الدول العربية, التقارير, فيروس كورونا

رغم ضيق ذات اليد.. فلسطين تختبر أجهزة تنفس لمواجهة كورونا (تقرير)

خبراء ومتطوعون فلسطينيون بالضفة الغربية وقطاع غزة يحاولون تصنيع أجهزة التنفس الصناعي محليا للتغلب على نقصها بسبب أزمة كورونا

02.04.2020 - محدث : 03.04.2020
رغم ضيق ذات اليد.. فلسطين تختبر أجهزة تنفس لمواجهة كورونا (تقرير) النقص الحاد عالميا في أجهزة التنفس الصناعي، الناتج عن أزمة تفشي فيروس كورونا، دفع خبراء ومتطوعين فلسطينيين إلى التفكير بحلول بديلة لتوفير هذه الأجهزة عبر تصنيعها محليا. ففي قطاع غزة، ابتكر مهندسان جهازا للتنفس الاصطناعي بإمكانات وتكلفة زهيدة، أما في الضفة الغربية، فقد نجح فريق من المتطوعين في وضع مخططات نظرية لذلك. ( Mustafa Hassona - وكالة الأناضول )

Ramallah

القدس / أيسر العيس ـ هاني الشاعر / الأناضول

ـ 120 جهاز تنفس صناعي فقط تتوافر في الأراضي الفلسطينية، وفق وزارة الصحة
ـ مهندسان في غزة صنعا جهازا يقولان إنه أثبت نجاحا وأشاد به الأطباء لكنه يحتاج إلى إضافات يجري العمل عليها
ـ فريق بالضفة الغربية وضع مخططات لتصنيع أجهزة التنفس ويتوقع إنجاز 300 ـ 400 جهاز خلال شهرين إذا توافرت الظروف

النقص الحاد عالميا في أجهزة التنفس الصناعي، الناتج عن أزمة تفشي فيروس كورونا، دفع خبراء ومتطوعين فلسطينيين إلى التفكير بحلول بديلة لتوفير هذه الأجهزة عبر تصنيعها محليا.

ففي قطاع غزة، ابتكر مهندسان جهازا للتنفس الاصطناعي بإمكانات وتكلفة زهيدة، أما في الضفة الغربية، فقد نجح فريق من المتطوعين في وضع مخططات نظرية لذلك.

ولا يتوافر في المستشفيات والمراكز الطبية في أراضي السلطة الفلسطينية (الضفة وغزة) سوى 120 جهاز تنفس صناعي، بحسب بيانات وزارة الصحة.

وكانت وزيرة الصحة مي الكيلة، قالت في تصريحات صحفية سابقة، إن "أجهزة التنفس المتوافرة غير كافية لمساعدة المصابين بكورونا في حال تضاعفت الأعداد".

وأضافت الكيلة، "أسوأ السيناريوهات المحتملة، أن يصل عدد الإصابات الحرجة بالفيروس في فلسطين، التي ستحتاج إلى العلاج في وحدات العناية المكثفة، إلى حوالى 800".

ودفع هذا النقص، خبراء فلسطينيين في غزة والضفة، إلى العمل على إنتاج أجهزة تنفس صناعي مساندة لتلك المتوافرة حاليا.

** جهاز محلي

في غزة، ابتكر مهندسان جهازا للتنفس الصناعي بإمكانات قالا إنها "بتكلفة زهيدة، ووقت قياسي"، تمهيدا لاستخدامه في المستشفيات، في ظل جائحة "كورونا".

وعمل المهندسان، اللذان يعملان في الجامعة الإسلامية بغزة، على مدار أيام ولساعات طويلة، حتى رأى الجهاز النور.

وأكدا للأناضول، أن الجهاز أثبت نجاحا، بشهادة أطباء في مستشفيات القطاع؛ والذين أوصوا بإضافة بعض التحسينات عليه، ويجري تنفيذها.

وقال رئيس قسم "الصيانة والأشغال العامة"، في المكتب الهندسي بالجامعة الإسلامية، عصام خلف الله (43 عاما)، أحد المهندسَين المبتكرين، إن الحاجة إلى صناعة جهاز تنفس صناعي محلي، برزت في ظل الظروف الصعبة، والنقص الكبير في هذه الأجهزة بقطاع غزة.

وأضاف خلف الله، للأناضول "باشرت وزميلي المهندس إسماعيل أبو سخيلة، العمل على مدار 5 أيام متتالية، من الصباح إلى وقت متأخر ليلا، حتى رأى الجهاز النور، بتكلفة بلغت حوالي 150 دولارا فقط".

وتابع "صحيح أن الجهاز لا يمكن مقارنته بالمصنّع عالميا، والذي يصل ثمنه عشرات آلاف الدولارات، لكنه سيؤدي الغرض حال تفشي كورونا، فمهمة جهاز التنفس ضخ الهواء لرئتي المريض، وهو يؤدي الغرض، ويحافظ على حياة الشخص".

