القدس / الأناضول

أنذر الجيش الإسرائيلي الثلاثاء، الفلسطينيين بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بإخلاء أماكن تواجدهم، ومنهم المقيمون بخيام النزوح، تمهيدا لتوسيع عملياته العسكرية وتكثيف قصفه، ضمن الإبادة التي يرتكبها في القطاع منذ 21 شهرا.

ووجه متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بمنشور على منصة "إكس" إنذارا "بالإخلاء الفوري غربا" إلى جميع المتواجدين في مواقع بخان يونس حددها على خريطة مرفقة مع المنشور "بما في ذلك السكان المتواجدين داخل الخيام في تلك المنطقة".

وأضاف: "يقوم الجيش الإسرائيلي بتوسيع عملياته من خلال القوات البرية المناورة وتفعيل النيران بشكل مكثف ومباغت".

وزعم أدرعي أن الجيش سيبذل كل ما في وسعه لإعادة جميع الأسرى الإسرائيليين، مهددا بأن الجيش "سيوسّع نطاق عملياته وفق الحاجة وذلك حتى القضاء التام على حماس" على حد تعبيره.

وكان الجيش الإسرائيلي أصدر منذ 18 مارس/آذار الماضي عشرات الإنذارات المشابهة في عموم قطاع غزة.

والأربعاء قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "منذ يوم 18 مارس (حتى 2 يوليو/تموز) أصدر الجيش الإسرائيلي 50 أمرًا بالنزوح، أخضعت نحو 282.4 كيلومتر مربع أو ما نسبته 78 في المائة من مساحة قطاع غزة، لأوامر النزوح".

وأضاف: "نزح ما يزيد عن 714 ألف فلسطيني في غزة بين يومي 18 مارس و1 يوليو، ومع انعدام الأماكن الآمنة لجأ الكثير منهم إلى مواقع مكتظة لالتماس المأوى فيها وإلى مراكز الإيواء المؤقتة والبنايات المتضررة والشوارع والمناطق المفتوحة، وبات الناس محصورين في أماكن تتضاءل باستمرار".

وتابع: "حتى يوم 2 يوليو، كان 85 بالمئة من أراضي قطاع غزة تقع داخل مناطق عسكرية إسرائيلية أو تخضع لأوامر النزوح التي تتداخل مع بعضها بعضًا إلى حد كبير".

وعادة ما يتبع إنذارات الإخلاء بلحظات قصف إسرائيلي يستهدف تلك المناطق، ووفي معظم الأحيان يبدأ القصف قبل خروج الناس منها، ومع توسع مناطق العمليات العسكرية يتقلص الحيز الجغرافي الذي يمكن للفلسطينيين الإقامة فيه.

ويقول الفلسطينيون والمنظمات الأممية والحقوقية الدولية إن الجيش الإسرائيلي يقصف أيضا مناطق الإيواء التي يلجأ إليها الفلسطينيون.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 194 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.