بوردور.. عاصمة الثقافة والطبيعة في قلب الأناضول (تقرير)
تتميز ببحيراتها الطبيعية وثقافتها المحلية وتراثها الشعبي الغني وموسيقاها الفريدة، ما جعلها وجهة يحرص السياح المحليون والأجانب على زيارتها باستمرار.. إنها ولاية بوردور الواقعة جنوب غربي تركيا.

Burdur
بوردور/ فاتح تورك يلماز/ الأناضول
- تجمع الولاية التركية بين سحر الطبيعة وعبق التراث- تتميز بوردور ببحيراتها وكهوفها وحدائقها وهضابها، فضلاً عن المدن والتلال الأثرية والقصور العثمانية
- تعد بحيرة "قره جه أورن" إحدى المحطات البارزة للزوار الراغبين في الاسترخاء وسط أحضان الطبيعة
تتميز ببحيراتها الطبيعية وثقافتها المحلية وتراثها الشعبي الغني وموسيقاها الفريدة، ما جعلها وجهة يحرص السياح المحليون والأجانب على زيارتها باستمرار.. إنها ولاية بوردور الواقعة جنوب غربي تركيا.
وتتمتع بوردور بموقع خاص يجمع بين جمال الطبيعة وعراقة التاريخ، إذ تضم بجانب بحيراتها وكهوفها وحدائقها وهضابها، العديد من المدن والتلال الأثرية، فضلاً عن الخانات والقصور العثمانية والجوامع التاريخية، لتقدم مزيجاً فريداً من القيم الطبيعية والثقافية.
وتعد بحيرة "قره جه أورن"، وهي بحيرة سد على نهر آقصو، إحدى المحطات البارزة للزوار الراغبين في الاسترخاء وسط أحضان الطبيعة في بوردور، إذ توفّر المرافق والمنتزهات للزوار فرصة مهمة للتنزه والرحلات العائلية.
أما كهف "إنصويو"، الذي يعتبر أول كهف في تركيا يُفتح أمام الزيارات السياحية، فيقدم تجربة استثنائية لزواره بمساره البالغ طوله نحو 600 متر، وعبر مناظره المدهشة من الهوابط والصواعد التي تشكلت عبر آلاف السنين.
- مدينة ساغالاسوس الأثرية
بوردور تحتضن أيضا مدينة ساغالاسوس الأثرية التي تقع في قضاء أغلاسون، وقد أُدرجت عام 2009 على القائمة المؤقتة للتراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، فيما يعود تاريخ تأسيسها إلى الحقبة الرومانية.
وتحتضن المدينة واحداً من أعلى المسارح الأثرية في العالم بقدرة استيعابية تصل إلى 9 آلاف شخص، كما تُعرض فيها أروع نماذج فن النحت في العصور القديمة.
ومن أبرز المعالم التي يمكن مشاهدتها في ساغالاسوس، نافورة أنطونينوس، والحمام الروماني، والمكتبة، والمساكن، والمعابد، إضافة إلى بناء "الهيرون" المخصص لتكريم الشخصيات البارزة في العصر الروماني.
- منتزه "ليسينيا" الطبيعي
وعلى ضفاف بحيرة بوردور، يقع منتزه ليسينيا الطبيعي، والذي يُعتبر من أول مراكز تأهيل الحياة البرية في تركيا، إلى جانب كونه مشروعاً بيئياً بارزاً يركز على الطبيعة.
ويُدار المشروع تحت إشراف الطبيب البيطري أوزتورك صاريجة، حيث يجري تنفيذ 9 مشاريع فرعية بمشاركة متطوعين، تتناول موضوعات متعددة مثل الزراعة العضوية، وحماية مصادر المياه.
في حديثه مع الأناضول، قال صاريجة، إنهم يعملون تحت اسم "ليسينيا دوغا" منذ عام 2005 على مشاريع متنوعة.
وتابع: "حققنا نجاحات في العديد من المشاريع، ونواصل خصوصاً مشاريعنا المتعلقة بالزراعة الجافة والنباتات الطبية العطرية".
