
Quds
القدس / الأناضول
اعتبر محلل عسكري إسرائيلي، الجمعة، أن المشروع النووي الإيراني "لم يُدمّر تماما"، رغم "الأضرار المادية البالغة" التي تدعي تل أبيب إلحاقها بالمنشآت النووية خلال عدوانها على طهران.
وكتب المحلل بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "عمليا، فإن ثقة إسرائيل بالنتائج تتعلق ببعض المواقع التي قُصفت، ولكن ليس جميعها"، في إشارة إلى إعلانات إسرائيل عن الهجمات على إيران.
وتابع: "يأتي تفاؤل إسرائيل بالنتائج انطلاقا من تقديرات الأضرار التراكمية التي لا تقتصر على المواقع وأجهزة الطرد المركزي، بل تشمل أيضًا اغتيال كبار العلماء الذين كانوا يعملون في المشروع النووي".
واستطرد هارئيل: "بالنسبة للقصف الأمريكي لمنشأة فوردو الإيرانية الخاصة بتخصيب اليورانيوم، فلا تتوفر معلومات كافية حتى الآن".
وشدد: "لا شك أن الأضرار المادية التي لحقت بجميع المواقع النووية الإيرانية بالغة، ولكن من الواضح أيضًا أن المشروع لم يُدمّر تمامًا"، وفق تعبيره.
وأوضح: "أولا، هناك حاجة لمزيد من المعلومات لإجراء تحليل دقيق، وثانيًا، هناك قضايا أكثر ليونة تتعلق بالمزاج المحيط بالمرشد الإيراني علي خامنئي".
وأضاف: "لا تعرف إسرائيل والولايات المتحدة بشكل قاطع ما حدث لـ 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 بالمئة، كما يصعب عليهما تقييم ما إذا كان فشل الحرب سيدفع خامنئي لإصدار أوامره للعلماء والجنرالات بتجاوز الخط الأحمر الأخير، وإجراء تجربة في منشأة نووية بدائية".
واستطرد هارئيل: "لا تزال هناك سيناريوهات إشكالية أخرى، بينها عودة طهران إلى طاولة المفاوضات، في إطار إصرارها على سياسة عنيدة من المماطلة والكذب".
ورجح المحلل الإسرائيلي أن يفقد ترامب اهتمامه بالملف النووي، ويعلن النصر، ويمضي قدما.
ويرى أن "جزء من إنجاز إسرائيل يكمن في نجاحها في مهاجمة الأهداف الرئيسية للنظام الإيراني، والتي أُنفقت عليها مئات المليارات من الدولارات خلال العقود القليلة الماضية، وهي المشروع النووي، والصواريخ، والنفوذ الإقليمي".
وقال: "سيكون من الصعب الحفاظ على السيطرة الجوية على إيران خلال وقف إطلاق النار، لكن 12 يوما من الهجمات أثبتت أن الطريق الجوي إلى إيران مفتوح، وأن النظام لا يملك حاليًا القدرة على الدفاع عن نفسه".
وأضاف: "لعلّ عجزها يُشجع المواطنين الإيرانيين على تحديها لاحقًا، مع ذلك، لم تفقد طهران قدرتها على إطلاق الصواريخ ضد إسرائيل تمامًا".
ووفقًا للجيش الإسرائيلي "لا يزال الإيرانيون يمتلكون حوالي 100 منصة إطلاق ومئات الصواريخ بعيدة المدى، ولعلّ من أوائل الأمور التي سيحاول النظام إصلاحها هي خطوط إنتاج الصواريخ البالستية".
وبهذا الخصوص، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن نتائج الاستخبارات الأمريكية بشأن مخزون اليورانيوم المخصب المتبقي لدى إيران بعد الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على منشآتها النووية تناقض تصريحات إدارة واشنطن بهذا الخصوص.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارة واشنطن ومصادر مطلعة (لم تسمّهم) قولهم إن المعلومات الاستخباراتية التي جُمعت حتى الآن بشأن المخزون لا تتطابق مع تصريحات الإدارة الأمريكية بشأن هذا الموضوع.
وأشاروا إلى أن الأقسام التي يُعتقد أنها تحتوي على مخزون اليورانيوم في منشأة نطنز النووية التي استهدفتها الولايات المتحدة "تضررت" لكنها "لم تُدمَّر"، خلافا للتصريحات الرسمية.
وعقب الغارات الأمريكية، ادعى الرئيس دونالد ترامب أن الهجمات التي نفذتها طائرات بي-2 على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية "دمرت بالكامل" منشآت التخصيب النووي.
وفي 13 يونيو/ حزيران شنت إسرائيل بدعم أمريكي عدوانا على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، فيما ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة.
وفي 22 يونيو هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيران وادعت أنها "أنهت" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية بقطر، ثم أعلنت واشنطن في 24 يونيو وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.
وثمة غموض وتضارب بشأن حجم وتداعيات الأضرار التي لحقت بمنشآت إيران النووية، إذ اكتفى رئيسها مسعود بزشكيان بالقول إن العدوان الإسرائيلي الأمريكي على بلاده لم يحقق أهدافه، دون إيضاحات.
وبينما تدعي تل أبيب وواشنطن تدمير البرنامج النووي الإيراني وتأخيره لسنوات، خلص تقرير مسرب من وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية إلى أن الضربات الأمريكية أخرته فقط لبضعة أشهر.
وتتهم إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.
وتعد إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تملك ترسانة نووية، وهي غير خاضعة لرقابة دولية، وتواصل منذ عقود احتلال فلسطين وأراض في سوريا ولبنان.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.