الدول العربية, التقارير, فلسطين

الضفة.. مقامات "كِفْل حارس" تحت تهديد الاستيطان (تقرير)

يتخوف سكان بلدة "كِفْل حارس" في محافظة سلفيت شمالي الضفة الغربية، من تحويل مقامات إسلامية تقع وسط بلدتهم إلى بؤر استيطانية.

21.09.2022 - محدث : 21.09.2022
الضفة.. مقامات "كِفْل حارس" تحت تهديد الاستيطان (تقرير)

Ramallah

سلفيت / قيس أبو سمرة/ الأناضول

- المقامات الإسلامية في البلدة تعود إلى العصر الأيوبي ومتشددون إسرائيليون يدّعون أنها "يهودية"
- تتعرض البلدة لاقتحامات من آلاف المستوطنين بحماية الجيش لأداء صلوات في المقامات
- صلاح: المقامات شيدت في العصر الأيوبي والادعاء الإسرائيلي بأنها يهودية باطل
- رئيس البلدية: مخاوف من تحويل المقامات إلى بؤر استيطانية

يتخوف سكان بلدة "كِفْل حارس" في محافظة سلفيت شمالي الضفة الغربية، من تحويل مقامات إسلامية تقع وسط بلدتهم إلى بؤر استيطانية.

ويقول السكان إن بلدتهم تتعرض لاقتحامات متكررة من قبل آلاف المستوطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي، بدعوى أداء طقوس دينية في مقامات تاريخية تعود إلى زمن صلاح الدين الأيوبي.

ويوجد في البلدة مقامات يوشع، وذو النون، وذو الكفل، ويدّعي المستوطنون الإسرائيليون أن المقامات "يهودية".

غير أن سكان البلدة ومؤرخون ينفون تلك الادعاءات، ويؤكدون أنها إسلامية وأقيمت فيها الصلوات حتى حقبة الستينيات من القرن الماضي.

وفي المقامات الثلاثة أضرحة يقول السكان إنها إسلامية وإن ذلك يبدو جليا من طريقة الدفن.

وحاليا، تعج جدران الأضرحة بعبارات عنصرية معادية للفلسطينيين، خطها المستوطنون باللغة العبرية، ومنها "الموت العرب".

** تزايد الاقتحامات

يُعبّر المؤرخ جميل صالح، ابن بلدة كِفْل حارس، عن مخاوفه الحقيقية من سيطرة إسرائيل ومستوطنيها على المقامات وتحويلها إلى بؤر استيطانية.

ويقول صالح (83 عاما) للأناضول: "منذ ثمانينات القرن الماضي، والبلدة تتعرض لاقتحامات المستوطنين، غير أنها تزايدت في الفترة الأخيرة، كمّا ونوعا".

وأشار إلى أن هذه الاقتحامات "مؤشر خطير، يرافقها دعوات استيطانية للسيطرة على المقامات بشكل كامل وتحويلها إلى كُنس يهودية".

ويقف صالح في ساحة مقام "يوشع"، ويقول مشيرا إلى جدار في المقام: "في ثمانينات القرن الماضي، سُرق من هنا حجر زيتي نقش عليه كتابة عربية".

وأضاف: "نُقش على الحجر سورة الفاتحة كإطار، ونُقش عليه نصٌ يفيد أن أحد قادة جيش صلاح الدين الأيوبي، حجّ ووهب حجته لصلاح الدين".

وأشار الباحث إلى أن الاعتقاد السائد هو أن الحجر موجود حاليا في المتحف الإسرائيلي بمدينة تل أبيب.

وينفي صالح أي حق لليهود في المقامات التي شيّدت وفق بناء معماري إسلامي، من قباب ومحاريب.

وتابع: "إسرائيل منذ احتلال فلسطين، تبحث عن أي دليل ملموس يثبت حقها الديني فيها، غير أنها فشلت".

وحول أسماء المقامات، قال صالح: "بلاد الشام عامة تعجُّ بالمقامات الدينية التي شيّدت زمن الدول الإسلامية، منها للتعبّد ومنها لدراسة الدين وتعليم الناس علومه، ويُطلق عليها بأسماء أنبياء، تيمنا بهم، ليس أكثر".

** محاولات للسيطرة على المقامات

ويحذر رئيس بلدية كِفْل حارس، أسامة صالح، من وجود محاولات إسرائيلية جادة للسيطرة على المقامات وبعض المنازل في البلدة، وتحويلها إلى بؤر استيطانية.

وقال رئيس البلدية للأناضول: "الاحتلال لا يوفر فرصة إلا ويستثمرها من أجل السيطرة على كل شيء فلسطيني، وفي كِفْل حارس يتذرع بالمقامات القديمة".

وأضاف: "في الأعياد اليهودية والمناسبات، يقتحم آلاف المستوطنين البلدة، تحت حماية وحراسة من الجيش الإسرائيلي وشرطته".

ولفت إلى أن المستوطنين "يعيثون فسادا في البلدة، يرشقون المنازل بالحجارة ويعتدون على المركبات، ويدمرون شواهد الأضرحة".

وفي شأن آخر، قال رئيس البلدية إن "بلدته تتعرض لاعتداءات عديدة، أبرزها التوسع الاستيطاني ووضع نقطة عسكرية على مدخلها وبوابة حديدية".

وعادة ما يقوم الجيش الإسرائيلي بإغلاق البلدة، ويمنع الدخول والخروج منها، ويفرض قيودا على حركة المزارعين.

ويتهم صالح السلطات الإسرائيلية بالعمل على "سرقة المزيد من أراضي البلدة، ومحاولة السيطرة على منازل داخلها بحجج واهية".

ويسكن كِفْل حارس التي تقع على جبل مطل على عدد من البلدات المجاورة، نحو 4500 نسمة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.