كومرات / دميتري تشيرسيو، علي جورا / الأناضول

قالت رئيسة إقليم غاغاوزيا ذاتي الحكم في مولدوفا إيرينا فلاخ، إن الدعم التركي لهم "لا يقدّر بثمن"، مشددة على أن علاقاتهم مع أنقرة تقوم على أساس الصداقة الحميمة، والاحترام المتبادل، بفضل الجهود التي يبذلها الرئيس رجب طيب أردوغان.

وفي 1994، حصل إقليم غاغاوزيا على حكم ذاتي ضمن جمهورية مولدوفا (شرقي أوروبا)، ويبلغ عدد سكانه نحو 200 ألف نسمة ينتمون إلى العرق التركي.

وأضافت فلاخ للأناضول، قبيل محادثات أجرتها في أنقرة، الثلاثاء، مع الرئيس أردوغان بشأن العلاقات الثنائية، أن المشاريع التي تقيمها تركيا في غاغاوزيا تساهم في حل مشاكل كبيرة تواجه بلادها، مثل سفر المواطنين إلى الخارج، وانخفاض معدلات المواليد في المنطقة.

وذكرت أن بلادها سجلت زيادة طفيفة في معدل المواليد عام 2020، قائلة: "نحن بحاجة إلى تهيئة الظروف اللازمة في المنطقة حتى لا يسافر الشباب للخارج، وتشجيعهم على مواصلة العيش في مسقط رأسهم وتكوين أسرة".

وأشارت في هذا السياق، إلى أن "الدعم الذي تقدمه تركيا لبلادي لا يثمّن، ونقدره عاليا".

ولفتت فلاخ إلى أنها جهزت مشروعا لبناء مدرسة صناعية في العاصمة كومرات، وبصدد تقديمه للرئيس أردوغان، بهدف تدريب المهندسين حديثي التخرج وتطوير المجال الصناعي في المنطقة.

** علاقة مبنية على الاحترام

وأكدت فلاخ أن علاقات غاغاوزيا وتركيا تتطور باستمرار، وأنها تقوم على أساس الصداقة الحميمة، والاحترام المتبادل، بفضل الجهود التي يبذلها الرئيس أردوغان.

وقالت: "نحن ممتنون لشخصه جدا، ومحظوظون لأننا نعمل مع أردوغان وفريقه، تعاوننا يؤتي ثماره".

ولفتت إلى أن وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، "نفذت العديد من المشاريع في مولدوفا، ومنطقة غاغاوزيا ذاتية الحكم، بما في ذلك المجمع الرياضي في العاصمة كومرات، والذي ننتظر افتتاحه بفارغ الصبر".

** 95 شركة برأسمال تركي

وخلال السنوات الخمس الماضية، منذ دخلت اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين مولدوفا وتركيا حيز التنفيذ عام 2016، زادت صادرات غاغاوزيا إلى تركيا بنسبة 62.7 بالمئة، بحسب فلاخ.

وبيّنت أن الواردات التركية إلى غاغاوزيا في 2020 بلغت حوالي 39.2 مليون دولار، فيما وصل عدد الشركات المسجلة برأسمال تركي إلى 95.

وأشارت إلى أن بلادها تخطط لتطوير قطاعات الصناعة وتكنولوجيا المعلومات، وأن الإقليم يمتلك حق سن قوانين محلية تساهم في التنمية الاقتصادية للمنطقة.

وتقدم غاغاوزيا مزايا مهمة لجذب المستثمرين الأجانب، وتوفير أفضل الظروف للشركات التركية التي تواصل الاستثمار في المجالات الصناعية، من أجل إتاحة الفرصة لتصدير منتجاتها بسهولة إلى الاتحاد الأوروبي، وبلدان رابطة الدول المستقلة (منظمة دولية مكونة من الجمهوريات السوفيتية المستقلة)، بحسب فلاخ.

وأوضحت أن حكومتها على تواصل دائم مع المنظمات الدولية والسفارة التركية في العاصمة المولدوفية كيشيناو، بالتوازي مع تشكيل مجموعة عمل بين حكومتي مولدوفا وغاغوزيا، من أجل إعداد مشاريع قوانين لحل مشاكل الإقليم.

وأشارت في هذا الصدد إلى أهمية اعتماد مشاريع القرارات المتفق عليها بين الحكومة المحلية والحكومة المركزية في كيشيناو، من قبل برلمان مولدوفا.

وتابعت أن كومرات، تعمل على دفع الحكومة المركزية للاعتراف بغاغاوزيا منطقة مفتوحة للتعاون من أجل تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد وزيادة رفاهية المواطنين.

** اللغة التركية تحدد هوية شعب الغاغاوز

وأشارت فلاخ إلى أن بلادها بدأت، اعتبارا من 2018، باتخاذ خطوات في اتجاه توسيع مجالات استخدام اللغة التركية الغاغاوزية في مناطق الحكم الذاتي.

وشددت على أن تلك اللغة هي العامل الرئيسي الذي يحدد هوية شعب الغاغاوز، وأن بلادها تعمل على تهيئة الظروف اللازمة لتوسيع مجالات استخدامها لا سيما في مجال التعليم.

وفي هذا الإطار، ذكرت فلاخ أن رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى في الجمهورية التركية، وفرت مختلف أنواع الدعم لتأهيل المدرسين الغاغاوز، ليكونوا قادرين على التعليم باللغتين التركية الغاغاوزية الرسمية في الإقليم، والرومانية الرسمية في مولدوفا.