"شعبانة".. موروث مغربي تقليدي استعدادا لشهر رمضان (تقرير)
** الباحث المغربي علي الشعباني للأناضول: - شعبانة مرتبطة بالبلدات الصغيرة والأرياف، مقابل تراجعها بالمدن بسبب تشبع ساكنتها بالثقافة العصرية

Rabat
الرباط / الأناضول
** الباحث المغربي علي الشعباني للأناضول:- شعبانة مرتبطة بالبلدات الصغيرة والأرياف، مقابل تراجعها بالمدن بسبب تشبع ساكنتها بالثقافة العصرية
- المناسبة تضم عددا من المظاهر مثل تبادل الزيارات وإعداد مأكولات شعبية ومجالس للذكر والمديح
- يحرص المواطنون في شعبانة على اقتناء ألبسة تقليدية يزداد ظهورها مع اقتراب شهر رمضان
تستعد الأسر في المغرب لاستقبال شهر رمضان المبارك روحانيا واجتماعيا واقتصاديا، بتنظيم زيارات متبادلة خلال شهر شعبان، ومجالس للذكر والمديح وإعداد مأكولات خاصة بالشهر الكريم، في عادات يطلق عليها اسم "شعبانة".
وضمن هذا الموروث، تعكف الأسر على إعداد مأكولات شعبية بالتعاون بين الجيران، وتنظيف المنازل استعدادا لشهر الصوم، إضافة إلى التزيين بالحناء وزيارة الأرحام لتوطيد العلاقات الأسرية.
كما تعرف بعض الزوايا مجالس للذكر والمديح الصوفي لفائدة المريدين والمواطنين، إضافة إلى تجديد محلات الصناعات التقليدية وعرض آخر المنتجات خلال "شعبانة".
كما تنخرط الأسر خلال "شعبانة" في إعداد مأكولات وحلويات مثل الشباكية "غريوش" وهي حلوى بالعسل، و"سلو" وهو طحين مخلوط باللوز والفول السوداني.
** "شعبانة"
علي الشعباني، الباحث المغربي في علم الاجتماع، تحدث للأناضول عن أهمية هذا الموروث ضمن استعدادات المغاربة لشهر رمضان.
وقال إن هذا الموروث "مرتبط ببعض الأماكن، خاصة بالبلدات الصغيرة والأرياف التي لا تزال مرتبطة بما هو تقليدي وموروث عن الآباء والأجداد، مقابل تراجعها بالمدن بسبب تشبع ساكنتها بالثقافة العصرية".
وأضاف الشعباني: "شعبانة تضم العديد من المظاهر مثل تبادل الزيارات والإعداد لأكلات شعبية معينة وطقوس أخرى تختلف من منطقة إلى أخرى".
وأشار إلى أن "العديد من الأسر لا زالت تحيي شعبانة بطقوسها وأكلاتها وملابسها وزياراتها، لأن فئات اجتماعية معينة متشبعة ومقتنعة بها".
وذكر عدة عوامل تتحكم بمدى التشبث والاحتفاء بشعبانة لدى الأسر، منها مكان السكن وطبيعة الأسرة.
وخلال "شعبانة" يحرص المواطنون على اقتناء ألبسة تقليدية، فرمضان مرتبط باللباس التقليدي لدى الكثيرين، ما يزيد الارتباط مع اقتراب رمضان.
** تراجع للعادات
وبحسب الشعباني، "لا تزال بعض الفئات تحتفظ وتحيي بعض المناسبات مثل شعبانة، أو بعض الطقوس في رمضان، خاصة بالأوساط الشعبية البعيدة عن الغزو الثقافي الخارجي".
وأضاف: "الفئات الاجتماعية التي لا زالت تحافظ على موروثها الثقافي وتؤمن بثقافها التي ورثتها على أجدادها، لم تحتك بما يمكن أن يغير هذه العادات والطقوس"
ولكن هناك "فئات احتكت بالثقافة العصرية وبالأوضاع الاجتماعية الجديدة المزاحمة للثقافة التقليدية، لذلك بدأت تتخلى يوما بعد آخر عن الموروث الثقافي، بما فيه شعبانة".
وأبرز الشعباني ضرورة الحفاظ على بعض التقاليد الثقافية "حتى لا تندثر".
ووفق للحسابات الفلكية، يحل شهر رمضان من العام الهجري الحالي 1446 في الأول من مارس/آذار من العام الميلادي الجاري 2025.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.