
Ankara
أنقرة/ الأناضول
أكد خبراء أتراك، أن اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، لمبنى الكونغرس بالعاصمة واشنطن، حدث استثنائي يكشف مدى الاستقطاب والانقسام الذي تشهده الولايات المتحدة.
جاء ذلك في حوارات منفصلة لخبراء مع الأناضول، ناقشوا خلالها تداعيات المواجهات التي دارت، الأربعاء، بين قوات الأمن ومحتجين من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس.
الأحداث التي أسفرت عن مقتل 4 أشخاص واعتقال 52 آخرين، جاءت خلال انعقاد جلسة للكونغرس، للتصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية، وتأكيد اسم الرئيس الفائز ونائبه.
وأدت الأحداث إلى تعليق اجتماع أعضاء الكونغرس لنحو 6 ساعات، فيما انتشرت قوات من الحرس الوطني لوقف الاضطرابات، وفرض حظر تجوال ليلي بواشنطن.
واستأنف الكونغرس اجتماعاته لاحقا، وصادق رسميا على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في انتخابات الرئاسة.
الأستاذ الدكتور تشاغري أرهان، عضو الهيئة التدريسية في قسم العلاقات الدولية بجامعة ألطنباش، قال إن وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة، تشير اليوم إلى تحريض ترامب المتظاهرين المقتحمين لمبنى الكونغرس.
وأضاف أن العديد من الكتّاب الصحفيين الأمريكان، يؤكدون على ضرورة عزل ترامب، قبل حلول موعد تسليمه السلطة للرئيس المنتخب، بحلول 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، وذلك بسبب ممارساته المنتهكة للدستور.
وأشار الأكاديمي التركي إلى أن حادثة اقتحام المتظاهرين لمبنى الكونغرس، تشكّل سابقة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث ظهر لأول مرة رئيس خسر الانتخابات، يدعو أنصاره للاعتراض على نتائجها.
وأكد على أنّ هذه الحادثة ستكون موضع نقاش وجدل كبيرين مستقبلاً، وأن الرئيس المنتخب، جو بايدن، سيواجه آثار حالة الاستقطاب والانقسام السائدة في بلاده، عقب توليه السلطة.
وشدد "أرهان" على أن عام 2021 سيشهد في الولايات المتحدة، مواجهة بايدن لآثار الاستقطاب والانقسام في بلاده، مبيناً أن ذلك لن يكون سهلاً بالنسبة للرئيس المنتخب.
بدوره، قال الأستاذ الدكتور، طارق أوغوزلو، عضو الهيئة التدريسية في جامعة أنطاليا للعلوم (غير حكومية) التركية، إن السياسات الأمريكية الهادفة لتشكيل أسوة وقدوة لباقي دول العالم، ستفلس فيما يبدو.
وأضاف أن أبرز انعكاسات هذا الإفلاس، هو تراجع الدور الأمريكي الملهم لباقي بلدان العالم.
وأكد أن اقتحام المتظاهرين لمبنى الكونغرس، يظهر مدى انتشار حالة الانقسام في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى الأكاديمي التركي أنه "حتى المؤسسات (الأمريكية) تعرضت للتعرية"، متوقعاً أن هذه الأحداث قد تؤدّي إلى إضعاف الحزب الجمهوري أيضاً.
وتابع: "لقد رأينا قمة الخطابات الشعبوية. نتيجة لهذه المستجدات ستفقد الولايات المتحدة الكثير من قوتها، وستضعف جاذبية الرسائل الأمريكية."
من جانبه، قال الأستاذ الدكتور، كمال إنات، عضو الهيئة التدريسية في قسم العلوم السياسية بجامعة صقاريا (حكومية) التركية، إن ما شهدته واشنطن، الأربعاء، حادثة استثنائية، مبيناً أن انتقال السلطة في الولايات المتحدة، كانت تتم عبر تقاليد متجذّرة.
واستبعد "إنات" احتمالية اتساع الأحداث وتطورها في واشنطن، مبيناً في الوقت ذاته أن الولايات المتحدة الأمريكية باتت بلداً يصعب التنبؤ فيه بمجريات الأمور.
وأشار إلى أن بعض الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة، خلال عهد ترامب، دفعها للتحول إلى بلد مختلف تماماً عما كانت عليه في السابق.
واختتم بالقول إن ما شهدته واشنطن، الأربعاء، يشير إلى إمكانية وقوع أحداث أخرى لحين تسليم ترامب السلطة إلى الرئيس المنتخب.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.