بري: الاحتلال الإسرائيلي امتد لإقامة شريط حدودي داخل أراضي لبنان
رئيس البرلمان اللبناني أكد أن بلاده لن تقبل أي محاولات لمقايضة المساعدات التي تقدم لها لمساعدتها على إعادة الإعمار "بشروط سياسية أو عسكرية سواء متعلقة بسلاح المقاومة شمال نهر الليطاني أو غيره من الملفات الداخلية"

Beyrut
بيروت / وسيم سيف الدين / الأناضول
قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الثلاثاء، إن "الاحتلال الإسرائيلي لم يقتصر على التلال الخمس الحدودية بل امتد لإقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان".
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها بري لجريدة "الديار" اللبنانية، بشأن آخر المستجدات السياسية والأمنية في بلاده والمنطقة.
وأفاد بري بأن لبنان "لن يسمح لإسرائيل بفرض وقائع جديدة على الأرض"، ويطالب المجتمع الدولي بوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية.
وأوضح أن لبنان "لن يقبل أي محاولات لمقايضة المساعدات بشروط سياسية أو عسكرية سواء متعلقة بسلاح المقاومة شمال نهر الليطاني أو غيره من الملفات الداخلية".
وفي 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، إلا أن إسرائيل ارتكبت عدة خروقات له.
ورغم نص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان إلا أنها منذ 18 فبراير/ شباط الماضي، أعلنت انسحابا جزئيا ببقاء قواتها في 5 نقاط رئيسية داخل الحدود، كما أنها واصلت خروقاتها لوقف إطلاق النار بالغارات المتكررة والتحليق المستمر لطيرانها في الأجواء اللبنانية.
وخلّف العدوان الإسرائيلي على لبنان 4 آلاف و114 قتيلا و16 ألفا و903 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
** قضايا إقليمية
إقليميا، شدد بري على أن إسرائيل لا تكتفي بمحاولة فرض أمر واقع في لبنان بل تسعى للتدخل بشؤون دول الجوار خاصة سوريا عبر "العبث بتركيبتها الديموغرافية وادعاء حماية بعض المكونات مثل الدروز"، على حد تعبيره.
وأشاد بري بالموقف الثابت للزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في مواجهة هذه المخططات في كل من سوريا ولبنان.
والأحد، دعا جنبلاط الدروز في سوريا إلى الحذر من "مكائد" إسرائيل معلنا أنه سيزور العاصمة دمشق قريبا.
أما بشأن زيارة الرئيس جوزاف عون إلى الرياض، فأعرب بري عن تفاؤله بإمكانية تحريك المساعدات السعودية للاقتصاد اللبناني، خصوصًا في ظل الحديث عن مشاريع استثمارية محتملة في بلاده.
وأشار في حديثه الثلاثاء إلى أن "المملكة كانت دائما داعمة للبنان"، معربًا عن أمله أن تنجح الحكومة في بناء علاقات مباشرة مع الرياض، بما ينعكس إيجابا على الوضع الاقتصادي اللبناني.
وفي وقت سابق الثلاثاء، اختتم رئيس لبنان زيارته الرسمية الأولى إلى السعودية منذ توليه منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي، والتي استمرت يوما واحدا.
وتوجه عون إلى العاصمة المصرية القاهرة قادما من الرياض، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، للمشاركة في القمة العربية الطارئة بشأن قطاع غزة.
وتبحث القمة "الوصول لقرار وموقف عربي موحد يرفض التهجير، ويؤكد على الإجماع العربي لاتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية ودولية لوقف محاولات إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، وخطط إعادة إعمار غزة دون إخراج الفلسطينيين من أراضيهم، كما ستدعم استكمال اتفاق وقف النار ومنع أي خروقات"، وفق هيئة الاستعلامات المصرية (رسمية)، الاثنين.
ومنذ 25 يناير الماضي، يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي المقابل، بلورت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، خشية تصفية القضية الفلسطينية، وتعتزم عرضها على القمة، الثلاثاء.
** إعادة إعمار لبنان
وفيما يتعلق بملف إعادة الإعمار والمساعدات الدولية للبنان، أكد بري أن بلاده "لن تقبل أي محاولات لمقايضة المساعدات بشروط سياسية أو عسكرية، سواء متعلقة بسلاح المقاومة في شمال الليطاني أو غيره من الملفات الداخلية".
وأوضح أن إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي "يجب أن تكون أولوية وطنية"، وأن لبنان يسعى للحصول على الدعم الدولي دون التفريط بحقوقه السيادية أو تقديم تنازلات تمس بمبادئه الوطنية.