الدول العربية, فلسطين, إسرائيل

الضفة.. شبح الحكم العسكري يلوح بالأفق مع أوسع اجتياح إسرائيلي منذ 2002 (تقرير)

** المحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات للأناضول: - إسرائيل تهدف من خلال العملية العسكرية إلى إعادة بسط السيطرة على الضفة كإعلان عن عودة الحكم العسكري لها

Qais Omar Darwesh Omar  | 28.08.2024 - محدث : 28.08.2024
الضفة.. شبح الحكم العسكري يلوح بالأفق مع أوسع اجتياح إسرائيلي منذ 2002 (تقرير)

Ramallah

رام الله / قيس أبو سمرة / الأناضول

** المحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات للأناضول:
- إسرائيل تهدف من خلال العملية العسكرية إلى إعادة بسط السيطرة على الضفة كإعلان عن عودة الحكم العسكري لها
- كما تهدف إسرائيل إلى منع إقامة أي كيان سياسي فلسطيني كنواة للدولة الفلسطينية وهذا ينسجم بشكل كبير مع قرارات حكومة نتنياهو الأخيرة
- العملية العسكرية في شمال الضفة انعكاس لقرار الكنيست عدم الاعتراف أو منح الفلسطينيين دولة فلسطينية

بدأ الجيش الإسرائيلي، فجر الأربعاء، عملية عسكرية تعد الأوسع في الضفة الغربية منذ عام 2002، حيث اجتاحت قواته مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما، إضافة إلى مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس.

فيما حذر خبير سياسي فلسطيني، في حديث مع الأناضول، من أن العملية تهدف إلى بسط السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية وإعلان عودة الحكم العسكري الإسرائيلي رسميا لها.

** 9 قتلى

وبحسب رصد مراسل الأناضول، اقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، منذ ساعات الفجر، جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة قرب طوباس، التي تقع كلها شمال الضفة، تحت غطاء من سلاح الجو.

وبالتزامن مع ذلك، نفذت مسيرات إسرائيلية 3 غارت على الأقل أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بلغت حصيلة العملية العسكرية شمالي الضفة "9 شهداء"، حتى الساعة 8:00 ت.غ، بينهم 7 وصلوا إلى مستشفى طوباس الحكومي جراء قصفين استهدفا مركبة قرب جنين ومخيم الفارعة للاجئين، واثنان برصاص الجيش وصلوا إلى مستشفى جنين الحكومي.

** المخيمات الصيفية

وذكرت القناة "14" الإسرائيلية الخاصة إن العملية العسكرية التي ينفذها الجيش في جنين وطولكرم هي "الأكبر" منذ عملية "السور الواقي" عام 2002.

وأطلقت إسرائيل على العملية اسم "المخيمات الصيفية".

وتتركز العملية، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي، شمال الضفة وتحديدا في طولكرم وجنين ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس.

وأضاف الجيش أن مروحيات قتالية وطائرات مسيرة تشارك في العملية أيضا من أجل مساعدة وتغطية القوات البرية.

ولفت إلى أن العملية العسكرية ستستمر لعدة أيام، و"تهدف لاعتقال مطلوبين وتدمير البنية التحتية لـ"المسلحين" شمال الضفة، في إشارة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية.

** توعد إسرائيلي

من جهته، توعد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، بتنفيذ عمليات "إجلاء مؤقت" للفلسطينيين من مدينتي جنين وطولكرم، كما حصل في قطاع غزة.

وقال كاتس، عبر منصة إكس، إن "الجيش الإسرائيلي يعمل بقوة اعتبارا من الليلة الماضية في جنين وطولكرم لإحباط وتدمير" ما زعم أنها "بنى تحتية معادية تعمل بإيحاء من إيران".

وأضاف: "علينا أن نعالج هذا التهديد كما قمنا بمعالجته في غزة، بما في ذلك إجلاء مؤقت لسكان بتلك المناطق وكل إجراء ضروري آخر".

وتابع وزير الخارجية الإسرائيلي: "هذه حرب بكل معنى الكلمة ويجب الانتصار بها".

وفي 2002، اجتاحت إسرائيل مدن الضفة الغربية عبر عملية أطلقت عليها "السور الواقي".

وتواصلت هذه العملية آنذاك نحو شهرين، وحشدت لها إسرائيل قرابة 30 ألف جندي بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية بعد تنفيذ سلسلة عمليات داخل إسرائيل ضمن "انتفاضة الأقصى" (اندلعت في 28 سبتمبر/ أيلول 2000 وتوقفت في 8 فبراير/ شباط 2005).

** تدمير وحصار

من جانبه، قال محافظ جنين كمال أبو الرُب، في تصريح للأناضول، إن الجيش الإسرائيلي يحاصر المدينة من كافة الجهات، ويمنع الدخول إليها والخروج منها.

وأشار أبو الرُب إلى أن القوات الإسرائيلية تحاصر مستشفيات المدينة، وتعمل على تجريف البنية التحتية وتدمر الشوارع وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والمياه والاتصالات.

