تركيا, الدول العربية, التقارير

"العلاقات السودانية التركية في ضوء المتغيرات الدولية"(بحث أكاديمي)

جامعة "الزعيم الأزهري" (حكومية) أجازت مشروع بحث لنيل درجة الدكتوراه قدمه الكباشي البكري بعنوان "العلاقات السودانية التركية في ضوء المتغيرات الدولية من 2011 – 2018"

Adel Abdelrheem Humaida Elfadol  | 17.02.2018 - محدث : 17.02.2018
"العلاقات السودانية التركية في ضوء المتغيرات الدولية"(بحث أكاديمي)

Sudan

الخرطوم/ حسام بدوي/ الأناضول

دفع تطور العلاقات بين السودان وتركيا الباحث السوداني، الكباشي البكري الجيلي، إلى اختيار موضوع هذه العلاقات مشروعاً لبحثه التكميلي لنيل درجة الدكتوراه من جامعة "الزعيم الأزهري" (حكومية).

وأجازت الجامعة السودانية، مؤخراً، مشروع بحث ودراسة تكميلية لنيل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية قدمه الجيلي، بعنوان "العلاقات السودانية التركية في ضوء المتغيرات الدولية من 2011- 2018".

والجيلي حاصل على درجة الماجسيتر في الدراسات الاستراتيجية من جامعة "الزعيم الأزهري"، عام 2014.

** مجهود أكاديمي محايد

عن اختياره هذا الموضوع البحثي، قال الجيلي، في حديث للأناضول، إن "العلاقات بين البلدين آخذة في التطور بصورة واضحة، وذلك يعد محفزاً لأي باحث في مجال العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية لوضعها موضع الدراسة والبحث".

وأضاف: "يعد البحث الذي قدمته أول بحث أكاديمي يتناول زيارة الرئيس التركي، رجب طيب، أردوغان للبلاد، في ديسمبر/ كانون أول الماضي".

وفي أول زيارة لرئيس تركي منذ عام 1956، زار أردوغان السودان، لمدة ثلاثة أيام، برفقة وفد ضم حوالي 200 رجل أعمال، وتم خلال الزيارة توقيع 22 اتفاقا بين البلدين في مجالات مختلفة.

وأوضح الجيلي أن "البحث مكون من خمسة فصول تتناول مسار العلاقات بين البلدين بصورة تفصيلية، كما تحاول وضع رؤية استراتيجية وسياسية لمستقبل تلك العلاقة عبر مجهود أكاديمي مستقل ومحايد".

وأضاف الجيلي أن الفصل الأول من الدراسة يناقش "الخلفية التاريخية للوجود التركي في السودان منذ عام 1555، فيما يتطرق الفصل الثاني للعلاقات بين البلدين منذ استقلال السودان عام 1956 وحتى عام 2017".

وتابع أن هذا الفصل "يتعرض بشيء من"التفصيل للعلاقات في فترات الحكومات المختلفة، التي تعاقبت على الحكم في السودان، حتى عهد الرئيس الحالي، عمر البشير، الذي وصل إلى السلطة عبر انقلاب عسكري، عام 1989".

وأوضح أنه يفرد مساحة من الفصل الثاني "لكل فترة حكم، ودور رئيسها ووزرائها في الجانب السوداني في بناء العلاقات السياسية والتاريخية مع تركيا".

ويعد الفصل الثالث هو محور البحث، وفق الباحث، الذي أضاف أنه "يناقش السياسة الخارجية لدولتي السودان وتركيا في ظل المتغيرات الدولية بين عامي 2011 و2017".

وزاد بأن هذا الفضل يتناول "أحداث الربيع العربي، وحرب اليمن، والصراع العربي- الإسرائيلي، والخلاف الراهن بين دول الخليج".

وبدأت في 17 ديسمبر/ كانون أول 2010 ثورات شعبية أطاحت بالأنظمة الحاكمة في دول عربية، هي: تونس، مصر، ليبيا واليمن.

