رام الله / قيس أبو سمرة / الأناضول

اعتبر رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، الجمعة، أن ما يجري في شمال قطاع غزة من مجازر إسرائيلية يمثل "جريمة إبادة جماعية بدم بارد بحق المدنيين الفلسطينيين العزل".

جاء ذلك في بيان تعليقا على مقتل أكثر من 100 فلسطيني وإصابة عشرات آخرين في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت منازل مأهولة شمال القطاع منذ ساعات فجر الجمعة، في واحدة من أكثر الليالي دموية منذ بداية الإبادة الإسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقال فتوح إن "ما يجري في شمال قطاع غزة يمثل جريمة إبادة جماعية موصوفة تنفذ بدم بارد بحق المدنيين الفلسطينيين العزل حيث تم إبادة عشرات العائلات وشطبها من السجل المدني، في مشاهد تصدم العقل الإنساني وتضع العالم بأسره أمام اختبار أخلاقي وتاريخي خطير".

وأضاف: "هذه المجازر التي ترتكب منذ أكثر من 585 يوما برا وجوا وبحرا تمثل انتهاكا صارخا لكل ما ورد في اتفاقية جنيف الرابعة ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية حيث تتعمد قوات الاحتلال استهداف المناطق السكنية وارتكاب أعمال تطهير عرقي موثقة وسط صمت دولي مخجل وارهاب احتلالي متزايد".

وتابع أن "مماطلة حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف ورفضها المطلق لأي مبادرة جدية لوقف الإبادة الجارية في غزة، هو دليل ثابت ومباشر على خلل جوهري في آليات تنفيذ منظومة العدالة الدولية وعلى هشاشة النظام القيمي".

ودعا فتوح المجتمع الدولي والمحكمة الجنائية الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان إلى "تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والإنسانية والبدء الفوري في تنفيذ اتفاقيات جنيف وتفعيل بنود نظام روما، وتطبيق قرارات محكمة جرائم الحرب بحق قادة الاحتلال الإسرائيلي".

ومنذ فجر الجمعة، يشن الجيش الإسرائيلي عبر طائرات وآليات مدفعية غارات مكثفة على مختلف مناطق القطاع وخاصة في الشمال، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 فلسطيني وعشرات الجرحى، وفق الدفاع المدني بغزة.

وفي وقت سابق اليوم، قال متحدث الدفاع المدني في غزة محمود بصل، إن "طواقم الإسعاف انتشلت منذ فجر الجمعة، 50 قتيلا ويوجد أكثر من 50 آخرين تحت الأنقاض جراء القصف الإسرائيلي على شمال القطاع".

وأضاف بصل في تصريح للأناضول، أن الجيش الإسرائيلي قصف 11 منزلا مأهولا شمال قطاع غزة، واستهدف مسعفين خلال محاولتهم إنقاذ جرحى وانتشال شهداء الغارات العنيفة الأخيرة.

وأشار إلى أن هناك جثامين لقتلى جراء الغارات الإسرائيلية مازالوا في طرقات بلدتي بيت لاهيا وجباليا ومخيم جباليا وبلدة بيت حانون شمال القطاع، ولا تستطيع طواقم الإنقاذ الوصول إليها بسبب كثافة القصف.

تأتي هذه المجازر بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، التي بدأها في السعودية الثلاثاء، ومن ثم قطر ومن المقرر أن يختتمها الجمعة من الإمارات، حسب المعلن أمريكيا.

وقال ترامب في تصريح خلال زيارته السعودية الثلاثاء، إن "الشعب الفلسطيني في غزة يستحق مستقبلا أفضل".

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 173 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.