الرئاسيات الجزائرية.. المعارضة نحو توافق "الفرصة الأخيرة"؟ (تحليل)
المشاورات مع مرشحين وأحزاب من داخل وخارج التيار الإسلامي من أجل التوحد وراء مرشح توافقي ما زالت جارية
Algeria
الجزائر/ عبد الرزاق بن عبد الله / الأناضول
عقب إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ترشحه لولاية خامسة:
- "مقري" يوافق على مبادرة "جاب الله" لتقديم مرشح وحيد للمعارضة
- المشاورات مع مرشحين وأحزاب من داخل وخارج التيار الإسلامي من أجل التوحد وراء مرشح توافقي ما زالت جارية
- بعض أحزاب المعارضة اختارت تقديم مرشحين منفصلين لها
- البعض الآخر فضل مقاطعة انتخابات "لن تغير شيئا"
- "خيار الانسحاب من السباق يظل مطروحا في حال كان محسوما سلفا"
- ضيق الوقت عامل يمضي ضد المعارضة
- محلل جزائري يستبعد إمكانية التوافق
مشاورات أطلقتها المعارضة الجزائرية مؤخرا، بحثا عن توافق بين أقطابها حول مرشح موحد للانتخابات الرئاسيات المقبلة، في جولة يجزم مراقبون أنها ستكون "الفرصة الأخيرة" لدخول الاقتراع بحظوظ أوفر.
حظوظ تدرك المعارضة الجزائرية بمختلف أطيافها، أن تعزيزها يمر وجوبا عبر التوافق حول مرشح قادر على مواجهة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة، والذي أعلن رسميا ترشحه لانتخابات 18 أبريل / نيسان المقبلة.
والأحد، أعلن بوتفليقة ترشحه للاقتراع المقبل؛ تلبية "لمناشدات أنصاره" متعهدا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على إصلاحات عميقة حال فوزه.
** "مقري" أول الداعمين لمبادرة "جاب الله"
وقبل أيام، أطلقت "جبهة العدالة والتنمية" بقيادة المعارض الإسلامي عبد الله جاب الله، إطلاق مشاورات مع مرشحين وأحزاب من داخل وخارج التيار الإسلامي، من أجل التوحد وراء مرشح توافقي لدخول سباق الرئاسة المقبل.
وشرعت قيادة الحركة في إجراء اتصالات مع مختلف أقطاب المعارضة ومرشحين من أجل تجسيد مشروعها، في تحركات تبدو أشبه بسباق مع الزمن قبل موعد إغلاق باب تقديم الترشحات لمنصب الرئاسة، في 3 مارس/ آذار المقبل.
والإثنين، أعلنت حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر)، في بيان عقب اجتماع مكتبها التنفيذي، موافقتها المبدئية على مبادرة "جاب الله"، لتقديم المعارضة مرشحا وحيدا أمام الرئيس بوتفليقة، في السباق الرئاسي المقرر في 18 أبريل المقبل.
والأحد، التقى جاب الله، قيادة حركة "مجتمع السلم" لعرض مبادرته.
وكانت حركة "مجتمع السلم" أعلنت سابقا ترشيح رئيسها عبد الرزاق مقري، للسباق الرئاسي، وجددت الإثنين، في اجتماع مكتبها التنفيذي، "إصرارها على تنفيذ القرار بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية، والمنافسة الجادة على منصب رئاسة الجمهورية بجدارة واستحقاق".
لكن البيان أوضح أنه "في حالة الوصول إلى الاتفاق على مرشح واحد للمعارضة، ستعود قيادة الحركة إلى مجلس الشورى الوطني، للفصل في الموضوع قبل نهاية أجل إيداع ملفات الترشح" يوم 3 مارس المقبل.
** التوافق على مرشح وبرنامجه
في وقت بات فيه ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة مؤكدا، ووسط الدعم الذي يلقاه هذا الترشح من قبل الأحزاب الموالية له، بدا أن ما من فرصة أمام المعارضة سوى التوحد حول مرشح واحد، سعيا نحو خلق وزن سياسي قادر على توحيد أصوات الناخبين.
لكن، وقبل أقل من 3 أسابيع على إغلاق باب الترشح، لا تزال المعارضة مشتتة، غير قادرة على حسم أمر توحدها.
