أبو جياب: حرب غزة دمرت موسم الأضاحي وإقبال شبه معدوم (مقابلة)
الخبير الاقتصادي الفلسطيني محمد أبو جياب في مقابلة مع الأناضول: التدمير الإسرائيلي الممنهج لمزارع الأبقار والمواشي أدى إلى ضياع الموسم

Gazze
غزة / حسني نديم / الأناضول
** الخبير الاقتصادي الفلسطيني محمد أبو جياب في مقابلة مع الأناضول:- التدمير الإسرائيلي الممنهج لمزارع الأبقار والمواشي أدى إلى ضياع الموسم
- سوق الأضاحي متوقفة بشكل شبه كامل والمخصص للذبح يبلغ نحو ألفي رأس فقط
- استنزاف المواشي التي كانت متوفرة منذ بدء الحرب أثر سلبا على سوق الأضاحي
- أسعار اللحوم شهدت ارتفاعا غير مسبوقا خلال الحرب ما يؤثر على شراء الأضاحي
قال الخبير الاقتصادي محمد أبو جياب، إن الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة والاستهداف المتعمد للقطاعين الزراعي والحيواني، أجهزا على موسم الأضاحي وقضيا على بهجة العيد المرتقب الأحد.
وأضاف الخبير الفلسطيني في مقابلة مع الأناضول أن "سوق الأضاحي في قطاع غزة متوقفة بشكل شبه كامل جراء الحرب الإسرائيلية والتدمير الممنهج للقطاعين الزراعي والحيواني".
وأوضح أنّ تدمير إسرائيل لمزارع الأبقار والمواشي وقتلها عبر عمليات القصف والتجريف ومنع الاستيراد، أدى إلى ضياع الموسم وتدميره.
وأدت الحرب إلى حالة استنزاف المجتمع الغزّي لكميات المواشي والعجول والماعز التي كانت موجودة في القطاع خلال الأشهر الثمانية الماضية، ما أثر سلبا على سوق الأضاحي.
ويتوقع أبو جياب ألا يتجاوز إقبال الفلسطينيين بغزة على شراء الأضاحي للموسم الحالي نسبة 5 بالمئة من المعدل السنوي العام، مرجعا ذلك لندرة الأضاحي وارتفاع أسعارها وغياب السيولة النقدية والظروف الاقتصادية الصعبة.
وفاقم استمرار الحرب الإسرائيلية لشهرها التاسع من تدهور الأزمة الاقتصادية في غزة الناجمة عن تدمير القطاع الاقتصادي والصناعي، وإغلاق المعابر وتشديد الحصار المفروض منذ 18 عاما، وفقدان العاملين لوظائفهم.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 122 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
الكميات والأسعار
يقول الخبير إن "الثروة الحيوانية التي كانت متوفرة في قطاع غزة قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية بلغت نحو 40 ألف رأس من المواشي".
ويستدرك: "لكن مع عمليات الاستنزاف بالذبح واستهلاك المواطنين والمؤسسات الخيرية لهذه المواشي، انخفض العدد ليصل إلى 2000 رأس من الأبقار والأغنام المخصصة للذبح فقط".
وأشار إلى أن المعدل الطبيعي لتوفر الأضاحي في كل موسم مع حلول عيد الأضحى كان يبلغ نحو 16 ألف رأس من الماعز والعجول، وأما "ما يتوفر الآن من الأضاحي هي أعداد نادرة وشحيحة".
وفيما يتعلق بالأسعار، قال أبو جياب: "الأسعار شهدت ارتفاعا غير مسبوق ووصلت إلى مستويات قياسية، حيث بلغ سعر الكيلو غرام الواحد من الأغنام والماعز أكثر من 18 دينارا أردنيا (25.5 دولارا)، في حين كان يبلغ قبل الحرب 5 دنانير أردني (7 دولارات) فقط".
وأضاف: "سعر الكيلو غرام من العجول والأبقار ارتفع من 3.4 دنانير (4.8 دولارات) قبل الحرب، إلى 19.1 ديناراً (27 دولارا) بعد الحرب".
وأرجع ارتفاع الأسعار إلى "شح توفر الماعز والأغنام وانعدام شبه كامل لوجود الأبقار والعجول في قطاع غزة، فضلا عن المنع الإسرائيلي للاستيراد".
وقال تجار مواش في مقابلات سابقة للأناضول، إن "الأضاحي غير متوفرة في قطاع غزة لهذا الموسم بسبب إغلاق المعابر منذ 7 أكتوبر".
وأضافوا إن أسرائيل "دمرت مزارع المواشي وقتلت ما فيها منذ بدء الحرب، فيما استنزف الفلسطينيون ما تبقى منها".
الإقبال على شراء الأضاحي
وحول إقبال الفلسطينيين بغزة على شراء الأضاحي، توقع أبو جياب ألا تتجاوز نسبة الإقبال للموسم الحالي 5 بالمئة من المعدل السنوي.
معللا ذلك بـ "ندرة الأضاحي والارتفاع الجنوني في الأسعار وغياب السيولة النقدية والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون".
وزاد: "ظروف الحرب الحالية أضاعت الموسم على المزارعين والمواطنين الذين اعتادوا على تأدية هذه الشعيرة الدينية".
ومع استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية فقد مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة وظائفهم ومصدر رزقهم ما فاقم من الأزمة الاقتصادية.
والأسبوع الماضي، قال المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبرت هونغبو، خلال أعمال الدورة 112 لمؤتمر العمل الدولي، إن نحو 200 ألف وظيفة فقدت في غزة منذ أكتوبر إثر الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأشار أبو جياب إلى أن غالبية الأضاحي التي من الممكن أن تُذبح خلال العيد سيتم دفع ثمنها من خلال "تبرعات من أشخاص يقيمون خارج القطاع أو مؤسسات خيرية".
وبالعادة، تنشط أعمال الجمعيات الخيرية خلال موسم العيد حيث تعكف على شراء الأضاحي لتوزيع لحومها على العائلات الفقيرة بالقطاع.
وفي يوليو/ تموز 2023 قبل اندلاع الحرب الإسرائيلية، أصدرت وزارة الزراعة بقطاع غزة بيانا قالت فيه إن كميات الأضاحي التي تم ذبحها في موسم عام 2023 بلغت نحو 17 ألف رأس من العجول، و24 ألف رأس من الأغنام.
وبحسب البيان آنذاك، فقد بلغ عدد الأسر المضحيّة حوالي 130 ألف أسرة بنسبة 28 بالمئة من إجمالي عدد السكان.