الدول العربية, التقارير, سلطنة عمان

تربية الإبل في ظفار العمانية.. إرث خالد ومهنة لا تندثر (تقرير)

تتميز الهجن العمانية بألوانها فتختلف باختلاف المناطق، ففي محافظة ظفار ‏يكون لونها مائل للسواد، أما في شمال السلطنة فيغلب عليها اللون الأحمر والأشقر ‏والأصفر والأبيض

23.11.2021 - محدث : 24.11.2021
تربية الإبل في ظفار العمانية.. إرث خالد ومهنة لا تندثر (تقرير)

Zufar

ظفار/ أحمد يوسف/ الأناضول

لا تزال حرفة تربية ورعي الإبل والاعتناء بها تتربع على رأس المهن التقليدية العمانية التي تنتشر في ‏مختلف قرى ومحافظات السلطنة خاصة في محافظة ظفار بالجنوب.

ولا تكاد تمر من أنحاء مدن ظفار إلا وتجد الإبل منتشرة على الجبال والشوارع والتي تقف لها السيارات احتراماً لها من أجل أن تمر.

وتعطي الإبل التي ترعى في جبال وهضاب ظفار منظراً طبيعياً مثيراً وثقته كاميرا الأناضول.

تتميز الهجن العمانية بألوانها فتختلف باختلاف المناطق، ففي محافظة ظفار ‏يكون لونها مائل للسواد، أما في شمال السلطنة فيغلب عليها اللون الأحمر والأشقر ‏والأصفر والأبيض.

ويحرص العمانيون على هذه ‏الحرفة بعد أن أصبحت تدر عليهم دخلاً عالياً، وترفع مستوى المعيشة لفئة مربي الإبل خاصة تربية إبل السباق، وتختلف أسعار إبل السباق بين 30 و100 ألف ريال عماني تقريبا (1ريال عماني يعادل 2.60 دولار).

وتشتهر السلطنة بوجود مجموعة من الإبل المميزة يطلق عليها "الأصائل" بناءً على ‏مواصفات وخصائص معينة ارتضتها القبائل العمانية، وتأتي في مقدمة الأصائل (سمحة وعرجة ‏وفرحة وبويصة وخميسة ومصيحة وشهبار).

** موروث حضاري ومصدر للرزق

مراسل الأناضول التقى سهيل أحمد سعيد قطن، وهو أحد مربي الإبل في ظفار، الذي تشتهر قبيلته بهذه المهنة.

وقال قطن إن "الإبل ثروة لكل أهل محافظة ظفار يعتمدوا عليها، وحملت البلد كله على عاتقها قبل الزحف العمراني والتطور الحديث، فهي موروث حضاري متواجد معنا منذ الأزل".

وأضاف: "الإبل لها دورها التاريخي والحضاري، فقد أدت مهام جليلة وقدمت خدمات جديرة بالاحترام فهي المركوب في الرخاء والشدة، ووسيلة النقل الأساسية في الصحاري والسهول والجبال، كما أنها رافد مهم من حيث وفرة اللحوم والألبان".

وتابع: "حالياً نستخدم الحليب ونبيع إذا كثرت الحاجة عندنا، ليستفيد أولادنا، فتربية الإبل تساهم في تخفيف العبء على الحكومة وتحارب البطالة".

وحول علاقته مع الإبل، يضيف أن "الإبل جزء من حياتنا نعيش معها، ونرى فيها هيبة المواطن العماني الذي يعيش مع الإبل وهو ثقل له ورأس ماله، فلا أحد يتخلى عن الإبل فهي تخلي عن الأهل والأجداد".

ولفت أن العديد من الهجن التي يملكها دخلت سباقات محلية وخليجية وفازت بجوائز عديدة.

** موسم "خطلة الإبل"

ومتحدثاً عن موسم رعاة الإبل في ظفار قال: "يشتهر عندنا في ظفار موسم خطيل الإبل الذي تتحرك فيه من السهول إلى الأودية في جبال المحافظة".

وقال إن موسم "خطلة الإبل" تسرح فيه النوق في العديد من الشعاب والأودية التي تتوفر فيها المراعي الخصبة والتغذية الجيدة حيث تنعدم المصروفات اليومية التي كانت تثقل كاهل مربي هذه الثروة الحيوانية.

وأوضح قطن "بعد مكوث الإبل في السهل ولمدة ثلاثة أشهر وهو موسم الخريف يقرر أصحاب الإبل الإعلان عن موسم الخطيل لتتجه نحو الوديان لما فيها من خصوبة المرعى وكثافة الأشجار وتنوعها".

لافتاً أنه في هذا الموسم "تتنقل الإبل برفقة الرعاة، وتنتقل في هذا الوادي الخصيب من مكان إلى آخر، ويسود فيه جو المتعة والترحال، وهو أشبه بالرِّحلات السياحية الخلوية داخل الطبيعة الخضراء".

ويضيف أنه "في هذا الموسم نترك صخب الحياة اليومية الاعتيادية، إلى نوع آخر من الحياة الهادئة في أحضان الطبيعة، بمنظر بديع وصور جمالية".

ويعتبر موسم الرعي الربيعي بمثابة استجمام وتنقية للنفس من ضغوطات الحياة حيث يأخذ بعض الموظفين خلال هذا الموسم إجازات ليستمتعوا بأجمال اللحظات التي تجمع بين الحياة البرية وأحضان الطبيعة.

وأضاف: "يتحرى سكان أرياف محافظة ظفار موسم الربيع (الصرب) حيث تكون المراعي متنوعة، وتنبت بها جميع الأشجار والأعشاب بعد موسم الخريف الماطر، وتكتسي فيها الجبال أجمل حلل الربيع".

** دعم حكومي للحفاظ على التراث

وفي إطار اهتمام الدولة للمحافظة ‏على التراث العماني والذي تلعب فيه الإبل دوراً بارزاً، فقد تم إنشاء المديرية العامة لشئون ‏الهجن التابعة لديوان البلاط السلطاني عام 1989.

وتنظم المديرية العامة للهجن ‏المشاركة في الاحتفالات الوطنية والمناسبات المختلفة، وإقامة سباقات الهجن وركض ‏العرضة (سباق) التقليدي.

وبحسب إحصائية لوزارة الزراعة والثروة السمكية يصل تعداد إبل التربية حسب تقديرات الوزارة في عام 2019 إلى حوالي 279 ألف رأس، كما يبلغ تعداد الإبل المخصصة للسباقات أكثر من 9 آلاف رأس.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın