دولي, الدول العربية, التقارير, لبنان, إسرائيل

الأول منذ عدوان إسرائيل.. قداس على ركام يارون جنوبي لبنان (تقرير)

- عشرات من أهالي البلدة احتفلوا بعيد الميلاد بحضور قداس في ما تبقى من كنيسة مار جاورجيوس

Stephanie Rady  | 25.12.2025 - محدث : 25.12.2025
الأول منذ عدوان إسرائيل.. قداس على ركام يارون جنوبي لبنان (تقرير)

Lebanon

بيروت / ستيفاني راضي / الأناضول

- عشرات من أهالي البلدة احتفلوا بعيد الميلاد بحضور قداس في ما تبقى من كنيسة مار جاورجيوس
- شارل النداف كاهن كنيسة القديس جورجيوس: في العيد نؤكّد نيتنا الثابتة بأن نعود إلى الإعمار
- المواطن مبدا سلوم: حولنا صالونا (قاعة) إلى كنيسة بديلة عن المدمّرة. وهذا أعظم قدّاس أن يُقام في يارون بعد الحرب
- المواطن جان عجاقة: نفرح ونبتهج لكن في قلوبنا غصّة كبيرة بسبب الدمار والخراب ولا نجد من يقف جانبنا
- الطفل باولو حنا: جئنا اليوم لنحتفل بالعيد رغم أننا كلما نظرنا إلى هذه الكنيسة المدمّرة نشعر بالألم

للمرة الأولى منذ عامين يحتفل مسيحيو بلدة يارون في محافظة النبطية جنوبي لبنان بعيد الميلاد، وذلك بسبب العدوان الإسرائيلي الذي حال دون ذلك.

وحضر عشرات المواطنين قداسا في ما تبقى من كنيسة مار جاورجيوس، وسط دمار كبير تعرضت له البلدة الحدودية؛ جراء قصف إسرائيلي خلّف دمارا واسعا.

وفي أبريل/ نيسان الماضي هدم الجيش الإسرائيلي تمثال "القديس جاورجيوس" في البلدة، بينما كان المسيحيون يحتفلون بـ"أحد الشعانين".

وقتلت إسرائيل أكثر من 4 آلاف شخص وأصابت نحو 17 ألفا آخرين، خلال عدوان على لبنان بدأته في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وحولته في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة.

وتحتفل الطوائف المسيحية التي تعتمد التقويم الغربي بعيد الميلاد ليل 24– 25 ديسمبر/ كانون الأول، فيما تحتفل الطوائف التابعة للتقويم الشرقي في 7 يناير/ كانون الثاني من كل عام.

** رغم الدمار

فريق الأناضول تحدث مع الحضور وكان بينهم، مبدا سلوم، الذي قال: "نحتفل اليوم بقدّاس الميلاد للمرة الأولى بعد الحرب".

وتابع سلوم وهو من أبناء البلدة: "رغم الدمار وكل ما حصل حضر الناس مجددا ليشاركوا في القداس، ويؤكّدوا وجودنا على هذه الأرض".

وأردف: "هذا بالنسبة لنا أعظم قدّاس ميلادي أن يُقام في يارون بعد الحرب (..) رغم ما تهدّم جاء الناس ليصلّوا، لأنهم مشتاقون للاحتفال بالقداس في أرضهم وبلدتهم".

وأوضح: "تطلّب الأمر وقتا وجهدا، إذ أمضينا نحو سنة في التحضير لكنيسة بديلة عن الكنيسة المدمّرة. فحوّلنا صالونا (قاعة) إلى كنيسة، ومع الوقت بدأ الناس يعودون تدريجيا للمشاركة في الصلاة".

** إعادة الإعمار

فيما قال شارل النداف، كاهن رعية كنيسة القديس جورجيوس: "في عيد الميلاد الماضي انهار جدار من الكنيسة وتعرّض جزء كبير منها للدمار"، في إشارة لقصف إسرائيلي.

واستدرك: "أمّا اليوم وفي هذا العيد فنؤكّد نيتنا الثابتة بأن نعود من جديد، كما قلنا سابقا، إلى الإعمار.. الأساس أن نُعمّر ضيعتنا ونُعيد بناء كنيستنا".

وتابع: "لكن الأهم من الحجر هو الإنسان، الإنسان الذي يأتي ليشارك في القداس والصلاة هو الذي سيبني من جديد. فهدفنا هو بناء الإنسان قبل بناء الحجر".

وقال إن "أكثرية المشاركين في الاحتفال هم الأهالي الساكنين في القرية، فيما يبقى عدد القادمين من بيروت أقلّ، أمّا الغالبية، فهم من القاطنين بين يارون ورميش وعين إبل".

و"في هذا العيد، عيد الميلاد، رجاؤنا أن كنيستنا ستعود إلى الحياة، وضيعتنا ستولد من جديد"، كما أردف.

** غصة في القلوب

"نفرح ونبتهج لكن في قلوبنا غصّة كبيرة بسبب الدمار والخراب اللذين لحقا بضيعتنا وبكنيستنا"، هكذا بدأ المواطن جان عجاقة حديثه.

وأضاف: "نحاول قدر المستطاع أن ننهض من جديد، وأن نعيد إعمار بيوتنا، لكن الأمر بالغ الصعوبة، إذ لا نجد من يقف إلى جانبنا".

"لا دولة تدعم، ولا مؤسسات رسمية تساند، فتزداد الغصّة في القلوب، ولا سيّما أننا قرية حدودية تعرّضت لكثير من الظلم والدمار على مدى ستين أو سبعين عامًا، وفي كل مرة نحاول النهوض من جديد"، بحسب عجاقة.

وأردف: "نشعر وكأن ضيعتنا منسيّة، كأنها غير موجودة على الخريطة، رغم أننا الوحيدون الذين ما زلنا صامدين هنا، وكان من المفترض أن يقف العالم كلّه إلى جانبنا".

** فرحة رغم الألم

أما الطفل باولو حنا، فقال: "جئنا اليوم لنحتفل بالعيد، رغم أننا كلما نظرنا إلى هذه الكنيسة المدمّرة نشعر بالألم، ومع ذلك جئنا لنحتفل (..) أنا فرحان جدًا حتى وإن كان كل شيء مكسورًا".

وتابع: "استطعنا أن نُجهّز القاعة ونحوّلها إلى كنيسة، لنعود ونصلّي فيها".

وأردف: "ومنذ نحو شهر أصلّي فيها أنا وعائلتي، إلى جانب بعض العائلات القليلة التي ما زالت تعيش هنا، وتمكّنت من ترميم بيوتها وتأتي للصلاة".

ويوميا تخرق إسرائيل اتفاقا لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" بدأ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ما أدى إلى مقتل مئات اللبنانيين، فضلا عن دمار مادي.

وتخرق أيضا الاتفاق باستمرار احتلالها لخمس تلال لبنانية في الجنوب استولت عليها في الحرب الأخيرة، ما يضاف إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.

كما تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي سورية، وترفض الانسحاب منها وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل حرب 1967.


الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.