التقارير, فلسطين, إسرائيل

مجزرة طولكرم.. إسرائيل تستبيح الدماء وأشلاء تعم الأرجاء (تقرير)

- الجيش الإسرائيلي قصف مساء الخميس مخيم طولكرم مخلفا 18 قتيلا فلسطينيا بينهم عائلة كاملة

Qais Omar Darwesh Omar  | 04.10.2024 - محدث : 04.10.2024
مجزرة طولكرم.. إسرائيل تستبيح الدماء وأشلاء تعم الأرجاء (تقرير) مجزرة طولكرم.. إسرائيل تستبيح الدماء وأشلاء تعم الأرجاء

Ramallah

طولكرم / قيس أبو سمرة / الأناضول

- الجيش الإسرائيلي قصف مساء الخميس مخيم طولكرم مخلفا 18 قتيلا فلسطينيا بينهم عائلة كاملة
- أحد أقارب الضحايا: منذ لحظة القصف ونحن نبحث عن أشلاء ووجدنا قطعا متناثرة في المقهى والمنزل المجاور
- قريب آخر: إسرائيلي تفعل فيه ما تريد ولا يوجد من يحاسبها والعالم يتغاضى عن دمنا المستباح
- رئيس اللجنة الشعبية للمخيم: القصف يأتي ضمن مسلسل إجرامي ومجازر ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني

بين ركام منزل دمرته غارة إسرائيلية بطائرة حربية، يبحث لاجئون فلسطينيون بمخيم طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة منذ مساء الخميس عن أشلاء قتلى المجزرة التي خلفها القصف الشنيع، ومن ضمنهم عائلة كاملة.

ومساء الخميس شنت مقاتلة إسرائيلية غارة هي الأولى من نوعها بالضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية عام 2000، قتل فيها 18 فلسطينيا بينهم عائلة محمود أبو زهرة، الذي قضى رفقة زوجته "سجى" وطفليه "كرم وشام"، وفق مصادر طبية.

وبمحيط موقع القصف، تجمع مئات من الفلسطينيين بحالة من الصدمة والحزن وهم يحاولون رفع الركام ومواساة بعضهم البعض.

الأناضول تحدثت إلى بعض الأهالي الذين وصفوا القصف الإسرائيلي بأنه "مجزرة بمعنى الكلمة، لا تقل بشاعة عما يرتكبه الاحتلال في قطاع غزة ولبنان".

أشلاء متناثرة

بين الركام، يبحث الشاب مصطفى أبو دية، عن أشلاء متناثرة وبعض مقتنيات عائلة أبو زهرة، قائلا: "نعيش مع عدو لا يعرف أي إنسانية، لا يعرف سوى القتل والتدمير، ما ذنب العائلة والأطفال؟!".

وأضاف: "منذ لحظة القصف ونحن نبحث عن أشلاء، وجدنا قطعا متناثرة في المقهى والمنزل المجاور".

وبين الركام وعلى واجهات المنزل الآيل للسقوط خلف مقهى بحارة "الحمام"، تناثرت دماء وأشلاء العائلة الفلسطينية.

وتابع الشاب: "نلاحظ آثار القصف في كل مكان، فهنا صاروخ وهناك آخر، وصاروخ ثالث هنا".

يمسك ببعض ملابس العائلة ويضعها جنبا، بينما يبحث عن أوراق ومستندات وصور قائلا: "العائلة مُسحت من السجل المدني وبقيت هذه المقتنيات".

وأبو دية، أحد أقارب الزوجة "سجى"، التي قال إنها "قتلت بينما كانت مع عائلتها وشقيقها".

وتابع: "أحلام ومستقبل عائلة وأطفال صغار كانوا يلهون بجوار والديهم باتت من الماضي بقرار إسرائيلي".

"دم فلسطيني مستباح"

المسن جهاد حريوش، عم "سجى"، قال مستنكرا وهو يجلس أمام المنزل المقصوف بحالة صدمة: "بلحظة واحدة قتلت العائلة كاملة، ما ذنبهم؟!".

وأضاف: "قتلت ابنة أخي وشقيقها وطفليها وزوجها ومجموعة من الشباب الذين كانوا في المقهى".

ووصف حريوش القصف بأنه "إجرام، حيث تفعل إسرائيل ما تريد ولا يوجد من يحاسبها، العالم يتغاضى عن دمنا المستباح".

محمد خرويش أحد شهود العيان، قال للأناضول: "في ساعة متأخرة من مساء أمس هزت انفجارات المخيم، وظننا أنه أصيب بزلزال فخرجنا للشوارع، وإذ بقصف إسرائيلي أصاب مقهى وبيت عائلة أبو زهرة، في مشهد صعب للغاية لا يمكن وصفه".

وأضاف: "دمار كبير حل بالمنزل المكون من عدة طوابق وبات آيلا للسقوط. الصواريخ وصلت إلى الطابق الأرضي وانفجرت، وقتلت كل من كان بالموقع، وأصيب من كان بالجوار".

وأوضح الشاهد أن الصواريخ اخترقت المبنى واجتازت ثلاث طوابق ووصلت إلى الشقة السكنية لعائلة أبو زهرة والمقهى المجاور.

"مسلسل إجرامي"

رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم فيصل سلامة، قال للأناضول إن "القصف الإسرائيلي على المخيم يأتي ضمن مسلسل إجرامي ومجازر ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "يعيش المخيم اليوم صدمة، والوضع بات أكثر من مأساوي، فالحزن يعم المخيم والمدينة وكل فلسطين".

وعقب القصف، حمّل متحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، "حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجريمة البشعة بحق أبناء الشعب الفلسطيني من الأطفال والنساء والشيوخ".

وقال إن قصف المخيم جاء "استمرارا للحرب الشاملة التي تشنها هذه الحكومة اليمينية (برئاسة بنيامين نتنياهو) بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، الأمر الذي جرّ المنطقة إلى مزيد من العنف وعدم الاستقرار".

وأوضح أبو ردينة أن "الإدارة الأمريكية تتحمل تبعات هذا العدوان المتواصل والمتصاعد ضد شعبنا منذ نحو عام، وعليها التدخل الفوري لوقف هذه المجازر الإسرائيلية، التي تدعمها بالسلاح والمال والغطاء السياسي".

وقبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تعرض مخيم طولكرم لقصف إسرائيلي بطائرات مسيرة وعمليات عسكرية مصحوبة بجرافات.

وعلى مدار العام، دمر الجيش الإسرائيلي شوارع المخيم وبنيته التحتية، وخلف دمارا كبيرا في مئات المنازل التي باتت غير صالحة للسكن.

وبموازاة إبادة يرتكبها الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، فقد صعّد عملياته فيما ضاعف المستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية؛ ما أدى إلى مقتل 741 فلسطينيا، بينهم 160 طفلا، وإصابة نحو 6 آلاف و200 واعتقال حوالي 11 ألفا، وفق مصادر رسمية فلسطينية.

وفي غزة، تواصل إسرائيل الإبادة الجماعية بدعم أمريكي كامل، ما أدى إلى سقوط أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، مع فقدان أكثر من 10 آلاف شخص، وسط دمار واسع ومجاعة متفاقمة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın