دولي, الدول العربية, فلسطين, إسرائيل

احتله مستوطنون.. عائلة تفترش الأرض في سبيل استعادة كهفها (تقرير)

منذ 11 يوما، تعيش عائلة الفلسطيني جلال العمور في العراء مفترشة الأرض وملتحفة السماء، بمنطقة مسافر يطا جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في محاولة لاستعادة كهف كان يأويها استولى عليه مستوطنون إسرائيليون.

Qais Omar Darwesh Omar  | 31.10.2025 - محدث : 31.10.2025
احتله مستوطنون.. عائلة تفترش الأرض في سبيل استعادة كهفها (تقرير)

Ramallah

الخليل / قيس أبو سمرة / الأناضول

** رب الأسرة الفلسطينية جلال العمور، في حديث للأناضول:
- المستوطنون دمروا ممتلكاتنا وجلبوا مقتنياتهم إلى الكهف وعلقوا علم إسرائيل
- نعتصم بجوار الكهف حتى نتمكن من استعادته وفريق قانوني يتابع القضية
** الناشط في مقاومة الاستيطان جنوبي الضفة أسامة مخامرة:
- اعتداءات المستوطنين في مسافر يطا تصاعدت للتضيق على المواطنين وترحيلهم
- إسرائيل تحاول السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية عبر الاستيطان

منذ 11 يوما، تعيش عائلة الفلسطيني جلال العمور في العراء مفترشة الأرض وملتحفة السماء، بمنطقة مسافر يطا جنوبي الضفة الغربية المحتلة، في محاولة لاستعادة كهف كان يأويها استولى عليه مستوطنون إسرائيليون.

ومع غروب الشمس، تلتف العائلة المكونة من 10 أفراد حول شعلة من النار أوقدوها علها تمنحهم شيئا من الدفء يكسر برودة ليل الخريف.

أما خلال النهار فتعجز العائلة عن الاحتماء من أشعة الشمس في المنطقة المفتوحة بجوار الكهف الذي تحول خلال السنوات إلى مسكن يؤويهم.

ومنذ سنوات، لجأت عائلة العمور إلى الكهف في خربة "صارورة" جنوب مدينة الخليل بعد أن هدمت إسرائيل منزلها عدة مرات بذريعة "البناء دون ترخيص" ضمن المنطقة المصنفة "جيم"، وفق اتفاقية "أوسلو 2" لعام 1995.

وصنفت هذه الاتفاقية أراضي الضفة لثلاث مناطق: "ألف" تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و"باء" تخضع لسيطرة أمنية إسرائيلية ومدنية وإدارية فلسطينية، و"جيم" تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية إسرائيلية، وتشكل الأخيرة نحو 61 بالمئة من مساحة الضفة الغربية.​​​​​​​​​​​​​​

وتسكن عائلات فلسطينية في منطقة مسافر يطا في كهوف يطلقون عليها اسم "الطور"، وذلك في أعقاب عمليات الهدم الإسرائيلية لمساكنهم.

** الاستيلاء على الكهف

وعن قصة الاستيلاء على الكهف، أفاد العمور بأن عائلته توجهت يوم 21 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، للمشاركة بمناسبة اجتماعية في بلدة يطا القريبة، ليتم إبلاغها لاحقا أن مستوطنا استولى على كهفها.

وأضاف العمور في حديث للأناضول: "عدت للمنزل (الكهف)، فوجدت مستوطنا وعائلته يقيمون في المكان".

وأوضح أن المستوطنين دمروا كافة ممتلكاته وجلبوا مقتنياتهم للكهف الذي علقوا بداخله علم إسرائيل، مدعين أنه ملك لهم.

ومنذ ذلك الحين، تعتصم عائلة العمور بمشاركة متضامنين وناشطين بجوار الكهف للمطالبة باستعادته.

واستكمل المواطن الفلسطيني قائلا: "أنا لا أريد شيء سوى منزلي. هذا بيتي ولا أتخلى عنه، سأبقى هنا معتصما حتى أستعيده".

وأكد أن الكهف هو كل ما يملكه بعدما دمرت إسرائيل منزله وأنه من الصعب التخلي عنه، لافتا إلى أن فريقا قانونيا يتابع قضيته لاستعادة الكهف، دون ذكر تفاصيل.

ومنذ عام أقام مستوطنون بؤرة استيطانية قرب قرية المفقرة وخربة صارورة جنوبي الخليل، إذ ينطلقون منها لشن اعتداءات على الفلسطينيين ومساكنهم.

وبهذا الصدد، يقول العمور: "يريدون (المستوطنون) السيطرة على كل المنطقة وطرد الفلسطينيين منها".

** "اعتداءات متصاعدة"

بدوره، يقول الناشط بمقاومة الاستيطان جنوبي الضفة العربية أسامة مخامرة، إن تصاعد اعتداءات المستوطنين خاصة في مسافر يطا يهدف لـ"التضييق على المواطنين ومحاصرتهم بالاستيطان من كافة الجهات بهدف ترحيلهم".

وأضاف للأناضول، إن الاحتلال يسعى لربط بؤرة استيطانية مع مستوطنات أخرى لتشكيل حزام استيطاني يتيح له السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية.

وأشار إلى أن المواطن الفلسطيني "يرابط في أرضه ويدافع عنها بجسده العاري في حين يتسلح المستوطن ببندقيته وبالقانون الإسرائيلي وبجيش الاحتلال وشرطته".

ويتعرض الفلسطينيون في مسافر يطا والمناطق المحيطة جنوبي الخليل، لاعتداءات متكررة من المستوطنين الذين يسعون إلى تهجير السكان وتوسيع البؤر الاستيطانية فيها.

وخلال العامين الماضيين نفذ المستوطنون 7154 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة "تسببت في استشهاد 33 مواطنا، وتهجير 33 تجمعا بدويا فلسطينيا"، كما أقاموا 114 بؤرة استيطانية، وفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)،

وبالتزامن مع حرب الإبادة في غزة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة ما أسفر عن مقتل 1062 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.

وبدأت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة استمرت عامين، وخلفت أكثر من 68 ألف قتيل وأكثر من 170 ألف جريح، وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري.​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın