ترامب يعد غزة بـ"مستقبل أفضل" وإسرائيل ترد عليه بـ"إبادة أوسع" (تقرير)
- ترامب صرح في أول أيام جولته الشرق أوسطية الثلاثاء بأن الفلسطينيين في قطاع غزة "يستحقون مستقبلا أفضل"

Gazze
غزة/ محمد ماجد/ الأناضول
- ترامب صرح في أول أيام جولته الشرق أوسطية الثلاثاء بأن الفلسطينيين في قطاع غزة "يستحقون مستقبلا أفضل"- إسرائيل صعدت هجماتها فجأة فقتلت خلال أول 3 أيام من جولة ترامب 260 فلسطينيا مقارنة بـ78 قتيلا في الأيام الثلاث السابقة لها
- منذ بداية جولته استهدفت إسرائيل مستشفيي ناصر و"الأوروبي" وأنذرت بإخلاء الفلسطينيين من مناطق واسعة بمدينة غزة بينها مستشفى الشفاء و4 مدارس تمهيدا لقصفها
في تحول ميداني لافت، ضاعفت إسرائيل خلال الأيام الثلاثة الماضية من وتيرة الإبادة الجماعية بقطاع غزة، بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالمنطقة.
وفي الأيام الثلاث الأولى من جولة ترامب منذ الثلاثاء، قتل الجيش الإسرائيلي نحو 260 فلسطينيا، مقارنة بـ78 قتيلا في الأيام الثلاث السابقة لها، وفق رصد مراسل الأناضول لبيانات وزارة الصحة.
وتظهر هذه القفزة تصعيدا ممنهجا في الإبادة، في ظل مصادقة المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) على توسيع حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وخلال الأيام الماضية، لوحت إسرائيل بتصعيد حرب الإبادة في غزة، من خلال حشد جنود احتياط لعملية جديدة أطلقت عليها اسم "عربات جدعون".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 173 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
** أيام دامية
ترامب استهل جولته بالسعودية، الثلاثاء، ثم زار قطر ووصل الخميس إلى الإمارات.
ومنذ بدء الجولة كثف الجيش الإسرائيلي ضرباته على مناطق سكنية ومرافق مدنية، بينها مستشفيان رئيسيان هما ناصر وغزة الأوروبي، وعيادة ومصلى التوبة في جباليا، ما أسفر عن قتلى وجرحى.
وفي أول أيام الجولة الثلاثاء، وجَّه الجيش إنذارات بإخلاء سبع مناطق شمال قطاع غزة، بينها أحياء مكتظة مثل جباليا، تل الزعتر، الشيخ زايد، والسلام.
ووصف متحدث الجيش أفيخاي أدرعي التحذير بأنه "الأخير قبل الهجوم".
وبالفعل، أعقب الإنذار قصف مباشر أوقع قتلى وجرحى، بينهم أطفال ونساء.
كما شهد اليوم ذاته قصفا استهدف مستشفيي "ناصر" و"غزة الأوروبي"، إضافة إلى منازل وخيام تؤوي نازحين، ما أدى إلى مقتل نحو 48 شخصا.
وفي اليوم الثاني الأربعاء، قتلت إسرائيل نحو 118 فلسطينيا جراء قصف استهدف منازل وتجمعات لمواطنين وخيام نازحين، وأنذرت بإخلاء أماكن سكنية، بينها 4 مدارس تؤوي نازحين ومشفى الشفاء بمدينة غزة.
ومنذ اليوم الثالث لجولة ترامب الخميس، قتل إسرائيل نحو 94 فلسطينيا جراء غارات طالت منازل وخياما لنازحين، إضافة إلى عيادة طبية ومصلى في مناطق متفرقة من القطاع المحاصر.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
** "مستقبل أفضل"!
وبينما تحدث ترامب في السعودية الثلاثاء عن "مستقبل أفضل" يستحقه الفلسطينيون في غزة، وسّعت إسرائيل نطاق القصف والإبادة والقتل.
وهو ما اعتُبر فلسطينيا "رسالة ميدانية مباشرة" من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإفشال أي مسار لتهدئة أو ضغوط دبلوماسية لوقف إطلاق النار.
والأربعاء، قالت حركة حماس: "في الوقت الذي يسعى فيه الوسطاء للوصول إلى وقفٍ لإطلاق النار وإنجاز صفقة تبادل، يُسارع الإرهابي نتنياهو، المسكون بنزعة الانتقام، إلى تصعيد العدوان والمجازر بحقّ المدنيين الأبرياء".
وشددت على أن هذا يمثل "مسعى لتقويض هذه الجهود، خدمة لأجندته السياسية".
ومرارا، أكدت حماس، استعدادها لبدء مفاوضات شاملة، لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح حماس، وهو ما ترفضه الحركة طالما استمر احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وتقول المعارضة وأهالي الأسرى إن نتنياهو مستمر في حرب الإبادة بغزة رضوخا للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الخاصة، ولاسيما البقاء في الحكم.
** غطاء للإبادة
مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، لفت في تصريح للأناضول، إلى أن "تزامن الارتفاع الكبير في أعداد الشهداء الذين قتلهم الاحتلال في غزة مع زيارة ترامب".
واعتبر الثوابتة، أن "هذا التزامن يؤكد مجددا أن هذه الزيارات ليست إلا غطاءً سياسيًا، وإشارة ضمنية لمزيد من التصعيد والعدوان والإبادة".
وأضاف: "في الوقت الذي يطلق فيه ترامب تصريحات دعائية زائفة عن مستقبل أفضل للفلسطينيين، ترتكب آلة الحرب الإسرائيلية، بقيادة حكومة الاحتلال، مجازر مروّعة بحق المدنيين".
الثوابتة، أردف أن "آلة الحرب توسّع نطاق الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد أبناء شعبنا، ما يكشف زيف هذه التصريحات ويفضح التواطؤ الأمريكي في تمكين العدوان سياسيا وعسكريا".
وتابع: "تصريحات ترامب، التي تُسوّق لمستقبل أفضل، تفقد كل معنى ومصداقية في ظل استمرار المجازر واستهداف العائلات وتدمير البنية التحتية وقتل الأطفال والنساء".
ورأى أنها "محاولات مكشوفة لتجميل وجه الاحتلال وتضليل الرأي العام".
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.