أزمة وقود لبنان.. احتجاجات متواصلة وغضب من طوابير "الذل" (تقرير)
- محتجون أغلقوا طرقا تربط بين مدن رئيسية احتجاجا على أزمة الوقود - عبد الكريم إسبر: منذ 3 أيام أحاول الحصول على البنزين بلا نتيجة

Lebanon
بيروت/ وسيم سيف الدين/ الأناضول
- محتجون أغلقوا طرقا تربط بين مدن رئيسية احتجاجا على أزمة الوقود
- عزام المحمد: الوضع سيء للغاية ولا يطاق
- عبد الكريم إسبر: منذ 3 أيام أحاول الحصول على البنزين بلا نتيجة
- حسين أديد: لماذا يفعل المسؤولون بنا ذلك! فأنا أعاني من مرض الضغط
- الطفل جاد المصري: "نحن في عهد الذل، لا كهرباء ولا ماء"
تزداد معاناة اللبنانيين يوما بعد يوم جراء استمرار أزمة الوقود، خصوصا مع تزايد الطوابير أمام محطات البنزين والغاز، والانقطاع الطويل للتيار الكهربائي في فصل الصيف الحار، وسط احتجاجات شهدتها بعض المناطق شملت قطع طرق رئيسة.
وأغلق مواطنون غاضبون، الإثنين، طرقا عدة في لبنان واكتظت محطات الوقود بالسيارات عقب قرار رفع أسعار الوقود، بعد يومين من إعلان الحكومة والبنك المركزي، تخفيف دعم الوقود.
والسبت، وافقت الحكومة اللبنانية على تخفيض دعم استيراد الوقود، إلى سعر صرف 8000 ليرة للدولار بدلا من 3900 ليرة، ما أدى لقفزة في أسعار الوقود المباع في البلاد بأكثر من 66 بالمئة.
وأفاد مراسل الأناضول أن محتجين أغلقوا طرق عدة شمال وجنوب وشرق البلاد، بينها الطريق السريع الذي يربط بيروت بجنوب البلاد، والطريق الذي يربط بيروت بطرابلس (شمال).
كما اصطفت مئات السيارات منذ الصباح أمام المحطات تنتظر دورها لتعبئة بالوقود، فيما أقفلت عشرات المحطات أبوابها وامتنعت عن تسليم الوقود بانتظار الحصول على السعر الجديد من الشركات.
ويكاد لا يخلو يوم من حادثة إطلاق نار أمام محطة بنزين، تعمل بعدها قوة من الجيش والمخابرات على تطويق الإشكال والذي يتبين لاحقا أنه جراء عدم التمكن من تعبئة الوقود.
وقبل أسبوعين قتل الشاب غيث المصري، أمام محطة المحروقات التي تملكها العائلة في بلدة ببنين عكار (شمال)، إثر خلاف حول تعبئة البنزين، لتسفر الحادثة فيما بعد عن اشتباكات مسلحة داخل البلدة بين العائلات.
إشكالات كبيرة وتحطيم محطات تنقلت بين المناطق كان أعنفها ما شهدته إحدى محطات المحروقات في منطقة صور (جنوب)، حيث قامت مجموعة أشخاص بتكسير وتحطيم ماكينات تعبئة الوقود أمام الناس على خلفية رفض عامل المحطة التعبئة لهم لتجاوزهم الطابور.
وأمام محطة وقود مكتظة في طرابلس قال عزام المحمد (62 عاما) لمراسل الأناضول، إن "الأزمة واضحة حيث يقف المواطنون بذل في الطوابير لتعبئة البنزين والغاز".
ووصف المحمد الوضع "بالسيء للغاية ولا يطاق"، قائلا: "منذ 4 أيام أذهب وأعود محاولا الحصول على البنزين".
وحمّل مواطن اللبناني، المسؤولين "من رئيس البلاد ميشال عون إلى أصغر مسؤول في الدولة" المسؤولية عن معاناتهم، داعيا إياهم إلى "تجربة الوقوف في الطابور".
أما المواطن عبد الكريم إسبر (54 عاما)، فقال للأناضول: "منذ 3 أيام أحاول الحصول على البنزين بلا نتيجة".
وأضاف: "أنا هنا اليوم منذ الخامسة فجرا وحتى ظهر اليوم ولم تباشر المحطة بتعبئة البنزين".
فيما، قال حسين أديد (76 عاما): "منذ الرابعة فجرا وحتى قبل الظهر، وأنا أقف عند محطة الوقود، ولم أحصل على البنزين".
وتساءل أديد:" لماذا يفعل المسؤولون بنا ذلك! لا أعرف، خاصة أنني أعاني من مرض الضغط".
ويعاني لبنان من شح في الوقود الضروري لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، وفي المازوت المستخدم لتشغيل المولدات الخاصة، مع استنفاد احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان وتأخره في فتح اعتمادات للاستيراد.
وتراجعت تدريجيا خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التيار الكهربائي، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا في بعض المناطق.
ولم تعد المولدات الخاصة، على وقع شح الوقود، قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها بدورها إلى التقنين.
علما أن أسعار الكهرباء التي تتقاضاها الدولة لا تزال بالليرة اللبنانية ولم تتغير منذ سنوات طويلة، فيما يعتبر الهدر في مؤسسة كهرباء لبنان من أبرز أسباب العجز الحكومي.
وحول أزمة الكهرباء، قال الطفل جاد المصري (10 سنوات) للأناضول: "نجلس على ضوء الشمعة في الليل ونحن في عهد الذل، لا كهرباء ولا ماء".
وأضاف: "شاهدوا كيف تنام شقيقتي على الأرض من الحر، بسبب عدم تشغيل جهاز التبريد نتيجة الانقطاع الدائم للكهرباء".
وفي الوقت ذاته، بدأت البلاد تعاني من أزمة غاز، فضلا عن الاستمرار في نقص الأدوية ومواد أساسية مدعومة بالأسواق.
وأمام شركة الغاز في طرابلس (شمال)، يقف فواز نحيلي قائلا: "منذ يوم الجمعة الماضي ننتظر كي يمنّوا علينا بتشغيل المحطة لتعبئة الغاز بانتظار التسعيرة الجديدة للوقود التي تصدرها الدولة".
وتساءل: "كيف أطعم أطفالي الأربعة وأنا انتظر طوال النهار لتعبئة قارورة الغاز ولم أذهب إلى العمل".
وأضاف نحيلي (58 عاما) أن "وزارة الطاقة أصدرت التسعيرة، فلماذا لم يشرعوا بتعبئة الغاز ونحن منقطعون منه منذ 4 أيام".
وتابع: "نحن في وطننا نعيش بذل، أليس في قلب السياسيين رحمة (..) انظروا إلى هذه الطوابير التي لم تحصل في تاريخ لبنان".
والخميس، أفادت وسائل إعلام محلية بوفاة مواطن لبناني داخل سيارته أثناء طابور انتظار في إحدى محطات الوقود، إثر تعرضه لأزمة صحية جرى نقله على إثرها إلى إحدى المستشفيات.
ويحصل غالبية اللبنانيين على أجورهم بالعملة المحلية التي فقدت أكثر من 90 بالمئة من قيمتها أمام الدولار جراء انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن الماضي.
وقدّرت الأمم المتحدة الشهر الحالي أن 78 في المئة من السكان باتوا يعيشون تحت خط الفقر.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.