الصليب الأحمر: الوضع بغزة جحيم على الأرض جراء إغلاق المعابر (مقابلة)
متحدث اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، بتصريحات للأناضول: الوضع في القطاع جحيم على الأرض والحياة اليومية تحولت إلى معركة من أجل البقاء

Gazze
غزة/ حسني نديم / الأناضول
** متحدث اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، بتصريحات للأناضول:- الوضع في القطاع جحيم على الأرض والحياة اليومية تحولت إلى معركة من أجل البقاء
- اضطررنا لتعليق العديد من العمليات الإنسانية في غزة بسبب غياب الإمدادات
- نحذر من نفاد وشيك للمستلزمات والمستهلكات الطبية في المستشفى الميداني برفح
- تلقينا أكثر من 100 ألف مكالمة منذ بداية الحرب وما زلنا نتلقى نداءات استغاثة من عائلات مشتتة
"جحيم على الأرض"، هكذا وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأوضاع بقطاع غزة، محذرة من انهيار وشيك للعمل الإنساني جراء استمرار إسرائيل بإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ أكثر من شهرين ومواصلتها بارتكاب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين من 19 شهرا.
متحدث اللجنة الدولية في غزة هشام مهنا حذر في تصريح لمراسل الأناضول "من انهيار تام يهدد منظومة العمل الإنساني في قطاع غزة نتيجة استمرار الإغلاق الإسرائيلي الكامل للمعابر ومنع دخول الدعم الإنساني منذ 2 مارس (أذار) 2025".
وفي 2 مارس أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما تسبب بتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية محلية.
** "جحيم على الأرض"
ووصف مهنا الوضع بقطاع غزة بأنه "جحيم على الأرض"، مؤكداً أن "الحياة اليومية تحوّلت إلى معركة مستمرة من أجل البقاء، في ظل نزوح جماعي، وفقدان للأحبّة، وحرمان من أبسط مقوّمات الحياة، من غذاء وماء ورعاية صحية ومأوى".
وأشار إلى أنهم اضطروا لتعليق العديد من العمليات الإنسانية بسبب غياب الإمدادات، وقال: "نواجه احتياجات إنسانية تتولد كل ساعة، ولا يمكن تلبيتها".
وأكد مهنا أن "إغلاق المعابر قوّض بشكل متزايد قدرة المنظمات الإنسانية على أداء مهامها في هذا الوقت الحرج، حيث يحتاج عشرات الآلاف إلى علاج طبي وخدمات غير متوفرة في غزة".
** الحصول على الغذاء
وعبّر مهنا عن قلق اللجنة الدولية البالغ إزاء "صعوبة الحصول على الغذاء"، لا سيما بين الفئات الأشد ضعفًا كالأطفال والنساء والمرضى.
وقال: "نحن نواجه مشاهد مأساوية لأجساد هزيلة وأطفال يعانون من سوء تغذية متفاقم، وهو مؤشر خطير على تفاقم الكارثة".
وشدد على أنه في حال لم يتم تزويد المبادرات المجتمعية التي تدعمها اللجنة بالإمدادات الضرورية خلال أسابيع قليلة، "فإن آلاف الأسر في غزة، والتي تعتمد على الوجبات الساخنة التي توفرها هذه المطابخ المجتمعية، ستكون مهددة بالجوع".
وأوضح أن المستشفى الميداني التابع للجنة في محافظة رفح (جنوب) يعمل حاليًا بكامل طاقته، لكنه يواجه "نفادًا وشيكًا للمستلزمات والمستهلكات الطبية".
وأضاف: "نستقبل يوميًا أعدادًا متزايدة من الجرحى والمصابين، لكن لا يمكننا الصمود طويلًا في هذه الظروف غير الإنسانية".
وبين مهنا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنشأت خطًا ساخنًا منذ اندلاع الإبادة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتقديم الدعم للعائلات التي انقطعت صلتها بذويها، قائلاً: "تلقينا أكثر من 100 ألف مكالمة، وما زلنا نتلقى نداءات استغاثة يوميًا من العائلات المشتتة".
وأشار إلى مساعي اللجنة الدولية "للضغط على الجهات المعنية من أجل إجلاء آمن للمدنيين، لكن للأسف، لا نستطيع ضمان استجابة فورية. ومع ذلك، فإن القانون الدولي الإنساني يضمن حماية كل من اختار البقاء أو النزوح".
** البنية التحتية
وفيما يخص البنية التحتية، قال مهنا: "إنّ اللجنة الدولية نفذت أعمال صيانة وتأهيل لآلاف الأمتار من شبكات المياه والصرف الصحي خلال فترات التهدئة، لكنها تواجه عوائق كبيرة حاليًا نتيجة تفشي القتال ونفاد المعدات والمواد اللازمة، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن محطة التحلية الوحيدة في الجنوب منذ مارس الماضي".
وطالب متحدث الصليب الأحمر باتخاذ إجراءات عاجلة على الأرض لضمان حماية المدنيين والعاملين في المجالين الصحي والإنساني، والسماح الفوري والآمن بإدخال المساعدات الإنسانية وضمان وصولها إلى مستحقيها.
وأكد أن "الجهود السياسية الحقيقية وحدها قادرة على وقف شلال الدماء في قطاع غزة".
ويعاني قطاع غزة من أزمة كارثية منذ أن أغلقت إسرائيل المعابر في 2 مارس، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات، ما أدى إلى تفشي المجاعة وارتفاع عدد وفيات الجوع إلى 57 شخصاً، معظمهم أطفال، وفق تقارير حكومية.
ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 20 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
والأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، قطاع غزة "منطقة مجاعة"، بفعل الحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية المستمرة.
ومطلع مارس انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن إسرائيل تنصلت منه، واستأنفت الإبادة في 18 من ذات الشهر.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 172 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.