خلال أيام.. مرضى غزة مهددون بوقف جلسات غسيل الكلى (تقرير)
** أمهات أطفال مصابين بالفشل الكلوي يعربن للأناضول عن خوفهن من إمكانية توقف عمل أقسام غسيل الكلى ويؤكدن أن الوضع الصحي لأطفالهم لا يحتمل نقص أدوية أو وقف جلسات الغسيل
 
                Gazze
غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول
** المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة للأناضول:
- الحصار الإسرائيلي يقوض منظومة الخدمات الصحية
- ما يتوفر لدى الوزارة من أدوية ومستهلكات طبية قد لا يصمد حتى بداية الأسبوع القادم
- الخطر يهدد حياة مرضى الفشل الكلوي البالغ عددهم 1100 بينهم 38 طفلا
** مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة بغزة أشرف أبو مهادي:
- الوزارة تقدم خدمة غسيل الكلى في 6 مراكز بواقع 15 ألف جلسة غسيل شهريا
- نحذر من توقف عمل أقسام غسيل الكلى خلال أيام جراء النقص الحاد في المستهلكات الطبية
** أمهات أطفال مصابين بالفشل الكلوي يعربن للأناضول عن خوفهن من إمكانية توقف عمل أقسام غسيل الكلى ويؤكدن أن الوضع الصحي لأطفالهم لا يحتمل نقص أدوية أو وقف جلسات الغسيل
بجسده الهزيل، يستلقي ماهر أبو طه (8 أعوام) على سرير غسيل الكلى في مستشفى بمدينة غزة، وبجواره والدته وسام تخفف أوجاعه.
تخفي الأم مخاوف كبيرة من احتمال تدهور وضع طفلها الصحي؛ جراء إمكانية توقف عمل قسم الكلى خلال أيام؛ بسبب نقص الأدوية والمستهلكات الطبية؛ نتيجة لحصار إسرائيلي متواصل منذ 17 عاما.
وأسبوعيا، يخضع ماهر لثلاث جلسات غسيل كلى في مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، تستغرق كل منها حوالي 5 ساعات.
وجراء نقص المستهلكات الطبية والأدوية، بات الخطر يهدد صحة وحياة هذا الطفل وباقي مرضى الفشل الكلوي، البالغ عددهم نحو 1100 شخص، إذ حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من احتمال توقف عمل أقسام غسيل الكلى خلال أيام.
وتعرب الأم عن قلقها الشديد جراء ما قد تؤول إليه الأوضاع الصحية لطفلها، في حل توقف عمل قسم غسيل الكلى.
وقالت "وسام" للأناضول: "الطفل مصاب بعدة أمراض مختلفة جراء الفشل الكلوي الذي أصابه، ويعجز عن المشي بفعل النقص الشديد في الكالسيوم الذي يعاني منه".
ومنذ نحو 7 سنوات، تعاني العائلة من نقص في أدوية طفلها وعلاجاته، بحسب الأم التي أوضحت أنه يحصل أحيانا على نصف الكمية التي يحتاجها، فيما يتعذر توفرها بشكل كامل في فترات مختلفة؛ بسبب أزمة نقص الأدوية في غزة.
وشدت على أن عائلتها تعجز عن توفير العلاجات اللازمة على حسابها الخاص بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها؛ جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الـ17 على التوالي.
ويعاني سكان غزة من أوضاع اقتصادية متردية؛ بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 2006، وتم تشديده منتصف العام التالي؛ ما أدى إلى شح ملحوظ في الأدوية والمستلزمات الطبية في مخازن وزارة الصحة.
وبحسب أحدث إحصائية للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في يناير/ كانون الثاني 2022، فإن نحو مليون ونصف مليون فرد من سكان غزة، البالغ عددهم مليونين و300 ألف، يعيشون حالة الفقر بسبب القيود الإسرائيلية المفروضة على القطاع.
عد تنازلي
المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة قال للأناضول إن "الخطر يهدد حياة مرضى الفشل الكلوي، البالغ عددهم 1100 بينهم 38 طفلا، ويتلقون 3 جلسات أسبوعيا".
وشدد على أن "جلسات غسيل الكلى تشكل لهؤلاء المرضى حياة كاملة، بل هي المنقذة لهم كونها تزيل السموم العالقة في الدم، كما أنها تعد من الخدمات الضرورية الطارئة والحساسة بالنسبة لهم".
القدرة أوضح أن ما يتوفر لدى مخازن الوزارة من أدوية ومستهلكات طبية خاصة بمرضى الفشل الكلوي قد "لا يصمد حتى بداية الأسبوع القادم".
وأضاف أن وزارته، وفي حال لم تتوفر هذه العلاجات والمستهلكات، "ستبدأ العد التنازلي في إغلاق خدمات الكلى في المستشفيات"، وقد يواجه المريض حينها "مضاعفات خطيرة تهدد حياته".
وعن أسباب نقص هذه الأدوية والمستهلكات، قال القدرة إن هذه الخدمة تتعرض في الوقت الحالي لـ"تقويض ممنهج من الاحتلال الإسرائيلي بعدم توفر المستهلكات الطبية اللازمة لإتمام جلسات الغسيل، وذلك جراء استمرار الحصار للعام الـ17 على التوالي".