وأوضح خلف الله، أن مواصفات الجهاز المصنع، وفق شهادة أطباء مجمع الشفاء الحكومي (أكبر مستشفيات غزة)، ومستشفى خاص (لم يذكر اسمه)، تفي بالغرض، ووصفوا عمله بأكثر من "جيد".

واستدرك: "الأطباء طلبوا بعض التحسينات الإضافية عليه، ويجري العمل على إنجازها، وفي غضون يوم أو أكثر ستصبح جاهزة".

وبيّن خلف الله، أن إحدى مميزات الجهاز، أنه يعمل على بطارية "12 فولت"، أي أنه يستمر في العمل عدة أيام دون توقف إذا انقطع التيار الكهربائي.

وأضاف "الجهاز الحالي، بمثابة نسخة تجريبية، وأثبت نجاحه، ويمكن تنفيذه بالقطاع في وقت قصير، لأن المعدات متوافرة بالسوق المحلي".

وأكد خلف الله أن بالإمكان صناعة ما بين 50 إلى 100 جهاز خلال خمسة أيام.

** مخططات نظرية

وفي الضفة الغربية، يعمل متطوعون على بناء نموذج لجهاز تنفس صناعي.

وقال محمود برهم، مهندس ميكاترونيكس، للأناضول، إن فريقا من 6 أشخاص يضم مهندسين وفنيين في مجال التصنيع، بدأ العمل على بناء النموذج.

وأضاف برهم، أن "الفكرة تقوم على تصنيع نماذج لأجهزة تنفس منخفضة السعر، ويمكن تصميمها بسهولة في حال وفرت لنا وزارة الصحة القطع والمواد اللازمة".

وأشار إلى أن الفريق وضع مخططات نظرية لعملية تصنيع أجهزة التنفس حتى الآن، متمنيا من وزارة الصحة أن توفر لهم الإمكانات لبدء تصنيع الجهاز بشكل عملي.

ولفت إلى أن العديد من المبادرات انطلقت حول العالم في هذا المجال، والمصادر متاحة لاستقاء المعلومات منها.

وعن آلية عمله، قال برهم: "يقوم الجهاز بإيصال الأكسجين إلى رئتي المريض ومن ثم سحبه، بحيث يضمن وصول الكمية المناسبة، وضغط الهواء اللازم، وعدد عمليات التنفس في الدقيقة الواحدة".

وأوضح أنه "تم الأخذ بالاعتبار إضافة كافة وسائل الحماية والإنذار على الجهاز".

واستدرك برهم: "الجهاز لن يكون بديلا عن المتوافرة في المشافي، كونها من صنع شركات كبيرة، ومصممة بدقة عالية، لكنه قد يساهم في حل جزء من المشكلة في حال حدثت أزمة".

وأضاف "الهدف أن يكون هذا الجهاز سهل التصنيع من مواد متوافرة، وألا يكون مكلفا، حيث سيتم نشر التصاميم بعد تجربته".

وأعرب برهم عن ثقته بالقدرة على تصميم "جهاز تنفس فلسطيني"، يمكن استخدامه بجودة عالية.

بدوره، قال خالد دويكات، أحد المتطوعين في الفريق، إنه قبل التوجه نحو التصنيع، كان هناك تواصل مع شركات عربية ودولية لتوفير أجهزة تنفس، لكن عوائق عدة وقفت في طريق الحصول عليها، أبرزها الطلب الكبير على هذه الأجهزة عالميا.

وبين دويكات، للأناضول، أنه مع إعلان مبادرة تصنيع أجهزة التنفس، وصلت مئات الرسائل ممن يرغبون بالتطوع في ذلك.

وقال "القطع المستخدمة في التصنيع قد تكون عائقا، لذلك سنعمل على البحث عن أخرى بديلة متوافرة في السوق".

وأردف دويكات: "نتوقع إنجاز 300 ـ 400 جهاز تنفس خلال شهرين، إذا تهيأت كل الظروف، لكن العدد يعتمد على طاقم المتطوعين، وما توفره وزارة الصحة من وسائل وأدوات وإمكانات مساندة".

وذكر أن "بعض المختبرات الطبية والورش تطوعت لتقديم مكان عمل، وحاليا سنعمل على جهاز بسيط يفي بالغرض ويكون سريع الإنتاج".

وحتى مساء الأربعاء، بلغ إجمالي الإصابات بكورونا في فلسطين 134، بعد تسجيل إصابة 15 فلسطينيا يعملون في مصنع للدواجن بمستوطنة إسرائيلية.

وأثار تفشي الفيروس حالة من الذعر العالمي، بعد أن فاق إجمالي الإصابات حتى صباح الخميس، 936 ألفا، توفي منهم أكثر من 47 ألفا، فيما تعافى حوالي 194 ألفا.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın