تعذب حتى فقد الذاكرة.. أسير فلسطيني يروي لـ"الأناضول" محنة اعتقاله (مقابلة)
روى أسير فلسطيني أفرجت عنه إسرائيل مؤخرا، تفاصيل الأيام الأخيرة في اعتقاله الإداري، التي كانت سببا لانهيار عصبي حاد أفقده الذاكرة عدة أيام.

Ramallah
رام الله/ عوض الرجوب/ الأناضول
نبيل الرجوب:- أخذوني من السجن وعزلوني انفراديا
- أمضيت خمسة أيام مقيد القدمين واليدين من دون طعام أو ماء
- لم أُعط الدواء على الرغم من وجود تقرير بحالتي الصحية
والدته سارة الرجوب:
- نبيل لم يتعرف علي وعلى أبنائه
- نبيل سجن وهو بصحة جيدة، وأفرج عنه فاقدا للذاكرة
روى أسير فلسطيني أفرجت عنه إسرائيل مؤخرا، تفاصيل الأيام الأخيرة في اعتقاله الإداري، التي كانت سببا لانهيار عصبي حاد أفقده الذاكرة عدة أيام.
و"الأناضول" أول وسيلة إعلام يتحدث إليها الأسير المفرج عنه نبيل الرجوب (40 عاما)، بعد تحسن جزئي في وضعه الصحي، عن قساوة الظروف التي عاشها خلال الأيام الخمسة الأخيرة من اعتقاله.
وأفرجت إسرائيل عن الرجوب، وهو أب لأربعة أطفال، من سجن النقب (جنوبي إسرائيل) في 9 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بعد اعتقال إداري استمر 8 أشهر.
وألقى السجانون بالأسير قرب معبر "السّبَع" جنوبي الضفة الغربية، قبل نقله بسيارة إسعاف فلسطينية إلى مستشفى الخليل الحكومي.
وتداول ناشطون ووسائل إعلام مختلفة صورا قاسية للأسير المفرج عنه ملقى على الأرض ينزف دما، واستمر فاقدا الذاكرة بضعة أيام، قبل أن تتحسن حالته صباح الخميس.
** أيام قاسية
وقال الرجوب لـ"الأناضول"، خلال مقابلة في منزله في قرية "الكوم" غربي مدينة الخليل، إن إدارة سجون الاحتلال نقلته من سجن النقب إلى التحقيق في 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وعزلته انفراديا، وتركته من دون طعام أو شراب حتى الإفراج عنه.
وأضاف: "تم سحبي (أخذي) من بين الأسرى، وأخذوني إلى الزنازين (...) في العزل تم تقييدي من أقدامي بالأساور الحديدية التي يصل بينها جرير (حديد)، وتم تثبيتها في البُّرش، وهو السرير الأرضي من هنا وهنا (يشير إلى قدميه)".
وتابع: "تم تقييد اليدين بهذا الشكل (إلى الخلف)، بحيث لا أستطيع إلّا أن أصدر صوتا وأستغيث، وما أعطونا حتى لو شربة ماء".
وأشار إلى أن تقييده بسلاسل الحديد وفي سرير السجن استمر طوال خمسة أيام.
وأوضح أن السجانين كانوا يدوسون بأقدامهم على القيود لزيادة الألم، وكشف عن ملابسه لتظهر آثار القيود في يديه وقدميه على الرغم من مضي أسبوع على تحرره.
وقال إن سجانيه أخبروه خلال العزل بحصول حادث سير مع عائلته ووفاة أطفاله، ما فاقم معاناته وأصابه بالصدمة، قبل أن يتبين له كذب الادّعاء الإسرائيلي.
وأشار إلى منعه من العلاج طوال فترة اعتقاله وحرمانه من أدوية كان يتناولها خارج السجن "وموثّقة في تقرير طبي عندهم (إدارة السجون)".
وقال إن الضغط عليه وإعادته إلى العزل الانفرادي كان بهدف التحقيق معه ومحاولة تمديد اعتقاله الإداري مرة أخرى.
ولفت إلى أن ظروف العزل أدت إلى "انهيار في الحالة العصبية، التي شهدها الجميع (لحظة الإفراج عنه)".
"تم سحبي (أخذي) من بين الأسرى، وأخذوني إلى الزنازين (...) في العزل تم تقييدي من أقدامي بالأساور الحديدية التي يصل بينها جرير (حديد)، وتم تثبيتها في البُّرش، وهو السرير الأرضي من هنا وهنا (يشير إلى قدميه)".
** دعوة إلى إنقاذ الأسرى
وقال الرجوب إن الأسرى في حاجة ماسة إلى العلاج، وناشد المسؤولين الفلسطينيين والعالم الحر "أن يتدخلوا لإنقاذ الأسرى، وإيصال قضيتهم إلى (المحكمة) الجنائية الدولة حتى لا يعودوا في توابيت (بعد وفاتهم)".
وأشار إلى معاناة الأسرى نتيجة اقتحامات "وحدات القمع الإسرائيلية السجون للتنكيل بالأسرى".
والرجوب مدرّس في سلك التربية والتعليم الحكومي، وحاصل على درجة الماجستير في الشريعة الإسلامية منذ عدة سنوات.
وحتى بعد أيام من الإفراج عنه، لم يتعرف نبيل على كثير من أقاربه، وحتى على أبنائه ووالدته وزملائه وأصدقائه.
وتقول والدته المُسنة سارة الرجوب لـ "الأناضول إنها ما زالت خائفة على ابنها، وتخشى استمرار بعض الصعوبات الصحية على الرغم من التحسن الجزئي في حالته.
وغاية أمنياتها أن "تعود له صحته وذاكرته ويتعرف على أبنائه".
وتضيف أن "نبيل اعتقل من بين أطفاله وهو بصحة جيدة، لكن بعد اعتقاله تدهورت صحته".
** تحرّك دولي
وتعقيبا على ما جرى مع الرجوب، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم إن "الاحتلال يعبر عن نفسه بهذه العدوانية والاعتداء المحتدم على الشعب الفلسطيني".
وأضاف في حديثه إلى "الأناضول"، على هامش زيارته للأسير المفرج عنه، أن الاحتلال "يحاول أن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني (...) وأن يكسر صمود هذا الأسير، ويقول من خلاله إن أي تعنت سيقابَل بالقمع".
وأشار إلى استمرار القيادة الفلسطينية في تحركها على المستوى الدولي لوضع حد للاعتقال الإداري، مردفا: "يجب أن تنتهي ظاهرة الاعتقال الإداري، وهناك الكثير من الخطوات لوقف التصرفات الإسرائيلية ومحاولة لجمها عبر الضغط الدولي".
والاعتقال الإداري هو قرار حبس بأمر عسكري إسرائيلي، بزعم وجود تهديد أمني، من دون توجيه لائحة اتهام، ويجدد لـ 6 أشهر قابلة للتمديد.
وبحسب مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، تعتقل إسرائيل في سجونها 4550 فلسطينيا، بينهم نحو 500 معتقل إداري.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.