وتابع: "السبب الرئيسي هو تعميق الحصار، والذي يؤدي إلى تقويض منظومة الخدمات الصحية والإنسانية في القطاع".
كما أن التراجع الملحوظ لحجم المساعدات الطبية التي تصل غزة يؤدي إلى شلل في الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين، كما أردف القدرة.
ودعا الجهات المعنية إلى التحرك العاجل لتوفير احتياجات مرضى الفشل الكلوي، لافتا إلى أن وزارته تواصلت مع كافة الجهات المعنية المحلية والإقليمية والدولية لإيجاد حل جذري للأزمة.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، دعت منظمة الصحة العالمية، في تقرير، إسرائيل إلى إدخال الأدوية والمعدات الطبية للمناطق المحتلة، خاصة غزة.
أيام قاسية
"مرضى الفشل الكلوي أمام أيام قاسية قد تنتهي بتوقف كامل لخدمة الغسيل الكلوي".. بتلك العبارات أطلق مدير عام الصيدلة في وزارة الصحة بغزة أشرف أبو مهادي تحذيرا خلال مؤتمر صحفي عقدته الوزارة في مستشفى الرنتيسي الأربعاء.
وأردف: "ننقل صرخات الألم التي باتت مخنوقة على وقع مشهد صعب وخطير من فصول أزمة نقص الأدوية والمهمات الطبية التي ما زالت تؤرق عناوين الخدمة الصحية وتضيف معاناة مركبة قد لا تمهل مرضى غزة المزيد من الوقت أمام فرص علاجهم".
أبو مهادي بيّن أن "مخازن وزارة الصحة (تكاد تكون) فارغة تماما من فلاتر غسيل الكلى والكانيولات وأنابيب نقل الدم"، محذرا من نفاد ما هو متوفر في الأيام القادمة.
كما حذّر من توقف عمل أقسام غسيل الكلى خلال أيام؛ جراء النقص الحاد وغير المسبوق في المستهلكات الطبية الضرورية لاستمرار الخدمة.
وأوضح أن وزارته تقدم خدمة غسيل الكلى في 6 مراكز موزعة في محافظات القطاع، بواقع 15 ألف جلسة غسيل شهريا، وهي خدمة حساسة منقذة لحياة مرضى الفشل الكلوي.
أبو مهادي حمّل إسرائيل مسؤولية تفاقم معاناة المرضى بغزة؛ "جراء الحصار المتواصل للعام الـ17 على التوالي".
أوجاع عبد الله
على سرير آخر داخل المستشفى، يواجه الطفل عبد الله أبو يوسف (9 أعوام) أوجاع مرض الفشل الكلوي بجسده المرتعش، فيما تترقب زوجة والده سماح الشوربجي بخوف وقلق كبيرين قادم الأيام التي قد يُحرم فيها الطفل من العلاج.
وقالت سماح للأناضول إن "حياة هؤلاء الأطفال معلقة بالأدوية وبجلسات الغسيل، وقد تتعرض للخطر في حال لم يتلقوا العلاجات المناسبة".
وأوضحت أن عبد الله يخضع لجلسات الغسيل 4 مرات أسبوعيا، قادما من مدينة خانيونس جنوبي القطاع التي تبعد مسافة زمنية تقدر بنحو ساعة عن المستشفى، ما يفاقم من تعبه الجسدي.
وبالكاد، تحاول عائلة الطفل توفير الأدوية والعلاجات التي لا توفرها وزارة الصحة له، إذ يتلقى 10 أنواع من الأدوية والعلاجات المرتبطة بأمراض من مضاعفات الفشل الكلوي، وفقا لسماح.
وزادت بأن عبد الله مصاب أيضا بمرض العظم الزجاجي،؛ ما يعيقه عن الحركة بشكل سليم، لافتة إلى أنه يصل المستشفى محمولا في أغلب الأوقات.
وهذه الأمراض التي تثاقلت على جسد الطفل الصغير حرمته منذ أعوام من التوجه إلى المدرسة؛ فيما يتلقى حاليا تعليما متقطعا من مؤسسة خيرية بهدف تنشيطه.
خوف دائم
ندى عبد السلام قالت للأناضول إن طفلها لؤي (12 عاما) يغسل الكلى منذ نحو عامين، بواقع مرتين أسبوعيا.
وأضافت: "نعيش (نحن) أمهات الأطفال مرضى الفشل الكلوي في خوف دائم ومستمر على حياة أطفالنا، الذين من الممكن أن نفقدهم جراء نقص الأدوية، والأزمة الجديدة تفاقم من معاناتنا وأوجاعهم".
الأم أوضحت أن العلاجات والأدوية التي يحتاجها الطفل تكون في معظم الأوقات غير متوفرة، ما يدفعهم إلى توفيرها على حسابهم الخاص، إلا أنهم أحيانا يعجزون عن ذلك بفعل الظروف الاقتصادية.
ولم يؤثر المرض على صحة طفلها وحياته فقط، بل ألقى أيضا بظلاله السلبية على حالته النفسية، إذ فقد ابتسامته وبات يميل إلى التعامل الخشن مع الأطفال الآخرين، كما ختمت ندى حديثها.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي. 
             

 
             
                                     
                                     
                                     
                                     
                                    