أبو عبيدة.. "صوت غزة" الذي ادعت إسرائيل اغتياله (بروفايل)
ولد في 1984 بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة

Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
- ولد في 1984 بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة- نشأ في أسرة فلسطينية محافظة وهو أب لعدد من الأبناء
- برز إعلاميا لأول مرة في أكتوبر 2004
- رئيس دائرة الإعلام العسكري في القسام
رغم أن اسمه الحقيقي وصورته ظلا طي الكتمان لعقدين من الزمان، إلا أن صوته فقط كان كفيلا في كل مرة يطل فيها على الشاشة بأن يؤرق إسرائيل الرسمية والشعبية، ولذا لم يكن مستغربا أن تضعه على رأس قائمة أهدافها.
هو "أبو عبيدة"، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الذى عرف بصوته الحاد وكوفيته الحمراء وعصبته الخضراء التي لا تفارقه في بياناته المصورة، التي لطالما انتظرها وتابعها الملايين عبر العالم.
أبوعبيدة، الذي ادعت إسرائيل اغتياله، لم يكن لقبه مجرد لقب إعلامي عابر، بل تحول خلال نحو 20 عاما مضت إلى أيقونة مرتبطة بانتصارات كتائب القسام، وانكسارات إسرائيل وجيشها بقطاع غزة.
لم تبالغ العديد من التقديرات بالذهاب إلى أنه خلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، كان لقب "أبوعبيدة" الأكثر انتشارا وتداولا ليس فقط على مواقع التواصل، ولكن في كافة أرجاء إسرائيل، كما في فلسطين والدول العربية والإسلامية.
ولما لا، وقد ارتبط مجرد الإعلان عن موعد لظهور الرجل بترقب واسع لمعلومات "شديدة المصداقية" تتعلق بخطوة مصيرية تخص الحرب وما يتعلق بها من هدنة أو تهدئة أو تبادل لأسرى أو ما يتعلق بتطور في حياة قادة القسام أو أسرى إسرائيل.
كل ما سبق جعل أبو عبيدة، الذي حاز عدة توصيفات منها "صوت غزة" و"صوت المقاومة"، من أكثر الشخصيات الغامضة والبارزة في نفس الوقت بالمشهد الفلسطيني، إذ ارتبط اسمه وظهوره النادر باللحظات المفصلية في المواجهات العسكرية مع إسرائيل.
على مدى نحو عقدين، تحول الرجل إلى الصوت الإعلامي الأبرز للمقاومة ووجهها الإعلامي وأحد أيقوناتها، في وقت تواصل فيه تل أبيب ادعاء استهدافه واغتياله في غزة.
والجمعة، كانت آخر تدوينة لأبو عبيدة على منصة "تلغرام"، متوعدا إسرائيل بدفع ثمن خطة احتلال مدينة غزة من "دماء جنودها"، مؤكدا أن الأسرى الإسرائيليين سيكونون في مناطق القتال مع عناصرها، وفي ظروف المخاطرة والمعيشة نفسها.
بينما كان آخر ظهور له في مقطع مصور بتاريخ 18 يوليو/ تموز الماضي، ومن أبرز تصريحاته فيه تأكيده أن الفصائل الفلسطينية جاهزة لخوض "معركة استنزاف طويلة" ضد إسرائيل.
**النشأة والتعليم
التحق أبو عبيدة، مبكرا بصفوف "حماس" وكتائبها العسكرية، مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، حيث برز دوره داخل القسام وتدرج في مهامها الميدانية والإعلامية.
ولد أبو عبيدة، عام 1984 في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ونشأ أيضا في المخيم وسط أسرة فلسطينية محافظة، وهو أب لعدد من الأبناء، وتلقى تعليمه في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
تابع دراسته العليا في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل على درجة الماجستير في تفسير القرآن الكريم.
**الظهور الأول
برز أبو عبيدة، إعلاميا لأول مرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2004، خلال معركة "أيام الغضب" التي استمرت 17 يوما، إذ عقد أول مؤتمر صحفي لكتائب القسام أعلن فيه عن سير المواجهات ضد الاجتياح الإسرائيلي شمالي القطاع.
ومنذ ذلك التاريخ، أصبح الواجهة الإعلامية للقسام، وارتبط اسمه بإعلاناتها عن العمليات العسكرية والتصدي للتوغلات الإسرائيلية.
**الدور الإعلامي
بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005، تولى أبو عبيدة، رسميا منصب الناطق الإعلامي لكتائب القسام.