وأضاف: "باتت شوارع وميادين رئيسية في المدينة عبارة عن أكوام من الركام".

ووصف أبو الرُب "ما يجري في جنين بأنه حرب بمعنى الكلمة، حيث لا يفارق سلاح الجو سماء المدينة".

ولفت إلى أن إسرائيل أبلغتنا بنيتها اقتحام مستشفى جنين الحكومي في أي لحظة.

وفي طولكرم، شرعت آليات عسكرية إسرائيلية في تجريف الشوارع الرئيسية، وفرضت حصارا على المستشفيات، ونصبت قناصتها على أسطح العمارات، وفق شهود عيان، للأناضول.

الحال ذاته كان في مخيم الفارعة للاجئين، حيث فرض الجيش الإسرائيلي حصارا عليه، وسط تحليق مكثف للمسيرات في سماء المخيم، حسب الشهود.

** الفصائل تشتبك

بدورها، أعلنت فصائل فلسطينية في شمال الضفة الغربية، عبر بيانات منفصلة ومتلاحقة، أنها تعمل على التصدي للعملية العسكرية الإسرائيلية.

وذكرت الفصائل أنها استهدفت القوات الإسرائيلية بعبوات ناسفة وقنابل يدوية محلية الصنع "كوع"، والرصاص.

وأشارت إلى أنها تمكنت كذلك من إعطاب آليات عسكرية، وتحقيق إصابات دون ذكر عدد محدد.

وتشمل هذه الفصائل "كتيبة جنين" و"كتيبة نور شمس" و"كتيبة مخيم الفارعة" وكلها تتبع حركة "الجهاد الإسلامي"، وكذلك "كتائب القسام" التابعة لحركة حماس، و"كتائب شهداء الأقصى" المحسوبة على حركة "فتح".

فيما نقل مراسل الأناضول عن شهود عيان، أن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاومين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي في كل من جنين وطولكرم ومخيم الفارعة.

وأشار الشهود إلى أن أصوات انفجارات تُسمع بين الحين والآخر.

** ما الأهداف؟

وبخصوص أهداف العملية، قال مدير مركز "يبوس" للدراسات (غير حكومي)، المحلل السياسي الفلسطيني سليمان بشارات، إن "الحكومة الإسرائيلية تحاول أن تحقق من خلال العملية العسكرية شمال الضفة مجموعة من الأهداف".

ولفت، في حديث للأناضول، إلى أنه في مقدمة هذه الأهداف أهداف سياسية تتمثل في "إعادة بسط السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية كإعلان عن عودة الحكم العسكري الإسرائيلي للضفة".

وأضاف: "تهدف إسرائيل إلى منع إقامة أي كيان سياسي فلسطيني كنواة للدولة الفلسطينية، وهذا ينسجم بشكل كبير مع القرارات التي اتخذت مؤخرا في الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في ضمن الأراضي الفلسطينية المصنفة (ب) وفقا لاتفاق أوسلو لتصبح تحت الإدارة المدنية والعسكرية الإسرائيلية التي يشرف عليها وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريش".

واعتبر بشارات أن العملية العسكرية في شمال الضفة هي "انعكاس للقرار الذي صوت عليه الكنيست الإسرائيلي بالأغلبية قبل أشهر، والقاضي بعدم الاعتراف أو منح الفلسطينيين دولة فلسطينية".

ورأى أن "الحكومة الإسرائيلية تحاول إخضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية بهدف تمرير مخططاتها أولا في تعزيز الاستيطان بالضفة، وتحويل الوجود الفلسطيني لمنزوع السيادة والمكانة السياسية، وأيضا لتمرير باقي المشاريع التهويدية دون أن يكون هناك أي مقاومة فلسطينية تحول دون ذلك".

ولفت إلى "هدف آخر تحاول المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وتحديدا الجيش تحقيقة من خلال هذه العملية العسكرية، ويتمثل في العمل على استعادة الثقة بالجيش وقدرته على تحقيق ما يمكن أن يُطلق عليها أهداف تُقدم للمجتمع الإسرائيلي في ظل حالة الفشل المتراكمة في الجيش في حربه بقطاع غزة، أو من تصاعد أعمال المقاومة في الضفة".

وقال: "لهذا السبب قد نشهد خلال المرحلة المقبلة مزيدا من الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة بهذا الاتجاه؛ ما قد يفتح المجال أمام اشتعال مواجهة شاملة بين الفلسطينيين والاحتلال على غرار الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت في 1987 أو الثانية التي اندلعت عام 2000".

وبالتزامن مع حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعَّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته في الضفة، بما فيها القدس، فقتل 661 فلسطينيا بينهم 150 طفلاً، وأصاب أكثر من 5 آلاف و400 واعتقل ما يزيد على 10 آلاف، وفق معطيات رسمية فلسطينية.

وبدعم أمريكي تشن إسرائيل حربا على غزة خلّفت أكثر من 134 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني بغزة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın