الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

مسؤول فلسطيني: "حرب الإبادة" تستهدف قطاع غزة بأكمله (مقابلة)

نائب وزير الخارجية الفلسطيني أحمد الديك، للأناضول: هناك مؤشرات على وجود رغبة إسرائيلية بتوسيع المناطق التي تحتلها في غزة إلى المناطق الجنوبية

Hişam Sabanlıoğlu  | 19.11.2023 - محدث : 19.11.2023
مسؤول فلسطيني: "حرب الإبادة" تستهدف قطاع غزة بأكمله (مقابلة)

Quds

رام الله/ مجاهد أيدمير/ الأناضول

** نائب وزير الخارجية الفلسطيني أحمد الديك، للأناضول:
- هناك مؤشرات على وجود رغبة إسرائيلية بتوسيع المناطق التي تحتلها في غزة إلى المناطق الجنوبية
- نفذت إسرائيل عمليات قصف وحشية استهدفت خان يونس ودير البلح ووسط وجنوب غزة
- الحرب في غزة "وحشية وبربرية ومجنونة تستهدف المدنيين الفلسطينيين"
- سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول بطريقة أو بأخرى إجلاء السكان الفلسطينيين من قطاع غزة

اتهم نائب وزير الخارجية الفلسطيني أحمد الديك، إسرائيل بالسعي إلى توسيع رقعة المناطق التي تحتلها في شمال غزة إلى مناطق جنوبي القطاع.

وقال الديك في حديث مع مراسل الأناضول، إن هناك مؤشرات ظهرت في الأيام الأخيرة على وجود رغبة إسرائيلية بتوسيع المناطق التي تحتلها في غزة إلى المناطق الجنوبية.

واعتبر الديك أن هذا التطور قد يؤدي إلى كارثة أكبر للمدنيين النازحين في غزة، مؤكدا أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول بطريقة أو بأخرى إجلاء السكان الفلسطينيين من قطاع غزة".

وذكر الديك أن "العدوان وحرب الإبادة" التي تشنها إسرائيل على غزة لم تقتصر منذ البداية على شمال القطاع بل استهدفت كافة المناطق.

وأشار إلى أن القصف في الأيام الماضية تركز على مدن ومناطق جنوب قطاع غزة.

وأضاف: "في الوقت الذي طلبت فيه قوات الاحتلال أن يتجه النازحون جنوبا، قامت بقصف هؤلاء النازحين في الجنوب. لقد نفذت عمليات قصف وحشية استهدفت من خلالها خان يونس ودير البلح ووسط وجنوب غزة".

ومنذ 43 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت مقتل أكثر من 12 ألفا و300 فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء السبت.

**مؤشرات التوسع

وأوضح نائب وزير الخارجية الفلسطيني للأناضول، أن أبرز مؤشرات رغبة إسرائيل في التوسع جنوب قطاع غزة، كان طلب الجيش من سكان المنطقة الشرقية في خان يونس إخلاء منازلهم، محذرا من توسيع الهجمات البرية باتجاه وسط وجنوب القطاع.

وأشار المسؤول الفلسطيني إلى أن الجيش الإسرائيلي حاول في وقت سابق اجتياح أطراف مدينتي رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة.

وتابع: "حذرنا من أن توسع هذه الهجمات نحو الوسط والجنوب سيعني المزيد من جرائم الحرب والمجازر، وأن استمرار دولة الاحتلال في محاولة احتلال قطاع غزة بأكمله سيعني استكمال جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. لقد حذرنا المجتمع الدولي من هذه القضية وطالبنا مجلس الأمن الدولي بشكل خاص بتحمل مسؤوليته لوقف هذه الحرب".

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يواصل الجيش الإسرائيلي مطالبة سكان شمال القطاع بالنزوح باتجاه الجنوب، وهو ما يتضح يوميا بأنه مجرد ادعاءات تتناقض مع مشاهد الموت والدمار التي تلاحق النازحين أينما توجهوا.

**تغيير التركيبة الديمغرافية

وفي تعليقه على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن "إسرائيل ليس لديها أي خطط لإعادة إنشاء مستوطنات يهودية في غزة"، قال الديك إن السلطة الفلسطينية تنظر إلى ما يفعله المسؤولون الإسرائيليون على الأرض، وليس إلى التصريحات.

وأضاف: "إننا نحكم على ما تفعله الطائرات الحربية والدبابات وكل الأسلحة المحرمة دوليا التي تستخدمها إسرائيل ضد المواطنين الفلسطينيين جوا وبحرا وبرا. ما نراه هو أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحاول بطريقة أو بأخرى إجلاء السكان الفلسطينيين من قطاع غزة".

وتابع: "في مثل هذه الظروف التي يستشهد فيها المواطنون الفلسطينيون تحت القصف، تريد سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) التخلص منهم جميع السكان الذين يتمكنون من مغادرة قطاع غزة وضمان عدم عودتهم إلى القطاع بطريقة أو بأخرى.

ووصف الحرب في غزة بأنها "وحشية وبربرية ومجنونة تستهدف المدنيين الفلسطينيين". معتبرا أن "دولة الاحتلال (إسرائيل) تحاول القضاء على العامل الديمغرافي والكثافة السكانية التي خلقها الفلسطينيون في قطاع غزة من خلال شل كافة أشكال الحياة المدنية في القطاع وجعله غير صالح للحياة البشرية".

**هدف استراتيجي لنتنياهو

وأوضح نائب وزير الخارجية الفلسطيني أن الحكومة الإسرائيلية ومجلس الوزراء الحربي (حكومة الطوارئ) يختلقان القصص والحملات المضللة كل يوم لصرف الانتباه عن حقائق ما يحدث في قطاع غزة.

وقال للأناضول: بالطبع فإن حقيقة وطبيعة الأهداف التي يحاول نتنياهو تحقيقها نتيجة هذه الحرب المدمرة التي طالت كل مناحي حياة المواطنين الفلسطينيين، هي كما ترون التدمير الشامل لكل ما يتعلق بالمدنيين، بما في ذلك المستشفيات وجميع المؤسسات الخدمية.

وهذا هو البعد الاستراتيجي الذي تحاول سلطات الاحتلال تحقيقه. لذا فهم ليسوا في عجلة من أمرهم، فهم يحاولون تضليل الرأي العام العالمي من أجل كسب المزيد من الوقت لاستكمال هذه الإبادة الجماعية ضد المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة.

**إسرائيل تفسر "حق الدفاع عن النفس" كما تشاء

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، تضع حدودا للهجمات الإسرائيلية، قال الديك: إننا ندين بشدة كل الدول التي تمنح الضوء الأخضر لدولة الاحتلال (إسرائيل) بحجة حق الدفاع عن النفس، دون وضع حدود للرد.

وأوضح أن "الحكومة الإسرائيلية تفسر هذه الحجة وفق ما تشاء وبحسب فهمها. صحيح أننا نطالب بحماية المدنيين وضرورة تلبية جميع الاحتياجات الإنسانية الأساسية للمدنيين والمواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة بشكل مستدام، ولكن بالنسبة لنا فإن المطلب الرئيسي هو دائما وقف هذه الحرب الوحشية ضد غزة".

وحذر الديك "المجتمع الدولي من تطبيع استمرار هذه الحرب تحت شعارات بذل الجهود لفتح ممرات إنسانية وإرسال المساعدات الإنسانية، وإدخال هذه الكمية من الغذاء، وهذه الكمية من الوقود".

وأكد الديك أن السلطة الفلسطينية تتوقع من مجلس الأمن الدولي وخاصة "الدول التي تقف إلى جانب إسرائيل بدون قيد أو شرط"، ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل من أجل وقف الهجمات على غزة ووقف هذه الحرب المجنونة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تقطع إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، وهم نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون بالأساس من أوضاع متدهورة للغاية، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

وكان رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي قد أشار في تصريحات صحفية إلى أن عملية الاحتلال التي لا تزال مستمرة في شمال قطاع غزة ستمتد إلى جنوب القطاع.

وقال هاليفي: "نحن نقترب من تفكيك المنظومة العسكرية في شمال قطاع غزة. وبقدر ما يعنينا الأمر، سوف نستمر في مناطق أخرى".


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.