وبصفته رئيس دائرة الإعلام العسكري في القسام، أشرف على أقسام عدة، منها التوثيق والتصوير، والعمليات النفسية، وإدارة المنصات الإعلامية، وإصدار البيانات المرئية والمكتوبة.
ورغم مكانته البارزة، فقد عرف بندرة ظهوره الإعلامي، إذ كان يعيش في ظروف أمنية مشددة ويتجنب الاحتكاك المباشر بالناس، لتفادي استهدافه من قبل إسرائيل.
**في واجهة الحروب
ارتبط ظهوره في الحروب المتتالية على غزة بالرسائل الميدانية من قلب المعركة، وغالبا ما كان الإعلان عن خطاب مرتقب له يسبق الكشف عن إنجاز عسكري للقسام.
من أبرز إعلاناته:
ـ 2006: إعلان أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
ـ 2014: إعلان أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون خلال معركة حي التفاح شرقي مدينة غزة.
ـ ظهر في جولات القتال الأخيرة وهو يستعرض نماذج من الأسلحة المصنعة محليا وبقايا آليات إسرائيلية مدمرة.
**العقوبات الأمريكية
في 2024، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أبو عبيدة، بصفته المتحدث باسم القسام، معتبرة نشاطه جزءا من ما وصفته بـ"دعم الإرهاب"، فيما اعتبر الفلسطينيون تلك العقوبات "ملاحقة سياسية" تضاف إلى الملاحقات الإسرائيلية.
**الإرث الرمزي
على مدار نحو عقدين، شكل أبو عبيدة، "صوت القسام" في الساحة الإعلامية، وأصبح ظهوره مقترنا بالتهديدات والوعود بالرد، ما جعل شخصيته هدفا دائما للتحريض الإسرائيلي، ومحورا رئيسيا في حرب الرواية بين إسرائيل وكتائب القسام.
ومع إعلان إسرائيل، الأحد، ادعاءها "اغتياله"، لم تعلن كتائب القسام وحركة "حماس" مصيره، في ظل استمرار حرب الإبادة التي ترتكبها تل أبيب على غزة.
**الروايات الإسرائيلية المزعومة
والأحد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه "تم القضاء" على أبو عبيدة.
وأفاد كاتس، في تدوينة عبر حسابه على منصة شركة "إكس" الأمريكية، أن "الناطق باسم إرهاب حماس، أبو عبيدة، تم القضاء عليه في غزة"، بحسب ادعائه.
كما ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش استهدف أبو عبيدة، في عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام (الشاباك).
وقال نتنياهو: "في عملية مشتركة استهدف الشاباك (جهاز الأمن العام) والجيش الناطق باسم حماس أبو عبيدة".
بدورها، قالت القناة 12 العبرية (خاصة) في وقت سابق الأحد: "لدى إسرائيل مؤشرات تُفيد بأن أبو عبيدة تمت تصفيته بالفعل، لكن في هذه المرحلة لا يوجد تأكيد نهائي".
بينما ادعت القناة 14 العبرية (خاصة) أنه "تم في إسرائيل تأكيد تصفية أبو عبيدة نهائيا خلال غارة لقواتنا في قطاع غزة".
وذكرت أن أبو عبيدة، كان داخل مبنى قرب مخبز في حي الرمال بمدينة غزة لحظة استهدافه.
والسبت، قالت قناة "كان" العبرية الرسمية إن "الجيش الإسرائيلي حاول اغتيال أبو عبيدة في غارة على منطقة غزة".
وعلى مدار أشهر الإبادة الإسرائيلية في غزة، ظهر أبو عبيدة، بين الفينة والأخرى بالصوت والصورة الملثمة، وأحيانا من خلال تسجيلات صوتية أو بيانات، متحدثا عن "عمليات نوعية" ينفذها مقاتلو "حماس" ضد الجيش الإسرائيلي.
وتوعد أبو عبيدة، أكثر من مرة القوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع بمزيد من الخسائر جراء مواصلتها الإبادة، ويعرف عنه أنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة، ويتميز باللثام الذي يغطي معظم ملامح وجهه.
ورغم الأحاديث الإسرائيلية عن اغتيال أبوعبيدة، إلا أن حماس أو كتائب القسام، لم يصدر عنهما حتى الساعة 16.40 تغ من الأحد، ما يؤكد أو ينفي تلك الأحاديث، التي لا يمكن التسليم بها، لا سيما أنها تكررت أكثر من مرة قبل ذلك عن نفس الشخص، ولم تثبت صحتها.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 63 ألفا و459 قتيلا، و160 ألفا و256 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 339 فلسطينيا بينهم 124 طفلا، حتى الأحد.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.