البعض من أحزابها اختار تقديم مرشحيها بشكل منفصل، وأخرى أعلنت مقاطعة اقتراع "لا توجد أي فرصة للتغيير من ورائه"، فيما تحاول أخرى الدفع بمشاورات حتى خارج عائلتها السياسية، بحثا عن توافق "اللحظات الأخيرة".
حزب "طلائع الحريات" أعلن ترشيح رئيسه علي بن فليس، والأخير هو رئيس حكومة سابق (2000 -2003)، ومرشح رئاسيات 2004 و2014.
كما أعلنت حركتا "مجتمع السلم"، و"البناء الوطني" الإسلاميتان، ترشح رئيسيهما على التوالي عبد الرزاق مقري، وعبد القادر بن قرينة، كما أعلن "حزب العمال" (يسار) نيته ترشيح أمينته العامة لويزة حنون، في هذا السباق، إضافة للجنرال المتقاعد علي غديري.
فيما أعلن حزبا "جبهة القوى الإشتراكية" (يسار)، و"التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" (علماني)، مقاطعة الانتخابات بدعوى "عدم وجود فرصة للتغيير".
والحزبان تقع معاقلهما الرئيسية في منطقة القبائل (موطن أمازيغ الجزائر شرق العاصمة).
** "إرادة رغم ضيق الوقت"
لخضر بن خلاف، رئيس مجلس شورى "جبهة العدالة والتنمية" (إسلامي)، قال معقبا عن سير المشاورات التي أطلقها: "أنهينا أسبوعا من الاتصالات الثنائية مع قادة المعارضة، وكل من التقينا بهم باركوا هذه المبادرة"، دون أن يذكر هوية هؤلاء "المباركين".
وأضاف بن خلاف، للأناضول، "خلال الأسبوع الثاني، سنعمل على عقد لقاءات جماعية بين أقطاب المعارضة حول نقطتين هامتين؛ الأولى تتعلق بهوية مرشح المعارضة التوافقي، والثانية ببرنامجه الانتخابي والبرنامج الذي سيطبقه في حال وصوله للحكم".
وحسب بن خلاف، فإن "أصحاب المبادرة يعتقدون أنه رغم ضيق الوقت لتحقيق التوافق، لكن هناك إرادة لتحقيق ذلك قبل موعد إغلاق أبواب الترشح في 3 مارس المقبل".
وعن قدرة مرشح المعارضة التوافقي على منافسة الرئيس بوتفليقة، تابع: "عندما تتعاون المعارضة وتقف وراء مرشح واحد، وتقوم بحراسة 60 ألف مكتب تصويت، فسيكون هناك حاجز أمام من يريدون التزوير".
ويوضح "البعض يقول أن السباق محسوم مع دخول رئيس الجمهورية السباق، لكن المعارضة ستقوم بمقاومة سياسية وتحرج المزورين".
وشدد بن خلاف، على أن "خيار الانسحاب من الانتخابات يظل مطروحا في حال رأت المعارضة أن السباق محسوم سلفا، أو أنه يجري في ظروف غير نزيهة".
** "تحالفات ممكنة وتوافق مستبعد"
توفيق بوقاعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر العاصمة، توقع فشل مساعي المعارضة من أجل التوافق حول مرشح مشترك.
وقال بوقاعدة، في حديث للأناضول: "أستبعد اتفاق كل أطياف المعارضة على مرشح واحد، لكن هناك احتمال حدوث تحالف بين العائلات السياسية (الإسلاميون وتيار الوسط)".
وتابع: "لا أعتقد أن المعارضة لها رؤية موحّدة للانتخابات الرئاسية، فرهانات كل طرف تختلف عن الآخر، وبعض أطراف المعارضة لها أدوار وظيفية في مساندة السلطة لإخراج الموعد الانتخابي بطريقة لائقة أمام المجتمع الدولي".
ولم يسبق للمعارضة الجزائرية أو أهم أقطابها أن دخلت سباق الرئاسة بمرشح واحد، وجرت العادة أن يدفع كل حزب بمرشحه أو يدعم مرشحين مستقلين.
عبد العالي رزاقي، أستاذ الإعلام بجامعة الجزائر، اعبتر أن "مساعي المعارضة لتقديم مرشح توافقي لم تكتمل حتى الآن".
ولفت رزاقي، في حديث للأناضول، إلى وجود حالة من "عدم وضوح للرؤية بالنسبة لأحزاب المعارضة".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.