** تقارب حزبي

وفي جانب من دراسته يركز الباحث السوداني على ما قال إنه "تقارب فكري بين حزبي المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والعدالة والتنمية الحاكم في تركيا".

وأضاف الجيلي أن "تقارب الأفكار بين الحزبين أدى إلى تقارب في السياسة الدولية، ونجد ذلك في أمثلة حية، مثل تأيبد الرئيس البشير لمخرجات قمة إسطنبول الطارئة، التي عقدت في (13) ديسمبر/ كانون أول الماضي، ونادت بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين".

وجاءت هذه القمة ردا على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون أول الماضي، اعتبار القدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة باحتلال القدس الشرقية الفلسطينية، منذ عام 1967.

وأضاف أن الفصل الثالث من الدراسة "يناقش أيضاً المتغيرات التي طرأت عقب إعلان السعودية والإمارت والبحرين ومصر مقاطعتها لدولة قطر، حيث نجد تشابهاً في الموقف السوداني والتركي تجاه تلك الأزمة الخليجية".

وفي أسوأ أزمة خليجية، قطعت الدول الأربع، في 5 يونيو/ حزيران الماضي، علاقتها مع قطر، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية"، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

** زيارة أردوغان للسودان

وقال الباحث السوداني إن بحثه التكميلي لنيل درجة الدكتوراة هو البحث الأول الذي يتطرق إلى "زيارة الرئيس التركي للسودان، أواخر ديسمبر/ كانون أول الماضي".

وتابع أن "الدراسة تناقش مسألة أمن البحر الأحمر، عقب زيارة الرئيسين البشير وأردوغان لجزيرة سواكن (التاريخية السودانية)، وما أحدثته من نقاش على مستوى الرأي العام العالمي، وترتبت عليه بعض القرارات التي اتخذتها الخرطوم".

وخلال هذه الزيارة اتفق الرئيسان على قيام تركيا بإعادة إعمار سواكن، التي تضم آثارا يعود بعضها إلى الدولة العثمانية.

ورأت تقارير إعلامية عربية في تواجد تركيا في البحر الأحمر تهديدا للأمن القومي العربي، لكن الخرطوم نفت صحة ما ذهبت إليه هذه التقارير وانتقدتها بشدة.

وتابع الجيلي: "سأبحث المتغيرات السياسة الدولية في منطقة البحيرات والقرن الإفريقي (شرقي إفريقيا)، إلى جانب الوجود التركي التاريخي في جزيرة سواكن".

وسيضع الباحث في الفصل الرابع النتائج الذي سيتوصل إليها لرسم مستقبل للعلاقت السودانية- التركية، بينما سيقدم في الفصل الخامس والأخير رؤية استراتيجية للعلاقات بين البلدين، وفق خطته البحث التي أطلع عليها مراسل الأناضول.

** خدمة لصانع القرار

ويشرف على رسالة الجيلي البحثية لنيل درجة الدكتوراة أستاذة العلاقات الدولية، بهجة بشير.

وقالت المشرفة للأناضول إن "رسالة الباحث الكباشي البكري الجيلي مهمة لتسليطها الضوء على المتغيرات الدولية التي أدت إلى التقارب بين السودان وتركيا، وتبحث التوجه التركي نحو منطقتي القرن الإفريقي وغربي إفريقيا".

ومضت قائلة إن "الدراسة توضح من ناحية سياسية واستراتيجية احتياج البلدين إلى بعضهما البعض، إضافة إلى الدور التركي في إعادة التوازن الإقليمي في منطقة البحر الأحمر".

وشددت على أن هذه "الدراسة ستخدم كثيرا صانع القرار السياسي في البلدين، فهي مبنية على الحياد الأكاديمي".

وختمت الأكاديمية السودانية بأن هذه الدراسة "من الدراسات النادرة، كون غالبية رسائل الباحثين السودانين كانت تنحصر فقط في الجانب التاريخي للعلاقات بين البلدين، بخلاف بحث الكباشي، الذي يعد من البحوث السياسية والاستراتيجية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.