ التوأم بعد 11 عاما من العلاج ولكنهما استشهدا برفقة 21 فردا من العائلة

Gazze
غزة/ محمد ماجد/ الأناضول
-الأم رانيا أبو عنزة قتل رضيعاها التوأم نتيجة قصف إسرائيلي في مارس الماضي بعد أن أنجبتهما في الشهر الأول من حرب الإبادة-أبو عنزة استصدرت شهادات ولادة ووفاة في الوقت نفسه بمشهد يلخص عذابات الأمهات في غزة
-الأم رانيا للأناضول:
ـ الولادة كانت مبكرة حيث أنجبتهما بالشهر الثامن نتيجة الخوف الذي مررت به وولدا في بداية الحرب
ـ أنجبت طفليّ التوأم بعد 11 عاما من العلاج ولكنهما استشهدا برفقة 21 فردا من العائلة
-كان توديعهما شعورا صعبا للغاية ولم أتمكن بعد من التغلب على مأساتي
في خضم مأساة قاسية تلخص معاناة الأمهات في قطاع غزة جراء حرب الإبادة الإسرائيلية، تسلمت الأم المكلومة رانيا أبو عنزة (36 عاما) شهادات ميلاد ووفاة رضيعيها التوأم، اللذين قتلا بقصف إسرائيلي استهدف منزلهم بمدينة رفح جنوبي القطاع في مارس/ آذار الماضي.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو الشهر الأول من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، أنجبت الأم طفليها وسام (أنثى) ونعيم (ذكر)، بعد 11 عاما من الانتظار والعلاج من أجل الإنجاب.
ورغم تلك اللحظات السعيدة، لم تتمكن في ذلك الوقت من استصدار شهادتي ميلاد لهما بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية، ولكن بعد مقتلهما بـ7 أشهر، تمكنت الأم الثكلى من استصدار شهادتي ميلاد ووفاة معا لكل واحد منهما.
وبعد مرور أشهر على فقدان طفليها، لا تزال جراح الفقدان تعذبها، وتسترجع لحظات السعادة القصيرة التي لم تدم طويلا.
ولم تتوقع الأم، وحتى في أسوأ كوابيسها، أن تستلم شهادة ميلاد وشهادة وفاة في وقت واحد، حيث كانت تأمل أن تحتفل بهما كما تحتفل الأمهات بإنجاب أطفالهن، خصوصا أنهما جاءا بعد 11 عاما من الزواج.
**سعادة لم تدم طويلا
وعرضت الأم المكلومة شهادتي ميلاد طفليها بجانب شهادتي الوفاة، التي تسلمتها من أحد المراكز الحكومية في قطاع غزة.
وكانت الأم تأمل في أن يكون طفلاها على قيد الحياة، وأن تشتري لهما ملابس جديدة وكل ما يحتاجونه، لكن غارة إسرائيلية قضت على أحلامها في حرب الإبادة.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت صور الأم رانيا، في 3 مارس الماضي، وهي تحضن طفليها بمستشفى أبو يوسف النجار بمدينة رفح، حيث كانت تحملهما بين ذراعيها ودموعها تملأ وجنتيها.
وتقول رانيا للأناضول: "تسلمت اليوم شهادات ميلاد ووفاة طفلي وسام ونعيم، حيث لم أتمكن من إصدار شهادات ميلاد لهما وقت ولادتهما جراء حرب الإبادة الإسرائيلية".
وبدموع تغلب على صوتها، تضيف: "قضيت معهما لحظات سعادة قصيرة بعد 11 عاما من الانتظار، حيث عانيت في سبيل الإنجاب وتنقلت من طبيب لآخر بحثا عن حل لمشكلة الإنجاب، ولكن بعد إنجابهم استشهدا".
وتتابع: "كنت أتمنى أن يكونا معي، وأن أشتري لهما ملابسا وكل ما يحتاجانه، لكن قصفا إسرائيليا استهدف منزلنا وقتلهما".
وتشير إلى أن "الولادة كانت مبكرة، حيث أنجبتهما بالشهر الثامن نتيجة الخوف الذي مررت به، وولدا في بداية الحرب".
في يوم واحد.. فلسطينية تتسلم شهادتي ميلاد ووفاة طفليها التوأم ⤵️
— Anadolu العربية (@aa_arabic) October 11, 2024
— رانيا أبو عنزة سيدة فقدت زوجها وتوأميها البالغين 4 أشهر، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلهم في قطاع #غزة مطلع مارس الفائتhttps://t.co/EpBvrZaXmF pic.twitter.com/AUgIJvxMK2
**23 فردا من العائلة استشهدوا
وفيما يتعلق بحيثيات وفاتهما، تقول الأم مسترجعة تلك المأساة: "القصف الإسرائيلي على منزلنا كان في وقت المساء حيث كنا نائمين، واستشهد وسام ونعيم، وزوجي وعدد من أفراد العائلة، ونجوت دون أن أتعرض لأي إصابة".
وتوضح أنها لم تعلم باستشهاد طفليها إلا في صباح اليوم التالي للهجوم الإسرائيلي، حيث تمكنت من احتضانهما وتوديعهما في مستشفى النجار برفح.
وبلهفة الأم المكلومة تضيف: "كان توديعهما شعورا صعبا للغاية، فقد ودعتهما وودعت أفراد العائلة البالغ عددهم 23 شخصا".
وتأمل رانيا، في أن تتوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث واجهت صعوبات ومعاناة كبيرة على مدار أكثر من عام، ناهيك عن مأساة فقدان طفليها التي لم تتمكن من التغلب عليها.
وفي يوليو/ تموز الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن "أطفال غزة يموتون ويعانون إصابات خطيرة وصدمات نفسية، ويشاهدون والديهم يُقتلون وتُدمر منازلهم" جراء الهجمات التي تشنها إسرائيل على القطاع.
ومنذ بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، قتل الجيش الإسرائيلي 16 ألفا و927 طفلا، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، عن أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال "الإبادة الجماعية" وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.