دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

حكومة غزة: وفاة شاب بسوء التغذية منعطف خطير بمسار الكارثة

مدير عام المكتب الإعلامي قال للأناضول إن وفاة الشاب أيوب أبو الحصين بسوء التغذية "يمثل تطورا مأساويا وصادما" جراء التجويع الإسرائيلي..

Nour Mahd Ali Abuaisha  | 01.07.2025 - محدث : 01.07.2025
حكومة غزة: وفاة شاب بسوء التغذية منعطف خطير بمسار الكارثة

Gazze

غزة / الأناضول

اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الثلاثاء، وفاة شاب فلسطيني نتيجة إصابته بسوء تغذية حاد "منعطفا خطيرا في مسار الكارثة الإنسانية بما يشير إلى بدء مرحلة أكثر قسوة"، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية منذ مارس/ آذار.

ومساء الاثنين توفي الشاب أيوب أبو الحصين بمدينة خان يونس جنوب القطاع، متأثرا بإصابته بـ"سوء تغذية حاد" جراء التجويع الإسرائيلي بمنع دخول الإمدادات الإنسانية والإغاثية منذ أكثر من 120 يوما.

وبتصريح للأناضول، قال مدير المكتب الإعلامي إسماعيل الثوابتة: "ما ورد عن استشهاد شاب يبلغ من العمر 29 عاماً نتيجة سوء تغذية حاد، كما وثّقه مستشفى الكويت الميداني، يمثل تطورا مأساويا وصادما في مشهد الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بسبب الاحتلال الإسرائيلي المجرم".

وتابع: "وصول شاب في مقتبل العمر إلى حالة من الهزال التام حتى أصبح هيكلاً عظمياً، دليل حي على فظاعة الجريمة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين عبر سياسة التجويع المتعمدة والمنهجية، والتي لم تَعُد تقتصر على الأطفال فقط".

وأوضح أنه "مع توثيق حالة وفاة لشاب بالغ، فإن قطاع غزة أمام تطور خطير قد يفتح الباب لارتفاع هذا الرقم في صفوف البالغين أيضاً، ما لم يتم التدخل العاجل" لفتح المعابر وإدخال المساعدات.

وأكد على أن هذه الحالة "المُفجعة تمثل وجهاً آخر من أوجه الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون تحت الحصار والحرمان التام من الغذاء والدواء"، معتبرا إياها "وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الصامت والمتقاعس".

وقال بهذا الصدد: "بينما كانت معظم الإصابات والوفيات (بسوء التغذية) في بداية العدوان من بين الأطفال بسبب هشاشة أجسامهم، فإن الحديث الآن عن بالغين يتساقطون بفعل الجوع والحرمان يثبت أن دائرة الخطر اتسعت لتشمل الجميع دون استثناء".

وأشار إلى أن سياسة التجويع الإسرائيلية "شاملة وتستهدف المدنيين بغض النظر عن أعمارهم، فيما ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بوعي وإصرار كاملين، بما يخالف جميع الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية".

وطالب بضرورة "التحرك العاجل والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف جريمة الحصار وإدخال المواد الغذائية والطبية فوراً لإنقاذ من تبقى على قيد الحياة".

وفي وقت سابق الثلاثاء، أفاد مصدر طبي في "مستشفى الكويت التخصصي الميداني"، للأناضول، بوفاة الشاب أيوب أبو الحصين (29 عاما)، متأثرا بسوء التغذية الحاد.

وفي ساعة متأخرة من مساء الاثنين، نشرت مستشفى الكويت صورا للشاب أبو الحصين يظهر فيها أشبه بهيكل عظمي جراء فقدانه الشديد للوزن إثر إصابته بسوء تغذية.

وقالت المستشفى في منشور أرفقته مع الصور، إن أبو الحصين وصل "جثة هامدة، نتيجة سوء التغذية الحاد الذي أصيب به في مشهد يجسد حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بسبب إغلاق المعابر واستمرار العدوان".

وحذرت من أن "النقص الحاد في الغذاء والدواء يهدد حياة آلاف المواطنين خاصة الأطفال وكبار السن ومرضى الأمراض المزمنة وسط غياب أبسط مقومات الحياة".

وصباح الثلاثاء، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق ما حل بجسد أبو الحصين جراء سوء التغذية والمجاعة.

وحتى الساعة 8:47 (ت.غ)، لم يصدر تعقيب رسمي من وزارة الصحة حول وفاة أبو الحصين جراء سوء التغذية.

وتعد حالة الوفاة هذه استثنائية في قطاع غزة، ففي العادة يكون ضحايا سوء التغذية والمجاعة من فئة الأطفال وذلك جراء ضعف أجسادهم ومناعتهم، حيث وصل عددهم حتى السبت إلى 66 طفلا، وفق ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي آنذاك.

ومساء الخميس، توفيت الرضيعة جوري المصري (3 شهور) في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعد أن عجزت عائلتها عن توفير نوع خاص من الحليب العلاجي الذي كانت بحاجة ماسة إليه.

وفي مشهد مؤلم باليوم ذاته، شيعت عائلتا الرضيعين نضال شراب (5 أشهر) وكندة الهمص (10 أيام) جثمانيهما من مستشفى ناصر في خان يونس، بعدما فقدا حياتهما بسبب سوء التغذية ونقص الأدوية.

فيما أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الجمعة، أن نحو 112 طفلا فلسطينيا يدخلون المستشفيات بقطاع غزة يوميا لتلقي العلاج من سوء التغذية منذ بداية العام الجاري، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.

وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.

فيما كانت تسمح حتى نهاية 2024 بمرور عدد قليل من الشاحنات بمتوسط 50 شاحنة مساعدات وبضائع يوميا، وفق ما أكدته سابقا مصادر حكومية وميدانية، فيما أكدت تقارير أممية آنذاك أن عدد الشاحنات التي تدخل للقطاع لا تعادل "نقطة في بحر الاحتياجات".

ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل - بدعم أمريكي - إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها، وخلفت أكثر من 190 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.