وأكمل: "نسعى لإبراز أهمية الزراعة البعلية على المستويين الوطني والدولي، فمنطقة الأناضول تزخر بالنباتات الطبية والعطرية، ويجب أن يدرك الجميع هذه الحقيقة، فالزعتر، والميرمية، والورد، واللافندر يمكن زراعتها بطريقة بعلية، لتلبي قسمًا كبيرًا من السوق العالمية".
وأشار إلى أنه "من خلال هذه النباتات، نستطيع أن نمزج ما تحفظه ذاكرة أراضي الأناضول من معارف، لنقدمه للناس كمصدر للشفاء".
- متحف بوردور
ولعشاق التاريخ، يضم متحف بوردور أكثر من 66 ألف قطعة أثرية، تشمل مكتشفات من التلال الأثرية مثل "حاجيلار" و"قوروجاي" و"هويوجك".
كما يحتوي على مجموعة غنية من اللُقى والقطع الأثرية النادرة التي عُثر عليها في مدن قديمة بارزة بالمنطقة مثل بوبون وساغالاسوس وكوبيرا وكرمنا.
ويعود تأسيس المتحف إلى عام 1969، ونال في عام 2008 جائزة "متحف جدير بالزيارة" الممنوحة من منتدى المتاحف الأوروبية.
- بيت الثقافة
في بوردور أيضا هناك بيت الثقافة "محمد عاكف أرصوي" الذي يقع في قصر "جليك باشلار" التاريخي، حيث أقامه الشاعر مؤلف النشيد الوطني التركي محمد عاكف أرصوي خلال فترة عمله نائباً عن بوردور في البرلمان التركي.
ويُعد المبنى المؤلف من طابقين، والذي يرجع تاريخ بنائه إلى بدايات تأسيس الجمهورية التركية، مثالاً بارزاً للبيت التركي التقليدي البسيط المبني باستخدام الحجارة في طابقه الأول، والخشب في الطابق العلوي.
ويتيح المكان لزواره التعرف على حياة أرصوي وأعماله وفترة حرب الاستقلال، حيث يمكنهم الاستماع إلى قصائده عبر شاشات لمسية، كما يضم البيت عروضاً بتقنية الهولوغرام، ومكتبة خاصة بأعماله، ورسائل شخصية، ووثائق من البرلمان التركي، إلى جانب معروضات تاريخية أخرى.
- بحيرة صالدا
تتميز بحيرة صالدا برمالها البيضاء الناصعة ومياهها الفيروزية، وتُعد من أجمل الوجهات الطبيعية في تركيا وأكثرها جذباً للأنظار على مستوى العالم.
وتُعتبر البحيرة مكاناً مناسباً لممارسة أنشطة مثل مراقبة الطيور، كما أن احتواءها على المغنيسيوم والصودا والطين جعلها وجهة مفضلة أيضاً ضمن مجال السياحة العلاجية.
وعلى ضفافها يقع منتزه بحيرة صالدا الطبيعي، الذي يقدّم لزواره لحظات لا تُنسى عبر مركز للتعريف بالمنطقة، ومجموعة من المرافق السياحية مثل المطاعم والمساحات المخصصة للأنشطة الترفيهية والاستجمام.
- موقع كيبيرا الأثري
في عام 2016، تم إدراج موقع كيبيرا الأثري على القائمة المؤقتة للتراث العالمي لليونسكو، ويعرف الموقع كواحد من أبرز مدن حضارتي ليديا وروما.
ويضم الموقع الأثري مسرحًا يتسع لثلاثة آلاف شخص، ويُعد من أكبر المسارح من نوعه في العالم.
كما كشفت أعمال التنقيب المستمرة منذ عام 2006 عن معالم بارزة من بينها حمام، وبازيليكا، وقنوات مياه، ومقابر أثرية، ما يتيح للزوار فرصة تكوين نظرة شاملة عن الحياة التي سادت المدينة في الماضي.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.