فلسطين تدعو إلى "أفعال ملموسة" تجبر إسرائيل على تغيير مسارها
كلمة لمندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة في الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدة السعودية

Ramallah
رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
دعا مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، الاثنين، إلى تحويل الإدانات للجرائم الإسرائيلية إلى أفعال عملية ملموسة لإجبار إسرائيل على "تغيير مسارها".
جاء ذلك في كلمة له، الاثنين، خلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي بمدينة جدة السعودية.
وقال منصور: "ما يجبر إسرائيل على تغيير مسارها، هو القدرة الجماعية على تحويل الإدانات إلى أفعال عملية ملموسة تحقق العدالة، وتعزز من صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتوفر كل المقومات للصمود وتنهي الظلم الواقع عليه".
وأوضح مندوب فلسطين الأممي أن بلاده قدمت خططا ومقترحات وأوجه تعاون مع كل الجهود الرامية إلى تسهيل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة.
وأضاف: "ينبغي التصرف بكل الطرق المتاحة بما في ذلك التصرف بموجب الفصل السابع في مجلس الأمن، لحرمان إسرائيل من الأدوات التي تساعدها على مواصلة هذه الحرب الوحشية، ومحاسبتها على جرائمها، وإرسال قوة حماية دولية فورية لإنقاذ الشعب".
وينص الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على أنه يمكن لمجلس الأمن الدولي فرض تدابير غير عسكرية كالعقوبات، على دولة ما أو اتخاذ إجراءات عسكرية باستخدام القوة للحفاظ على السلم والأمن الدوليين حال أقر بأن هناك تهديد للسلم أو إخلال به أو عملا من أعمال العدوان.
وأشار منصور إلى استعداد فلسطين للعمل مع "جميع الأشقاء، والأصدقاء، ومع الإدارة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، وفرنسا، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، وأعضاء مجلس الأمن، والشركاء الإقليميين والدوليين الآخرين، لوضع حد للحرب الوحشية ضد الشعب الفلسطيني، ووقف إراقة الدماء".
وتابع: "أفعالنا اليوم ستحدد مصير ملايين الأشخاص غدا، وعلى الأقل أولئك الذين سيكونون على قيد الحياة بحلول ذلك الوقت".
ولفت إلى أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي تسعى لبسط السيطرة العسكرية الكاملة على غزة، وإطالة أمد الحرب، ومنع قيام دولة فلسطين المستقلة".
وتسعى إسرائيل لتنفيذ خطة عسكرية لاحتلال ما تبقى من قطاع غزة، تبدأ بمدينة غزة عبر تهجير سكانها البالغ عددهم نحو مليون نسمة، قبل تطويقها وتنفيذ عمليات توغل داخل الأحياء، ثم التوجه إلى مخيمات اللاجئين وسط القطاع.
والجمعة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه صدّق على خطط الجيش لاحتلال غزة، متوعدا بإطلاق نار كثيف وتهجير الفلسطينيين، ومهددا بتحويل المدينة إلى مصير مشابه لرفح (جنوب) وبيت حانون (شمال)، في إشارة إلى المناطق التي تعرضت لدمار واسع خلال الأشهر الماضية.
وندد منصور بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تحقيق حلم إسرائيل الكبرى، قائلا: "يجب علينا جميعا دحره، هذا التصريح ليس إلا توضيح إضافي على العدوانية التي تستهدف المنطقة بأكملها".
وفي 12 أغسطس/ آب الجاري، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة "i24" العبرية، إنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، وتشمل هذه الرؤية، وفق المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من دول عربية، من الفرات إلى النيل، ما أثار موجة استنكار واسعة النطاق.
ولفت إلى أن المشروع الاستيطاني إي 1 يستهدف بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس ومحيطها، بما يؤدي إلى عزل المدينة عن محيطها الفلسطيني، ويفصل الضفة الغربية، ويؤدي إلى تقويض تجسيد استقلال الدولة الفلسطينية.
و"إي 1" مخطط استيطاني إسرائيلي يهدف إلى ربط القدس بعدد من المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية مثل معاليه أدوميم، من خلال مصادرة أراض فلسطينية بالمنطقة وإنشاء مستوطنات جديدة، ويمنع أي توسع فلسطيني محتمل.
وتطالب منظمة التحرير الفلسطينية بتطبيق القرارات الأممية التي تؤدي إلى قيام دولة فلسطين على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وبإنفاذ قرارات أخرى لا تعترف بالاحتلال الإسرائيلي في القدس ولا بضمها.
وأضاف منصور: "لا يمكن مواجهة الخطة الإسرائيلية بالغضب والإدانات فقط، بل يجب حشد كل الأدوات المتاحة لوقفها"، دون مزيد من التفاصيل عن تلك الأدوات.
وزاد: "إسرائيل أثبتت منذ زمن بعيد أنها لا تهتم بميثاق الأمم المتحدة أو القانون الدولي أو القرارات الأممية ذات الصلة، إذا لم تكن مصحوبة بعواقب ومساءلة".
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة الإسرائيلية 62 ألفا و744 قتيلا، و158 ألفا و259 جريحا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة قتلت 300 فلسطيني، بينهم 117 طفلا.