مصر: نتنياهو يعرقل ثاني مراحل اتفاق غزة ويحاول إشعال المنطقة
رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية قال إن الشواهد تؤكد أن واشنطن حسمت موقفها من بدء المرحلة الثانية مطلع يناير..
Al Qahirah
القاهرة / الأناضول
اتهمت مصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسعيه لعرقلة تطبيق المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بقطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وبمحاولته إشعال المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس الهيئة العامة للاستعلامات التابعة للرئاسة المصرية ضياء رشوان، لقناة "القاهرة الإخبارية" في وقت متأخر من مساء الخميس.
وقال رشوان إن "نتنياهو يسعى بكل السبل لتجنب الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، عبر تحويل بوصلة الاهتمام الأمريكي إلى ملفات إقليمية أخرى، وفي مقدمتها إيران وسوريا ولبنان".
وأوضح أن "نتنياهو يحاول إشعال المنطقة بعيدًا عن غزة، مستفيدًا من توتر العلاقات الأمريكية الإيرانية، على أمل دفع واشنطن إلى مواجهة مع طهران، بما قد يعيد إشعال غزة ويُفشل المرحلة الثانية من الاتفاق".
وأكد رئيس الهيئة بأن نتنياهو "يناور لعرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة"، واستدرك قائلا: "هناك فيتو أمريكي واضح على عدم تجدد الاشتباكات في غزة"، وفق القناة.
وأردف بالقول إن "جميع الشواهد تؤكد أن الإدارة الأمريكية حسمت موقفها من بدء المرحلة الثانية مطلع يناير (كانون الثاني) المقبل".
ورأى أن "استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي في 29 ديسمبر (كانون الأول) الجاري يرجح أن يكون إشارة الانطلاق الفعلية للمرحلة الثانية دون لبس".
واعتبر رشوان أن "ترامب رجل عملي ويريد استكمال ما يراه حلًا تاريخيًا، وأن الوثيقة الوحيدة التي حملت اسمه في السياسة الخارجية خلال العام كانت خطة وقف إطلاق النار في غزة، ما يعكس مركزية الملف لديه".
** عراقيل
وفيما يخص العقبات المتوقعة أمام المضي قدما باتفاق غزة، قال رشوان إن "نتنياهو يحاول إعادة صياغة المرحلة الثانية وحصرها في مطلب نزع سلاح المقاومة، وهو ما لا ينص عليه الاتفاق، وتدركه الولايات المتحدة جيدا".
وأشار إلى "مساع إسرائيلية لإقحام قوة حفظ الاستقرار في أدوار لا تتعلق بتكليفها، مثل نزع السلاح، وهو أمر لن توافق عليه الدول المشاركة".
وأكد رشوان أن "محاولات نتنياهو قد تؤدي إلى تأجيل أو إبطاء التنفيذ، لكنها لن تنجح في إيقاف المرحلة الثانية، في ظل إصرار أمريكي ومعرفة مسبقة بتفاصيل الاتفاق وحدوده".
وحول مساعي تل أبيب تهجير الفلسطينيين من غزة أضاف أنه "كان وسيظل يراود فئات كثيرة من النخبة والمجتمع الإسرائيلي، خاصة الأكثر تطرفًا والأكثر يمينية".
واستطرد رشوان: "لكن على المستوى الحالي كان الاعتماد الرئيسي لإسرائيل على أن ترامب لم يكن يعلم شيئا عن المنطقة عندما تحدث عن التهجير وإنشاء ريفييرا (قبل أشهر)".
وأضاف: "لكن بعد الاتصالات التي تمّت، خاصة مع الدول الوسيطة، أبرزها مصر مع ترامب والدول الثمانية، فهم الرئيس الأمريكي معنى التهجير، وبالتالي وضع في خطته أنه لا يجبر أحدا على مغادرة غزة، ومن يغادرها طوعًا له حق العودة".
والخميس، قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إن لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقب في 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيختتم ببيان عن التقدم المحرز نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وأضافت الصحيفة أن "جدول أعمال اجتماع نتنياهو وترامب المقرر عقده (في فلوريدا)، الاثنين، سيركز على قضيتين رئيسيتين، وستُناقش إحداهما خطوات إنهاء الحرب في غزة، فيما ستناقش الأخرى المسألة الإيرانية خلف الأبواب المغلقة".
وتوصلت إسرائيل و"حماس" في 9 أكتوبر الماضي إلى اتفاق من مرحلتين لوقف إطلاق النار بغزة، بوساطة مصر وقطر وتركيا، بالاستناد إلى خطة من 20 نقطة طرحها ترامب لإنهاء الحرب.
وفي اليوم التالي، دخلت المرحلة الأولى حيز التنفيذ لكن إسرائيل خرقت الاتفاق مئات المرات ولم تلتزم بكامل بنوده سيما المتعلقة بالجانب الإنساني وإدخال المساعدات، رغم التزام حماس الكامل، ما أدى لمقتل أكثر من 400 فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة.
كما تماطل إسرائيل في الانتقال للمرحلة الثانية متذرعة ببقاء رفات أحد جنودها في الأسر بغزة، رغم أن الفصائل الفلسطينية تواصل البحث عنه وسط الدمار الهائل الذي خلفته الإبادة الإسرائيلية.
وتشمل المرحلة الثانية "تشكيل لجنة تكنوقراط مؤقتة لإدارة القطاع، وملف الإعمار، وتشكيل مجلس السلام، وإنشاء قوة دولية، وانسحاب إضافي للجيش الإسرائيلي من القطاع، إضافة لنزع سلاح حماس".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
